ابليــــس يصـــف الوضـــع والحالـــة في اليمن
كان في غرفته* يلملم ملابسه في حقيبة إلى جانب باقي متعلّقاته* على المنضدة القريبة كانت استقالته موقّعة ومختومة حسب الأصول* وبجوارها تقبع ون-واي تيكت إلى جزر القمر.
كانت ملامح وجهه في تلك اللحظات تنطق بالحزن* الكآبة* الإحباط* اليأس* وقلّة الحيلة... مع دهشة مزمنة ارتسمت عليه منذ فترة ليست بالقريبة* واعترافٍ بالعجز والفشل.
إبليس راحلٌ عن بلادنا إلى غير رجعة... فليفرح المؤمنون...
- وين يامسهّل؟ ليش بتلملم اغراضك؟
- يارجال معاد لي جلسه هنا عندكم* لي سنين عاطل عن العمل وقرّبت أموت من الجوع.. بالاقي معك حبه سجاره ياخوك؟
مش قاطع فيكم لا وسواس ولا خنّاس! كنت زمان بوسوس للوحدة تسيب ابنها يبكي وهي بتحكي مع جاراتها* الآن صاروا لحالهم يرموا اولادهم في الحاوية أوّل مايجوا!
كنت أوسوس للواحد ينسى يسمّي الله قبل مايوكل* الآن بطّل حد يلاقي شي يأكله! يارجال إذا أنا إبليس تسمّمت بالشاورما!
كنت برضو بوسوس للشاب يرميله كلمة ع البنت وهي ماشية بالشارع* صاروا البنات يطقّسوا ع الشباب بكلام أنا نفسي بستحي أقوله! إنتو تشتواإبليس إنتو؟!
يارجال مرّات بضطرّ أوسوس بالشقلوب وأقول للمسؤول إرحم وللحرامي يكفي خلّي شويّ للحراميّة اللي راح ييجوا بعدك!
يعني إذا إنتو لحالكم اسم الله بتعملوا كل هذي البلاوي* أنا إبليس ايش أعمل؟ أشتغل سواق تكسي يعني ولاّ أفتح صالون حلاقة؟
مابقى غير أقدّم للأوقاف يعيّنوني واعظ أو إمام جامع!
ثمّ فتح الباب وانطلق خارجاً إلى غير رجعة
انشاء الله ينال اعجابكم
تحياتي
عبدالله
Bookmarks