مسابقة افضل قصة
قصة رقم ( 4 )
...أنا و لحيتي...
أمام المرأة وقف يفكر بشيء واحد أرق باله طوال شهور...
"هل ينته بي الحال بيني و بينك الان؟
مرت 9 سنوات يا لحيتي و أنا و أنت لا نفترق ، منذ أن كنت في السادسة عشرة و أنا معك وأنت معي ، فلا يذكر أسمي إلا و تذكرين بعدي.
صحيح أني مؤمن بضرورة الألتزام بتربيتك و المحفاظة عليك ، ولكن الصعاب _ يا لحيتي _تنهش قلبي المريض بها ، والليالي الطوال التي مرت بي وأنا أحلم بجوارها باتت أكثر من ما أستطيع تحمله .
(ربك غفور رحيم) ، كثيرون قالوا لي هذا الكلام ، لكن المشكلة أني أخاف أن أفقد شيء من نفسي لو فرطت بك، فما بيني و بينك أكبر بكثير من ما يعلمه الناس.
لا زلت تتذكرين بكل تأكيد أيامنا الحلوة في حلقات المسجد معا ، كنت تستقرين في وجهي كتاج من نوع أخر يضفي الوقار و الرجولة لي ، ويسرق من وجوه الأصدقاء الذين لم يكن يكونوا يملكونك نظرات الغبطة و الإعجاب ، بل و الحسد في أحيان كثيرة.
ولا زلت تتذكرين كم حاربت من أجلك كل نظرات و غمزات و كلمات زملائي في الجامعة الساخرين مني لأني "مطوعي" و " متخلف " كما يقولون ، و من اجلك عانيت أيام طوال متحملا الاف المزحات و السخريات من الذين يفترض بهم إحترام ما أعتقده و أؤمن به.
هل كنت أبله يوم أن أن فرطت في تلك الوظيفة التي لم يتم قبولي بها على الرغم من تفوقي في كل ما طلبوه بسبب رفضي حلقك أياك أو حتى تشديبي لك ؟؟؟
بالتأكيد لا ، فعلى عكس ما ظن الناس يا لحيتي حين رفضت نصائح والديا و أقاربي و كلامهم عن تغير الأمور كثيرا بعد 11 سبتمبر لأخد هكذا وظيفة حساسة و مهمة ، فقد كنت أشعر بأحاسيس المجاهدين و بحلاوة الأيمان و أنا أصر على التمسك بك.
لكن المشكلة كما تعلمين هي .
التقرب لها محال و أنا معي ، فكيف بإمكاني وأنا الملتزم المزدان بك أن أقف يوما أمامها لإصارحها بما أشعر، فأنا أعلم تماما من تلك الدقائق المعدودات التي قضيتها معها ، بأنك تقفين كحاجز بيني و بينها يصد النظرات و البسمات و الافكار أيضا.
لو كانت تعلم يا لحيتي ، ما شدة حبي لها ، وشدة تعلقي بك ، لكانت بالتأكيد لم ترى فيك هذا الحاجز بيننا ، لكنها و كما تعلمين في النهاية فتاة كباقي فتيات هذه المجتمع اللاتي يرين في اللحية إشارة للمطوع ، و ترى في المطوع علامة على ظلم النساء و حبس النساء و إضطهاد النساء.
وكيف لي أن أضطهدها يوما بعيناها تلك ، اه لو تدري هي كم يستحيل عليا ذلك؟
بالتأكيد أنك ستعذريني ، لا أعتقد أنك بعد كل هذه السنين يا لحيتي تجهليني شدة هيامي بها ، و ارتباط عمري بوجودها ، وأني من دون رؤية وجهها كل صباح ، سأغدو حبيس الحسرة ما حييت .
لنا لقاء أخر يا لحيتي ."
و أخد شفرة الحلاقة ، وبدأ يحلق لحيته.
Bookmarks