لصوص الطاقة الذهنية
احذر لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي يعاني منه الكثير، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبه، فحاول أن تحصر قواك الذهنية، واكتب مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاول أن تكتب البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغل نفسك بما ليس مفيدا لك، وتذكر دائماً قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة!؟
استخر الله تعالى قبل أن تقدم على أي عمل، وإذا اطمأننت له فتوكل على الله، ولا تيأس، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.
واعلم أن الثقة بالنفس ثم بالله من المقومات الرئيسية لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت عندك طاقة كامنة وإرادة وعزيمة تحتاج إلى من يحركها، واسمع إلى قوله تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، ولكن تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله، والنجاح لا يأتي هكذا لابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، لصوص الطاقة مهيمنة عليه:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا

فعليك أن توطد علاقتك بالله عز وجل حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزم دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمع إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجا، ومن كل همٍ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).

تذكر دائما ان أنفع الناس لك رجلٌ مكَّنكَ من نفسه حتى تزرع فيه خيراً أو تصنع إليه معروفاً، فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك وأكثر.
وأضر الناس عليك من مكَّنكَ من نفسه حتى تعصي الله فيه فإنه عون لك على مضرتك ونقصك، ومفتاح للشر وباب للشيطان ربّما لا ينغلقان.



كل عام والجميع بخيروسلام