Results 1 to 5 of 5

Thread: معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

  1. #1

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    501

    معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

    معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

    معالم أثرية إسلامية
    أ - مدينة ذمار - المركز الإداري للمحافظة :
    - ومن المعالم الأثرية في مدينة ذمار المعالم التالية :
    1 - الجامع الكبير : يعد جامع ذمار من المساجد القديمة بعد جامع صنعاء ، ويذكر الرازي هذا الجامع بقوله : ( حدثني القاضي " الحسين بن محمد " قال : ذكر لي جدي أن أهل الصوافي ما أصفاه عمر بن الخطاب من أرض باذان ومنها عليب ومنها ضيعة بالمنشر وسوق باذان قال القاضي يعني سوق ذمار ، وحكى لي أن جده قال كان بين عمارة مسجد صنعاء وبين مسجد ذمار أربعون يوماً وهو المسجد الثاني ثم مسجد الجند ويقول القاضي " حسين السياغي " أن أصل مسجد جامع ذمار من بناء الصحابة رضي الله عنهم الذين تولوا اليمن بأمر النبي ( ص ) ثم وسعه الملوك من بعد حتى صار إلى ما هو عليه الآن ) ، ولم يشر " السياغي " إلى هؤلاء الملوك الذين قاموا بتجديد الجامع بعد تأسيسه ؛ إذ أن هذا يفتقر إلى المصادر التاريخية ، ولا يزال تاريخ هذا الجامع يكتنفه الغموض خاصة في الفترة التي تقع بين تاريخ تأسيسه وتجديد سيف الإسلام " طغتكين بن أيوب " ? وذلك في الفترة التي استولى فيها على ذمار- وبين تاريخ وفاته ( 579 - 593 هجرية ) ، أما التجديد المؤكد تاريخياً ? ومن خلال الأشرطة الكتابية بالجامع ? فهو التجديد الذي قام به عز الإسلام "محمد بن الحسن بن القاسم" إذ يذكر صاحب ( طبق الحلوى ) في حوادث سنة ( تسع وسبعين وألف ) ذلك بقوله : ( ومن مآثره الحميدة توسيع جامع ذمار من جهته الغربية قدر الثلث وعمارة منارته بعد نقضها ، ولا تزال توجد بقايا من شريط كتابي يدور حول الرواق الغربي ، وفي نهايته عند الناحية الجنوبية كتابة تشير إلى تاريخ التجديد الذي تم في هذا الجزء سنة ( 1057 هجرية ) ، وعلى امتداد الجدار الشمالي للرواق الشرقي يوجد شريط به زخارف كتابية بخط النسخ نصها :- بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بهذه المقصورة وإنشاء هذه الزيادة والتوسع (? ) مولانا الأفضل العلامة ناظم أمر الأمة الأمجد الهمام ملك الإسلام " عز الإسلام محمد بن الحسن القاسم بن محمد " المتقدم ذكره في الطراز من الجامع الغربي وعامله الله بالحسنى في الدنيا والآخرة في شهر شعبان عام ( 1057 هجرية ) .
    وتلقى المصادر التاريخية الضوء على أهمية هذه الأشرطة الكتابية وما ورد بها من تواريخ ومعلومات هامة إذ يذكر ( صاحب طبق الحلوى ) في حوادث سنة ( 1057 هجرية ) ، وهي السنة التي تم فيها تجديد الجامع من قبل " محمد بن الحسن القاسم " بقوله : ( وفيها ارتحل عز الإسلام محمد بن الحسن عن ذمار إلى محروس صنعاء فوصلها في ملك جسيم وقدر عظيم وأبهة منشودة وجيوش محشودة ، ولما استقر في برج طالعه الأعز سكن في دار مسجد الأزهر وانتقل في سائر الأبراج تنقل البدر ومد يده إلى الحل والعقد والنهي والأمر، وابتهجت بمقدمه السعيد بلده سام وانتظمت اسمه خطب الجمعة ) ، وتؤكد الألقاب التي وردت في هذه النصوص الكتابية وخاصة لقب ملك الإسلام مدى ما تمتع به " محمد بن الحسن " في ذلك من نفوذ سياسي حتى أن اسمه ذكر في خطب الجمعة ، ويعطي ذلك تفسيراً واضحاً على إقدام " محمد بن الحسن " على تجديد جامع ذمار الكبير في نفس هذا العام ( 1057 هجرية ) ، وخاصة في الناحية الغربية والمقصورة وتجديد المنارة .
