السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبه أما بعد
في يوم الخميس تعيش اليمن جوء مغايراً عن مثيله من أيام الأسبوع عامة وفي المنطقة التي أعيش بها خاصة أجد أن يوم الخميس هو يوم مقدس لكل شخص ومبرمج لعمل شئ دوري كل خميس .. ويختلف الآمر ما بين فئة إلى أخرى ولكن هذا السائد تقريباً وإن كنت أحلم بأن أرى شعبنا يبرمج جميع أيامه كيوم الخميس ... فتنظيم يومك ينجز لك الكثير من النجاح والإنجاز وهذا ما تعلمته من الكتاب الرائع والمثالي للكاتب الأمريكي زيج زيجلر وعنوان الكتاب " النجاح " وإن كان الرجل يتحدث بعقلية منظمة أقرب ما تكون خيالية ومثالية جداً وإن كان هذا الخيال هو حال المجتمعات الراقية ، وبينما كنت أتمشى في الطريق وجدت مخبزاً رائعاً يجيد طبخ المعجنات ولكنه في منطقة شعبية ويعطيني المعجنات وهي بصحيفة ورقية كباقي زبائنه تطبيقاً لمنع تداول الأطعمة بأكياس الزبالة لوجود مضار كثيرة وبالطبع مع عدم وجود البديل كما ذكرت في أحد مواضيعي استخدم صاحب المعجنات جرائد ورقية والتي تحتوي على حبر مما أني سوف أكل اليوم معجنات بالحبر الذي سوف يلتصق جراء سخونة المعجنات مع الصحف ، فأخذت الطعام وأنا مطبقاً فمي فهذا ما علمتني إياه السنين الأخيرة في اليمن احذر من أن تتهكم من الأوضاع لأنك سوف تظل واقفاً مع أكثر من شخص وهو يشكي ويسب ويجعلنا ندخل في دائرة مفرغة من الحوار المعهود وقد تستمع لكلمات بذيئة جراء بوح مافي الصدور لهذا نصيحتي لك من باب خبرة أخي القارئ أطبق فمك وأنت في الأحياء الشعبية ، ذهبت بعدها لإحدى محلات البقالة وأخذت بعض الأطعمة وتم وضعها في أكياس زبالة التي هي منعت فسألت الرجال وقال لي " خلاص ما عادوش الخبر زي أول " وأطبقت فمي مرة أخرى وذهبت لمنزلي عن طريق مواصلات النقل ( الباص ) لأصل إلى منزلي ، فتوقفت في إحدى أركان الشارع الممنوع فيها تماماً توقف الباصات متناسياً الأماكن التي منعت عن الباصات الوقوف بها وقد تم إنزال حملة قبل 4 أشهر لضبط سير الباصات وأماكن وقوفها لنزول وصعود راكبيها وكان القرار صارماً جدا ... وقد كان على مقربة من وقوفي أحد رجال المرور ... فتوقف الباص وتذكرت حين وقوفه أنني تسببت لسائق الباص بمشكلة كبيرة مع رجل المرور ولكني صعدت بسرعة متناهية لأكون بجانب الباب مباشرة واعتذرت للسائق وضحك وقالي لا داعي ... فطلبت منه أن يقفل الباب خاصة أني الوحيد الذي قريب منه وقد أصدر قرار بإقفال الباب بهذا الشأن وتغريم من لا يعمل به وقد صدر هذا القرار بعد سقوط نساء من الباصات بسبب فتح الباب وقد طبق القرار قبل أربعة أشهر في عدن تماماً وكان صارماً ... وقد أخبرت الرجل بالقرار وكيف يكسره فضحك السائق ... فمشى بنا الباص وكان أحد الأخوان في الباص يشعل سيجارته وقد أصدر قرار أيضاً في نفس فترة تلك القرارات السابقة يمنع المدخن ويغرم سائق الباص بـ 5000 ريال ويحق للسائق إنزال أي راكب يدخن سيجاراً وقد تم تنفيذ القرار بعد حملة جميلة ومكثفة وتوعية كبيرة حول هذا الآمر قبل أربعة أشهر وألتزم حينها الجميع وغرم البعض منها ... فخاطبت السائق بأن يطلب من الرجل إطفاء سيجارته فأخبرني أنه ليس من شأنه وأنني أستطيع مخاطبته بذلك شخصياً .. فقمت بتذكيره بالقرار فضحك وقال " هذا كلام تيري بيري " والمقصود أنه قرار أي كلام .. فأطبقت فمي ووجدت في هذه الرحلة ومع تمعني في كثير من القرارات السابقة التي صدرت وكيف أنها كانت تطبق بصرامة تامة لفترة بسيطة من ثم تهمل وتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً... والأمثلة كثيرة جدا فما ذكر لم يتعدى فقط رحلة من مخبز إلى منزلي .... وحتى أن الشعب أصبح يستهتر بسلطة الدولة فحين يسمع قراراً مستجداً عن الوضع فيقول سوف يطبق فترة ومن ثم سوف يعود الآمر إلى ما كان عليه.
فأعود إلى استغرابي الشديد لتلك النشوة السريعة الحازمة لتطبيق قرار مستجد في الدولة لنفاجئ أن الآمر لا يتعدى سوى فقاعة فينفذ لفترة بسيطة جدا ومن ثم تنتهي وتعود الأمور إلى ما كانت عليه ..
فما هي الأسباب ؟
تحياتي لكم ودمتم بود
Bookmarks