مفهوم ( العرب شعب صحراوي !!! )
مادة علمية قابلة للنقاش العلمي فقط .
كنت أتحدث أنا وأحد الأصدقاء المثقفين حول العرب وأصوله وحول المصطلح الصحراوي وبعد العودة لبعض المراجع وجدنا أنه
ليس صحيحا الإدعاء بأن العرب شعب صحراواي في القرن السابع الميلادي ، وهو ليس صحيحاً الآن . في واقع الأمر، لا يعدو فهم العالم من خلال الصحراء وسكانها البدو الرحل، عن أن يكون تحريفا مستغرباً لواقع هذه المجتمعات. واحدة من صيغ هذا الفهم تعود إلى استخدام باحثين عرب وغربيين نظريات المفكر العربي التونسي ابن خلدون ( 1332 – 1406 ) . لقد حاولوا بتحليلاتهم تطبيق استنتاجاته التي أوردتها في القرن الرابع عشر الميلادي في " المقدمة " (" مقدمة ابن خلدون ") عن المجتمع البدوي في شمال أفريقيا ( التي كانت استنتاجات لامعة في وقتها ) وإسقاطها ، في مفارقة غريبة ، على المجتمع العربي ككل . يشبه ذلك استخدام وصف للحياة الريفية الإنكليزية في القرن السابع عشر لتفسير واقع بريطانيا الحديثة اليوم .
ويقدم كُتاب من مثل تي . إي . لورنس وسانت جون فيلبي وويلفريد ثيسيغر وغيرهم ، صيغة أحدث تخدم مصالحهم ، وترتسم فيها صورة العالم العربي " كعدة شغل " في كتابات الرحلات الإنكليزية عن شبه الجزيرة العربية . ربما كان هؤلاء الكتاب جسورين كفاية ومستشرقين شجعانا ، لكن ما قالوه وكتبوه لنا عن مجتمعات العالم العربي الحديث ، وحتى عن شبه الجزيرة العربية ليست من البدو ، بل هي إما مزارعون ( اليمن وعُمان )، أو سكان حضريون يتوزعون على ما يقارب ثماني مدن ساحلية منفتحة على العالم وتشكل بوابة له على شاطئ شبه الجزيرة ، من مدينة الكويت في الشمال الشرقي ، إلى المنامة ودبي ومسقط والمكلا وعدن والحديدة وجدة في الجنوب الغربي .
ربما يكون الارتباك المحيط بكلمتين شائعتين ، ولكنهما سيئتا التعريف ، أحد العناصر الإضافية المساهمة في تعزيز هذه الخرافة.
هاتان الكلمتان هما " الصحراء " و " القبيلة " . تشير كلمة " صحراء " إلى مكان لا ينمو فيه نبات ، وهو ما ينطبق على مساحة ربع شبه الجزيرة العربية ، لكن الاستخدام المتعارف عليه يشمل أيضاً مناطق تنطبق عليها عبارة ( البادية ) والأرض شبه القاحلة ، أو الأجمات ، ومناطق تنبت فيها الأشواك ويعادل هذا الخلطُ بين العرب و " الصحراء " ذلك المزج بين فئتين مختلفتين ومتباينتين ، هما " البدو " الرحل ( الذين ربما استقروا في موضع ما ) ، و" القبيلة " . وهذا المصطلح الأخير ينطبق أيضاً على الفلاحين المستقرين ، أو على قاطني المدن الحديثة .
والحديث يطول ونترك الموضوع بين أيديكم للنقاش ... علما بأنه تم الاعتماد على عدة مصادر مختلفة في حديثنا عن هذا الموضوع .
تحياتي لكم ودمتم بود
Bookmarks