    التخطيط المعماري لجامع ذمار :- شيد الجامع بأحجار الحبش السوداء وبأحجار بلــق مهندمة نقلت من خرائب قديمه يظهر على بعضها كتابات بخط المسند ونقوش عربية متأخرة كلفظ الشهادتين وغيرها ، للجامع مدخلان مقببان في الضلع الغربي ومدخل آخر مشابه لهما في الناحية الجنوبية مع مدخل أحدث مؤخراً في الضلع الشمالي ، وبوسط الجامع فناء مستطيل الشكل أبعاده ( 70 × 16 × 5 × 12 م ) رصف بالحجر الأسود ، وتحيط به أربعة أروقة على النحو التالي:-
    - الرواق الشمالي : يتكون الرواق الشمالي من أربع بلاطات بواسطة ثلاث بائكات تسير عقودها
    المدببة الشكل موازية لجدار القبلة وقد حملت هذه العقود على أعمدة مستديرة ، وهي ذات تيجان متنوعة الطراز ، ويوجـد بجـوار القبلـة محرابـان الأول فـي الناحيـة الشرقيـة في جـدار القبلة ، وقد طمست ( عناصره الفنية ) الطلاء والزخارف التي كانت تعلوه ، وفوق تجويف المحراب عقد مدبب الشكل بينما يتوج مدخل حنينة المحراب عقد مفصص محمول على عمودين ، وقد شاع استخدام هذا النوع من العقود في محاريب المساجد اليمنية ، أما المحراب الثاني فيعلو تجويفه عقد مدبب يرتكز على عمودين مغلقين ، ويمتاز بزخارفه الكتابية والنباتية المتمثلة بالزخرفة العربية المورقة بالورود ذات الثمان بتلات فضلاً عن زخرفته الجديدة ، ويوجد أعلى هذا المحراب بقايا من السقف القديم للجامع حيث لا يزال هناك أربع مصندقات خشبية مزينة بزخارف ملونة تتمثل في أوراق ثلاثية الفصوص يحيط بها إطارات من حبات اللؤلؤ ، وعلى يسار المحراب يوجد المنبر الخشبي العتيق الذي يعد من أقدم المنابر الخشبية في اليمن .
    - الرواق الشرقي : يتكون الرواق الشرقي من أربع بلاطات بواسطة ثلاث بائكات ، تسير عقودها المدببة الشكل والنصف دائرية عمودية على جدار القبلة ، ويوجد في هذا الرواق محراب مجوف مزين بزخارف وآيات قرآنية بخط النسخ ، وعلى جانبيه شريط كتابي يشتمل على بعض الآيات القرآنية والنصوص التاريخية التسجيلية ، ويبدو واضحاً أن هذا الرواق الشرقي من المسجد قد اتخذ كمسجد مستقل حيث عزل بجدار حديث من الحجر ، وفتح فيه مدخلان يوصلان بينه وبين الفناء المكشوف .
    - الرواق الغربي : يتكون الرواق الغربي من قسمين الأول في الجهة الشرقية ، ويشتمل على ثلاث بلاطات بواسطة ثلاث بوائك ترتكز عقودها على أعمدة ودعامات ، ويتوسط الجدار الشمالي في هذا الجزء محراب مجوف مزين بكتابات بالخط الكوفي وخط النسخ ، تتضمن بعض الآيات القرآنية ، أما القسم الثاني يتكون من أربع بلاطات بواسطة ثلاث بوائك ترتكز على أعمدة ذات ثلاث قطاعات مختلفة ، منها الدائري والمثمن ، ويمتاز سقفه بأنه أكثر ارتفاعاً من سقف القسم الأول أيضاً ، ويتوسط الجدار الشمالي لهذا القسم محراب مزين بزخارف كتابية تتضمن بعض الآيات القرآنية الكريمة .
