أتمنى دخول الجميع.. "ولو قلت لكم أرجوكم "
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني وأخواتي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامن فتحت هذا الموضوع توقف معي لحظة
انتظر
اقرأ المقال كله
أرجوك
اكمله حتى النهاية
لأننا نتحدث عن
النهاية
الموضوع لا يخص أحد بعينه بل يخصنا
لإنه يعنينا كلنا
هذة اللحظة وأنت تشاهد هذا المنظر
هل تفكر في معصية؟؟؟
هذة اللحظه وأنت تنظر إلى القبر
وتتذكر الموت
والكفن
أي شخص خطر ببالك ؟؟؟
لا شك أنه أنت
أنت لا تفكرعادة
إلا في نفسك
الآن
تخيل معي كل شيء
اجلس الآن وحدك وفكر فيما سأخبرك به
تخيل نفسك الآن أنك ميت ..
أنت الآن
ميت
نعم
ميت مسجى في مغسلة الأموات
يقصون ثيابك
ليخلعوها
مع أنك لا تستطيع الحراك ولا الرفض
يقلبونك ويرشون عليك الماء والسدر
ثم يحنطونك بالسدر والكافور
تلتف داخل الكفن
وحتى وجهك سيختبيء
رائحة المسك تنبعث منك
وبعد ذلك إلى
القبر
هو المكان الذي تتجسد فيها أعمالنا لتصبح شخوصاً حقيقية
إما
أن تؤنسنا وتسلينا حتي يحين يوم القيامة
وإما أن تمعن وتزيد من ترويعنا فنزداد هلعاً إلى هلعنا
لو لم يأتي من الموت إلا الفراق وترك الأهل والاخوة والأحباب والوحدة
لكان الأمر فوق احتمالنا
فكيف بما بعد الموت والمصيروالحساب
بل وكيف سنتحمل لحظات المعاقبة ؟؟؟
أنا كاتب وأحب الحرف والقلم والكتاب
وأخاف
أخاف من صرير قلمي
وأفخر بكتابات ومداخلات
وأظن أن الكثيرات يشاركنني هذا الحب .
وهذا الشعور يخالطه شعور مرير
الرهبة والخوف من عداوة أصدقائي لي
(القلم والورقة والمجلة والصحيفة ووووو)
نجادل
ونخاصم
ونحارب
وننتصر لآراءنا وننتقم لذواتنا
نشتم ونقذف
ونكذب ونفجر
نفعل كل شيء
من غير أن نحسب حسابأ لذاك المصير وهذا المكان
أيها الكاتب والكاتبة
اكتب الآن كما يحلو لك
فاخر باسمك
أو استتر تحت أي اسم
إنك تستطيع أن تفعل كل شيء
لا أحد يمنعك ولاأحد يعرفك
ولا أحد يعاقبك
لكن الله يسمعك
ويرى مكانك
ويعرف اسمك
وجنسيتك
بل والأدهى من ذلك كله
أنه يعرف نيتك
ولقد أعد للنية الخبيثة نارأ مؤصدة مهمتهاأنها
تلك القلوب التي نبت فيها النفاق والخداع والمكر
أيها الكاتب :
لو أنك عرفت بأنك ستموت في حادث سيارة هل ستقود السيارة ؟؟؟؟
ولو أنك عرفت أنك ستموت بعد أسبوع
هل ستكتب مقالأ مقذعأ سيئأ تسب فيه
وتشتم وتتهم وتظلم وتنشر به الشائعات
وتسيء فيه لدينك و لبلدك ولأمتك
أتحداك
إنك في لحظات الخوف لا تفكر إلا بنفسك
و تتوسل للحي القيوم
أن يغفر لك ذنبك
ستنشغل عن كل شيء
كل شيء
بل إنك تحزن لو قالوا لك أنهم يشتبهون في إصابتك بمرض مخيف
أي خوف وهلع وحزن سيخيم عليك لو قيل لك أنك ستموت
ستنسى كل اهتماماتك
وكل تطلعاتك وآمالك
إننا نخاف من المرض
ليس لأنه مرض
إننا في الواقع نخاف من المرض لأنه يقربنا من
الموت
ويذكرنا به
لكننا يجب أن نعلم
أن الموت أمر غيبي لا يعلمه إلا الله عز وجل
فقد يأتينا فجأة ومن غير أن نشعر وبغتة
ونحن في لحظات لهو أو معصية
