كلام يعجبني ... ذكر الأحنف والمنقري وحلمهما ..
وأما الأحنف بن قيس: فهو أبو بحر الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين ابن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيده، بن مقاعس إلي آخر نسب قيس بن عاصم، وهو الذي يضرب به المثل في الحلم. وإنما قيل له الأحنف لأنه كان أحنف الرجلين، وهو أن تقبل إحدي الرجلين بإبهامها لي الأخري. كان الأحنف بن قيس من سادة التابعين رضي اللَّه عنهم. أدرك النبي صلي اللَّه عليه وسلم ولم يجتمع به، واستوطن البصرة بعد ان شهد فتوح المسلمين ووفد علي عمر رضي اللَّه عنه بالمدينة فرفع منزلته.
وذكر ابن عبد البّر في الاستيعاب بسنده إلي الأحنف بن قيس قال: بينما أطوف بالبيت في زمان عثمان رضي اللَّه عنه إذ جاء رجل من ليث فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ فقلت: بلي.
فقال: هل تذكر إذا بعثني رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلم إلي قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه فقلت أنت: إنه ليدعوهم إلي خير وما حّسن إلا حسناً، فبلّغت ذلك إلي رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وسلم فقال: اللهم اغفر للأحنف فقال الأحنف: وهذا أرجي عمل عندي.
وكان الأحنف سيّد قومه موصوفاً بالعقل والدهاء والعلم والحلم.
روي عن عمر وعثمان وعلي رضي اللَّه عنهم، وروي عنه الحسن البصري وأهل البصرة وشهد صفين مع علي رضي اللَّه عنه ولم يشهد موقعة الحمل.
قيل: وكان مطاعاً في قومه، بحيث انه كان إذا غضب سلّت بنو تميم سيوفها قبل أن تعلم فيم غضب، توفي بالكوفة سنة تسع وتسعين من الهجرة وخرج مصعب بن الزبير في جنازته رحمه اللَّه.
من ايميلي..
Bookmarks