    الرواق الجنوبي : يتكون الرواق الجنوبي من بلاطتين بواسطة صفين من البائكات ، ترتكز عقودهما المدببة على دعامات مضلعة ذات تيجان مختلفة ، وتظهر في الواجهات المطلة منها على الفناء زخارف جصية مشوهة ، ويغطي هذا الرواق سقف مستوٍ مستحدث استخدمت فيه الأخشاب الأصلية للجامع ، وهي ذات زخارف وألوان مختلفة ، وهناك قبة بامتداد البلاطة الأولى لهذا الرواق ذات طاقة صماء وتزينها زخارف ونقوش بالخط الكوفي ، ويفتح في هذا الرواق مدخلان أحدهما يؤدي إلى المئذنة والثاني يـؤدي إلى أحواض الوضوء وإلى الرواق الشرقي للمسجد .
    - المنـارة : تشغل المنارة الزاوية الجنوبية الغربية للجامع ، وهي في حد ذاتها قطعة معمارية فنية على جانب كبير من الأهمية حيث تقوم على قاعدة حجرية مربعة مرتفعة يعلوها ( حوض متسع ) ، يقوم عليه بدن مضلع ومجوف غني بالزخارف من الآجر المستخدم في بناء هذه الدورة والدورات التالية ، حيث توجد شرفة يعلوها بدن مستدير مغطى بطاقية المنارة ، وما من شك فإن أهمية جامع ذمار بين العمائر الدينية الإسلامية في اليمن تبدو واضحة تماماً خاصة بالنسبة لأهمية التجديدات التي لحقت بالجامع على مر العصور الإسلامية .
    -المنبـر : يعتبر منبر الجامع الكبير في مدينة ذمار من أقدم النماذج للمنابر الخشبية في اليمن ، فضلاً عن أنه يعتبر حلقة وصل بين طراز المنابر الخشبية في اليمن في هذه الفترة وما تلاها من فترات ، إضافة إلى تأثير هذا المنبر على المنابر في بعض المساجد الأخرى ، وفي نفس الوقت يعد منبر جامع ذمار الكبير أقدم منبر إسلامي يشتمل على زخارف نفذت وفقاً للأساليب الزخرفية التي عرفت بطراز ( سامرا الثالث ) وطراز سامرا المتأخر في ( القرن الرابع الهجري ) .
    التكوين العام لهذا المنبر يتمثل في المدرج ومجلس الخطيب ، ويشتمل المدرج على باب المنبر والريشتين والسلم وسياجه ، أما مجلس الخطيب فتشتمل على الجوسق ، ومن الواضح أن هذا المنبر قد طرأت عليه تجديدات في فترات مختلفة ، ويذكرنا تكوين هذا المنبر بمنبر جامع ذي أشرق ( 421 هجرية ) ومنبر جامع السيدة " أروى بنت أحمد " في مدينة جبلة ( 492 ?532 هجرية ).
    الأساليب الزخرفية على المنبر تنقسم إلى قسمين أساسيين ، وهي الزخارف العتيقة ، تتمثل في عناصر كؤوسية كاملة وأوراق جناحية ووريقات من ثلاث فصوص ، وكذلك خطوط حلزونية كأنها ناقوس مقلوب أو إناء للزهور ، وتظهر هذه العناصر في حشوات المنبر أسفل مجلس الخطيب ، ومن أهم الزخارف تلك التي تزين الحشوة المعقودة في الجهة الجنوبية من مربع مجلس الخطيب إذ تشتمل على عنصري الورقة الجناحية وورقة جناحية محفورة تشبه الكمثرى ، أما القسم الثاني في زخارف منبر جامع ذمار تتمثل في زخارف كتابية لآيات قرآنية وعبارات دعائية ، وكذلك زخارف هندسية في سياج المنبر والحشوة الوسطى من حشوات الجزء العلوي إضافة إلى زخارف عربية إسلامية مورقة ( الأربيسك ) ، وقد استخدم في عمل هذه الزخارف أسلوب الحفر المائل ؛ ومما هو جدير بالذكر أن هذا المنبر دُوِّن تاريخه في الحشوة الواقعة خلف مجلس الخطيب بالخط الكوفي المورق نصـهـا : ( عمل هذا المنبر في شهر جمادى الآخر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وصلِّ على محمد ) .
