قصيدة سعرت الشوق في حنايا فؤادي لمجد الأمة الضائع .. مجد الأندلس المفقود .. وآثرت نقلها لكم ..
" يا .. أندلسَ الهوى "..
للشاعر عمار البلقاسي ..
مَا بالُ عَيْنِكَ سَكْبَى أَيُّها الرَّجُلُ * وَ الجسْمُ منتَهَكٌ فِي خَطْوِهِ وَجَلُ
وَ القَلْبُ مِنْكَ كَأَطْلَالٍ بِذِي قفْر * ٍقَدْ بَادَ سَاكِنُهَا ، وَاحْتَلَّهَا العَطَلُ
ما بَالُ رُوحِكَ غصَّى فِي مَخَارِجِهَا * وَ الوَجْدُ مُنْبَعِثٌ ، قَدْ صَابَهَا الشَّلَلُ
يَا أَيُّهَا المُغْرَمُ الوَلهَانُ فِي كَلَفٍ * وَ الشَّاحِبُ الجِسْمِ فِي أعْطَافِهِ خَمَلُ
هَلْ قَيْسُ لَيْلَى منَارٌ سِرْتَ سِيرَتَهُ ؟ * فِي القَلْبِ قِصَّتُهُ ، بالرُّوحِ تَتَّصِلُ
قَدْ سَاءَلَ الصَّحْبُ ، وَ التِّلْهَافُ يَقْتُلُهُمْ * ألقلبُ مُرْتَهَنٌ ، فِي الحبِّ مُعْتَقَلُ ؟
مَا يَعْلَمونَ بِأَنِّي عَاشِقٍ وَلِهٌ * و أَنَّ عِشْقِي رَفِيعٌ سَيِّدٌ نَجِلُ
عِشْقي لِخَيرٍ ، لِأَرْضِ العزِّ ، أَنْدَلُس ٍ * ًلِلْمَجْدِ مُؤْتَلِقاً ، إذْ صَاغَهُ بَطَلُ
إِذْ صَاغَهُ الدَّاخِلُ المَيْمُونُ طَلّتُهُ * والنَّاصِرُ الدِّينِ إذْ زَانَتْ بِهِ المُثُلُ
فِي أرْضِ أَنْدَلُسَ الخَضْرَاءِ لَوْعَتُهُ * حِيكَتْ بِقِصَّتِهِ مِنْ عِشْقِهِ الحيَلُ
مِنْ أرْضِ غرناطةَ الحَمْرَاءُ منْبَثِقٌ * طَارَتْ بِرَوْعَتِهِ فِي أرْضِنَا الزُّجُلُ
وَ انفَضَّ خَاتَمُ أَرْوَاحٍ بِهِ عَبَقَتْ * قَدْ فَاحَ عَنبَرُهُ فِي أَرْضِنَا حُلَلُ
وَ الزَّهْرُ قَدْ نُشِقَتْ أَطْيَابُهُ وَ غَدَتْ * تِيجَانُهُ بِرَفيفٍ ، شَابَهَا خَجَلُ
وَ الدُرُّ صِيغَ جَمِيلاً مِنْ مَحَاراتٍ * مِنْ نَسْجِ مَا سَكَبَتْ طُراًّ لَنَا المُقَلُ
وَ الأرْضُ قَدْ كُسِيَتْ أَثْوَابَ خُضْرَتِهَا * وَ النَّهْرُ سَارَ حَثِيثاً أنورٌ ذملُ
وَ النّرْجِسُ العذْبُ فِي الأحْدَاقِ مُكْتَسِياً * مِنْ حُلّةٍ لَمَعَتْ قَدْ خَاطَهَا زُحَلُ
ثُمَّ انْقَضَى العِزُّ ، وَ اجتَاحَ الجَمالَ بِهَا * رِيحُ الشَّقَاءِ عَصُوفاً حلَّ وَ الخَطَلُ
فالشّمْسُ كَاسِفَةُ الأَبْرَاجِ مَا عَرَفَتْ * لِلنُّورِ طَعْماً وَ لا ضَاءَتْ لنَا الشُّعَلُ
وَ البَدْرُ مُنْخَسِفٌ أنْوَارُهُ كَمَداً * مَا عَادَ يُؤْنِسُهُ فِي سَيْرِهِ الجَبَلُ
وَ الزَّهْرُ قَد فَنِيَتْ أَيَّامُهُ وَ عَتَتْ * سَوْدَاءُ قَاضِيَةٌ فِي كفِّهَا الأسَلُ
وَ النهْرُ قَدْ ذَرَفَتْ أَجْفَانُهُ أَلَماً * بَانَتْ بِوَجْنَتِهِ - مِنْ حُزْنِهِ - الزِّيَلُ
فَارْبَدَّتِ الذِّمَمُ البَيْضَاءُ وَ انْتَفَضَتْ * مثْلَ الأًسُودِ كَأنْ لمْ يُخْلَقِ الهَزَلُ
ثمَّ انْتَضَواْ كُلَّ بَتَّارٍ لَهُ خضَعَت * ْشُوسُ الجَبَابِرِ و اهْتَزَّتْ لَهُ الصُّقُلُ
لَكِنَّ أمْرَ إلهِ النَّاسِ مُكْتتبٌ * قَدْ كَانِ قَبْلَ زَمَانٍ حِينَمَا الأزَلُ
يَا أرْضَ أَنْدَلُسَ الحَسْنَاءِ مُكْتَنِفٌ * فِي روحِكِ القِمَمُ الشَّمَّاءُ والأمَلُ
أبكِيكِ مُنْتِحِبَ الأصْوَاتِ مُرْتَدِياً * سُودَ المَلابِسِ قَدْ حَاطَتْ بِيَ النِزَلُ
وَ انهلَّ مُنْسَكِباً دَمْعِي وَ لَوْعَتُهُ * كالسَّيْلِ مٌنْحَدِراً أَوْدَتْ بِهِ السُّبُلُ
أَيْنَ الشُّجَاعُ كَؤُودُ النَّفْسِ مُنْطَلِقٌ * الشَّامخُ العزِّ من أَحْفَادِ مَنْ رَحَلُوا
مَنْ يُنْقِذُ الحُسْنَ مِنْ أَفَخَاخِ مَا صَنَعتْ * كَفُّ البُغَاةِ ، وَ سُلَّتْ فَوْقَهُ النُّصُلُ
مَا زِلتُ مُتَّبِعاً عِيساً لَكُمْ نَفَرَتْ * لَمَّا هَوَتْ أُسُدٌ ، وَ اجْتيحَتِ القبَلُ
مَا عَادَ يَنْفَعنِي إلَّا لِقَاؤُكُمُ * فِي أَرضِ مَالِطَةَ البَيْضَاءَ ، أَرْتَحِلُ
أَوْ فِي بلَنْسِيَةَ اللَّعْسَاءَ معتنِقٌ * خَيْلَ الجَمَالِ كَأَنِّي عَاشِقٌ ثَمِلُ
يَا مَبْعَثَ العِزِّ بَلْ يَا عُرْسَ أُمَّتِنَا * يَا مَرْتَعَ النُّورِ ، فالظلماءُ تَرْتَحِلُ
يَا كَاعِبَ الحُسْنِ بلْ يا رَوْعَةً سَمَقَتْ * في شمِّ عَالَمنَا ، مِنْ روحِكِ النِّفَلُ
أستَوْدِعُ اللهَ أَرْضاً بَاتِ يَحْرُسُها * من أمّةِ الخَيْرِ ، نَاحَتْ فَقْدَهُ الطَّلَلُ
.
Bookmarks