انظر إلى يدك الآن
نعم
اخفض رأسك وراقب اصابعك التي تتكيء على لوحة المفاتيح
راقبها
أطلب منها ان تنقر على حرف
الفاء
(بداية كلمة الفتنة )
ستطيعك يدك
وستكتب لك كل ما تريد
إنها تحت طوعك
وأمرك
هذه اللحظة
لكن هناك عند الله في الموقف العظيم
عند الحساب
ستنقلب عليك
وستشهد ضدك
وتشتكي إلى الله منك
يارب إنه يجبرني على أن أكتب مالا يرضيك
يارب إني أشهد عليه
وستغضب حينها...وتسألها :
لم شهدت علي يا يدي ؟؟؟؟
ستصعقك بالجواب
الذي ذكره الله في كتابه
أن هذه اليد التي
تملك القدرة عليها الآن
هي التي لا تملك القدرة على إخراسها وإسكاتها
في ذلك الآن
احذرها
فهي أول من سينقلب ضدك
وستكون ألد أعداءك
فشهادتها عند الله مقبولة
فهي التي كانت معك والتصقت بك وعملت تحت أمرك
بل إنها جزء منك وكانت شريكتك
والتي وافقت مكرهة على أن تشاركك
جريمتك الأدبية
والكتابية
لا تستطيع بكل ما أوتيت من قوة الحجة ومن أساليب البيان
أن تنكر شهادتها
وتخيل معي مدى الحسرة
التي ستتحسرها
ولتتذكر
وأنت تكتب
أن عليك رقيب
الملك الذي يتولى كتابة
ما تكتبه أنت الذي ينتظر منك كلمة طيبة ليصعد بها إليه عزوجل
ترى كم كلمة طيبة
كان بإمكاننا كتابتها
ولم نكتبها
غرورأ وتعاليأ وإعراضأ
ففاتت علينا فرصة صعودها للمولى جل جلاله ..!!!؟؟
دعونا نجمل وننظف كلامنا
لأجله سبحانه
حياء منه
وإجلالا له وتقديرأ وتعظيماً
فالطيب لا يقبل إلا طيباً
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شيءٍ ....يسرك في القيامة أن تراه
ولقد تكلم الكثير في الموت
ما أردت بهذه الكلمات إلا للفت النظر إلى عظيم شأن الكلام الذي تكتبه أقلامنا
فرب كلمة يكتبها الإنسان من سخط الله
لا يلقي لها بالا ًًً
تهوي به في نار جهنم
وقد يكتب كلمة من رضوان الله
لا يلقي لها بالاً
يدخل بها جناته وينال بها رضاه
اكتب كلمة ...وامح كلمة
رب كلمة قالت لصاحبها
دعني
ورب كلمة تقول لصاحبها
اكتبني
انصربي الدين
وانصر بي الحقيقة
اكتب كلمة
لوجه الله وطلبأ لرضاه تشفع لك عند الملك الجبار
ولا تحتقر من المعروف شيئأ
فلربما هذه الصغيرة
هي التي تدخلك الجنه
طلب من أحد الصالحين وهو على فراش الموت أن يتوقف عن الكتابة
فقال:
( دعوني أكتب فلربما لم أكتب بعد الكلمة التي تدخلني الجنة )
لا أريد
أن أسبب لك المزيد من الحزن والتعاسة
لا تحزن حينما تتذكر الموت
ولا تأمن مكر الله
وتزهو بعملك وطاعتك
فالإنسان عليه ان يشعر بشعورين
الخوف
والرجاء
إنهما مثل جناحي الطائر
لا غنى لأحدهما عن الآخر
خف من عذابه سبحانه
وارج رحمته ورضوانه
والموت
ليس بالمصير المخيف
قد يكون رحمة
وراحة
والقبر مخيف من الخارج
لكنه قد يكون
روضة وجنة من الداخل ينعم فيها العبد بأوقات من السعادة الأبدية
لا يمكن ان يحصل عليها في هذه الدنيا التي مزجت بالكدر
والتفت بالكدح والتعب
الموت
نحن لا نتمناه لكننا يجب ألا نخاف منه
ما علينا إلا الاستعداد له
ولو استعدينا فلن نخاف
لا يخاف إلا المذنب
Bookmarks