    وفي الجنوب الغربي للجامع يوجد قبر الإمام المشهور المؤيد " يحيى بن حمزة " الذي حكم في الفترة (( 729 - 749 هجرية ) ـ ( 1329 - 1248 ميلادية )) ، كما توجد في الجهة الشمالية الشرقية لبيت الصلاة غرفة تحوي تابوت قبر الإمام ، غطاء القبر مصنوع من الخشب المحفور وعلى الجوانب توجد كتابات قرآنية وعلى الجانب الشمالي يوجد تاريخ وفاة الإمام ( 749 هجرية ـ 1348 ميلادية ) وهذه الغرفة منفتحة نحو الشرق على مقبرة صغيرة يوجد فيها بعض القبور مع شواهد تاريخية .
    2 - المدرسة الشمسية : من الآثار الإسلامية في مدينة ذمار المدرسة الشمسية التي تعد من أهم المعالم الأثرية الإسلامية التي لا تزال عامرة وتقع في حي الجراجيش ، وقد بناها الإمام المتوكل " يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد " الذي حكم في الفترة (( 912 - 965 هجرية ) ـ ( 1506 - 1557 ميلادية )) ، وكان معاصراً لعامر بن عبد الوهاب الذي بنى المدرسة العامرية في رداع سنة ( 910 هجرية ) بنيت المدرسة الشمسية سنة ( 950 هجرية - 1544/1543 ميلادية ) ، وسميت الشمسية نسبة إلى أحد أبناءه وهو الأمير " شمس الدين " ، أما المطاهير والمنارة بناهما الوالي العثماني " محمد علي باشا " سنة ( 1155 هجرية ) ، ويضيف " القاضي الأكوع " في كتابه " المدارس الإسلامية في اليمن " أنه كان للمدرسة مكتبة نفيسة موقوفة ، وكانت إلى بضع سنوات خلت صرحاً من صروح العلم حيث كان يفد إليها طلبة العلم للدراسة في كل عام من شتى المناطق بالإضافة إلى الطلاب من المدينة نفسها ومن نواحيها ، وكان طلاب العلم الوافدون إلى ذمار يعرفون بالمهاجرين يقيمون في منازل ( أي حجرات ) ملحقة بالمدرسة الشمسية ، وكانت بعض هذه المنازل معروفة بأسماء أسر تتوارث الإقامة بها خلفاً عن سلف لطلب العلم ، وكان يعيش أغلب الطلاب على ما يقدمه لهم بعض بيوت المدينة من مساعدة ، ومع شظف العيش فقد كان هؤلاء الطلاب يحققون قدراً عظيماً من المعرفة ، وقد درس بهذه المدرسة منذ إنشائها جمع غفير من العلماء ليس من السهل حصرهم ، ومن هؤلاء " إبراهيم بن يوسف " الذي كان إماماً في الفقه محققاً ومناظراً ليس له نظير في الإصابة والحفظ توفي في ذمار سنة ( 1041 هجرية ) ، كما درس بها " مهدي بن علي الشبيبي " ، وهو عالم محقق للفروع مشارك في غيرها توفي سنة ( 1107 هجرية ) في ذمار .
    ومن الفقهاء الذين درسوا في المدرسة الشمسية " حسن بن عبد الله بن أحمد بن حاتم الريمي " ، تولى القضاء في ذمار " للمنصور الحسين بن القاسم " توفي سنة ( 1149 هجرية ) ، ودرس بها " زيد بن عبد الله الأكوع " ، له أجوبة مفيدة وحواش وتقارير على شرح الأزهار ولد سنة ( 1081 هجرية ) ، ومات في سنة ( 1166 هجرية ) ، كما درس بها " الحسن بن أحمد بن الحسين بن علي بن يحيى الشبيبي " ، له في هوامش شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار تولى القضاء أياماً في تعز نيابة عن القاضي " أحمد بن مهدي الشبيبي " توفي سنة ( 1169 هجرية ) ، ومن الأعلام المتأخرين ، درس في هذه المدرسة كوكبة من العلماء والفقهاء في شتى العلوم ، ومن هؤلاء " يحيى بن محمد بن يحيى بن سعيد العنسي " توفي سنة ( 1313 هجرية ) ، و " عبد الله بن أحمد بن علوان الشماحي " ، توفي سنة ( 1305 هجرية ) وغيرهم ، وتكتسب المدرسة الشمسية في ذمار أهميتها الخاصة بالنسبة لمن درس بها وساهم بعلمه في إثراء الحياة الدينية في اليمن .
    - التخطيط المعماري : تتألف المدرسة الشمسية من بيت الصلاة تحيط به أبنية لسكن الطلاب من الناحية الجنوبية وملحقاتها يتكون بيت الصلاة من خمس بلاطات بواسطة أعمدة رشيقة تحمل عقوداً مدببة ، ويزين الجدران الأربعة في بيت الصلاة نصوص كتابية بخط النسخ ، تحمل آيات قرآنية واسم المنشئ إضافة إلى الزخارف الجصية في كتابة المحراب وأعلى المداخل ، وفي الناحية الجنوبية لبيت الصلاة فناء مكشوف يتوسطه بركة مياه يقابلها مساكن الطلبة إضافة إلى المئذنة والمطاهير .
    3 - هِرَّان ( حصن هِرَّان ) : هِرَّان ـ بكسر الهاء وتشديد الراء الممدودة وآخره نون ـ ، يقع ( حصن هِرَّان ) إلى الشمال من مدينة ذمار بمسافة ( 2 كيلومتر ) تقريباً ، وهو حصن لا يزال يؤدي مهمته ، ويقـع على جبل بركاني كانت به قرى عامرة وقصور عالية وفيه مآثر حميرية ، وقد ورد اسم هران في النقوش اليمنية القديمة تحمل اسم وادٍ ثم مبنى أو برج ، كما توجد أسماء تحمل اسم هِرَّان منها هِرَّان بلد ووادٍ من بلاد بكيل من ناحية ذيبين ، وهران سد حميري من حقل بلاد يريم ، ويعد حصن هِرَّان أحد الحصون الثلاثة الهامة التي تحيط بمدينة ذمار إضافة إلى حصن ( يفع ) غرباً وباب الغلال شرقاً ، تشير الشواهد واللقى الأثرية المتناثرة على سطح الموقع أن الحصن استوطن في فترات زمنية مختلفة ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ وفترة ما قبل الإسلام وفترات الحضارة الإسلامية المتلاحقة .
    وتأتي أهمية حصن هِرَّان التاريخية من حيث موقعه الهام شمال المدينة ويشرف على عدة وديان وقيعان صغيرة نسبياً تفصلها أرض مرتفعة مثل بلسات وقاع جهران قرب معبر وقاع عراظ أو عراد شرقي ذمار وقاع شرعة إلى جنوبها ، وقد حوت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير من الأخبار عما جرى من الأحداث التي توالت على هذا الحصن عبر قرون طويلة ، ومن هذه الأخبار أن الحصن كانت تقطنه قبيلة ( جنب ) التي كان لها صولات وجولات في التاريخ إلى نهاية ( القرن التاسع الهجري ) ، حيث توالت عليها المحن فانتقلت إلى مغرب عنس ، وقد سمي بعد انتقالهم إليها بمخلاف الجنبين ، وأول إشارة تاريخية له كانت في سنة ( 292 هجرية ) عندما سار " علي بن الفضل " إلى ذمار فوجد جيشاً عظيماً في هِرَّان من أصحاب الحوالي ثم كتب " علي بن الفضل " إلى صاحب هِرَّان واستماله حتى والاه ، وصاحب هِرَّان إشارة إلى قبيلة جنب التي وصفت أنها قبيلة عاتية آنذاك ، وكان " عيسى بن معان اليافعي " والياً على ذمار من قبل " بن أبي يعفر" ، وكان " علي بن الفضل " قد قام بنشر المذهب الإسماعيلي في اليمن ومعه " منصور بن حوشب " ، وفي إشارة تاريخية في سنة ( 418 هجرية ) تـذكـر أنه سار " عبد المؤمن بن أسعد بن أبي الفتوح " إلى الهان فتلقته عنس ومن إليهم إلى ضاف فلبث فيها ( سبعة أيام ) ثم توجه إلى ذمار وأمر بإعادة عمارة حصن هِرَّان ، ومع انتشار الدعوة الفاطمية في اليمن وقيام الدولة الصليحية يذكر أن أحد الداعين واسمه " المعيد لدين الله " قد قتل في سنة ( 420 هجرية ) في هِرَّان وهو في قبيلة جنب ، وفي عهد الملك الصليحي المكرم " أحمد بن علي بن محمد الصليحي سنة ( 459 هجرية ) قامت عدد من القبائل اليمنية بالتمرد على طاعة الدولة الصليحية إذ وصف أنه أخذ الموالون ينقضون عهودهم حتى خرج أمر الصليحيين من كافة بلاد اليمن ولم يبق لهم إلا التعكر ؛ وكان المتمردون قد حاصروه ، كما حاصروا " مالك بن شهاب الصليحي " في حصن مسار، وتآمرت القبائل من كحلان وهِرَّان وعنس وزبيد ويحصب على الصليحيين وامتدت العدوى إلى صنعاء نفسها حيث كان المكرم " أحمد الصليحي " يقيم مع جماعة من خلصاء أتباعه ، وفي إشارة تاريخية أخرى تشير أن المكرم " أحمد الصليحي " قد أخذ مع أنصاره الذين استولوا على حصن هِرَّان بعد انتصار حققه القائد " إسماعيل بن أبي يعفر الصليحي " الذي استمات في الدفاع عن كيانهم وانتصر بجبهة كحلان وهِرَّان ، ويحصب ورعين وأنهم أدانوا له بالطاعة بعد حرب سجال ، وبعد هذه الفترة تأتي إشارة تاريخية قـرب ( نهاية منتصف القرن السادس الهجري ) وبالتحديد في عهد السلطان " حاتم بن أحمد بن عمران " سنة ( 545 هجرية ) خرج هذا الإمام من صنعاء إلى موضع يقال له شعب الجن من ظاهر نقم عندما تفرق عنه أعوانه فتحصن فيه واستنجد بقبيلة ( جنب ) التي كانت تسكن هِرَّان وذمار فقتلوا من عسكر الإمام طائفة وكان بين جنب قتلى كثيرون، وفي سنة ( 569 هجرية ) ? عندما كان الأيوبيون قد احتلوا أجزاءً كثيرة من اليمن ? يذكر أن شمس الدولة " ثوران شاه بن أيوب " زحف شمالاً إلى ذمار واحتل هِرَّان عندما كان متجهاً إلى صنعاء بعد أن اعترضه في الطريق جند واستطاع التغلب عليهم وقتل منهم نحو ( سبعمائة قتيل ) ، وفي إشارة أخرى تذكر أن " ثوران شاه " دخل حصن هِرَّان سنة ( 570 هجرية ) وذلك بعد أن سار إلى ذمار فاعترضته قبيلة جنب في موضع يسمى ( رخمة ) شرقي ذمار فقتلوا من أصحابه نيفاً وستين رجلاً ثم دخل ذمار فأقام فيها أياماً ثم نهض إلى صنعاء فاعترضته قبيلة جنب وغيرها فقال لأصحابه ( قاتلوا على أنفسكم وإلا أخذتكم العرب وأين أنتم عن ديار مصر ) فاصدقوا القتال حتى انكشفت المعركة عن ( تسعمائة قتيل ) من قبيلة جنب ومن إليهم وانهزم بقيتهم وفروا إلى هِرَّان ، وفي سنة ( 582 هجرية ) استولى السلطان " طغتكين بن أيوب " على حصن هِرَّان بعد أن أخذ حصن حب وبعد سنة ( 611 هجرية ) - هناك فاصل زمني كبير بعده إشارة تاريخية في سنة ( 709 هجرية ) مع بداية قيام الدولة الرسولية - ، حصل ترتيب عسكري في حصن هِرَّان فقصدوا منطقة العساكر إلى الوادي الحار ، وفي سنة ( 710 هجرية ) كان الحصن لا يزال ذا أهمية عسكرية ، وفي سنة ( 713 هجرية ) برز مرسوم السلطان إلى الأمير " أسد الدين محمد بن حسن بن ثوران " بأن يخرج من ذمار ويحيط بحصن هِرَّان وينصب عليه المنجنيق ففعل ما أمر به، وفي عهد السلطان المجاهد سنة ( 737 هجرية ) أخذ هذا السلطان وعسكره حصن هِرَّان قهراً بالسيف في شهر ذي الحجة ، وهكذا نرى هذه الأدوار والوقائع التاريخية التي تعاقبت على هذا الحصن الأمر الذي أدى إلى اندثاره تماماً وأصبح خرائب وأطلالاً ويستغل ـ حالياً ـ حديقة عامة ومنتزهات لسكان مدينة ذمار

    منقووووووووول للأفـــ؛؛؛ـــادة..!!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

  2. #2

    الصـامد's Avatar
    Join Date
    May 2006
    Location
    وطـ YeMeN ـني
    العمر
    39
    Posts
    19,274
    Rep Power
    1967

    رد: معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

    حياك الله وحماك من كل شر


    الف شكر للموضوع والمعلومات الرائعه والمفيده


    تقبل مروري عليك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنا حلمي بس كلمة يظل عندي وطن
    لا حروب ولا خراب لا مصايب ولا محن
    خوذوا المناصب و المكاسب لكن خلولي الوطن

  3. #3

    بساط الحب's Avatar
    Join Date
    Jul 2007
    Posts
    305
    Rep Power
    244

    رد: معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

    انا اشكرك الف الف مره على هذا الكلام

    الرائع والاكثر من حلو

    تقبل مروري

    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]

  4. #4

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    501

    رد: معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

    Quote Originally Posted by الصـامد View Post
    حياك الله وحماك من كل شر


    الف شكر للموضوع والمعلومات الرائعه والمفيده


    تقبل مروري عليك
    سأظــ؛؛ــل اراقــ؛؛ــب على مشــ؛؛ــارف هــ؛؛ــذا...

    الصـــ؛؛ـــرح..!!

    لإرى ما ينبــ؛؛ـــض بــ؛؛ــه قلمــ؛؛ــكـ..!!

    ايهــ؛؛ــا الصديــ؛؛ــق ما اروعكـ..

    وانت تتربــ؛؛ــع في صغحتــ؛؛ــي الناصعــ؛؛ــه والمفيــ؛؛ــدة..!!

    واصــ؛؛ـــل على هذا الأبـــ؛؛؛ـــــداع..!!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

  5. #5

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    501

    رد: معالم أثرية إسلامية (( مدينة ذمار ))

    Quote Originally Posted by بساط الحب View Post
    انا اشكرك الف الف مره على هذا الكلام

    الرائع والاكثر من حلو

    تقبل مروري

    تحياتي

    تنــ؛؛ــت رائهــ؛؛ـــاً عزيــ؛؛ــزي..!!

    سأستـــ؛؛ــل كرسيـــ؛؛ــاً واشاهــ؛؛ــدكـ..!!



    يسعــ؛؛ــدنــ؛؛ــي انــ؛؛ــكـ تتابــ؛؛ــع جديــ؛؛ــدي..!!

    شاكراً لكـ ايهــ؛؛ــا المتألــ؛؛ــق..!!

    واصــ؛؛ــل عللى ما انت عليــ؛؛ــه..!!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. صولخات مدينة إسلامية تاريخية مهملة
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 24-10-2010, 02:40 PM
  2. ساحة الفنون.. من معالم مدينة بطرسبورغ الروسية
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 01-10-2010, 05:10 PM
  3. العثور على مدينة أثرية بمصر
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 03-07-2010, 06:50 PM
  4. اكتشاف مدينة أثرية مفقودة بسوريا
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 25-07-2009, 04:20 PM
  5. اعنف المظاهرات في مدينة ذمار
    By الطبيب البهلولي in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 2
    Last Post: 22-07-2005, 12:26 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •