بسم الله الرحمن الرحيم
الغزل شئ معروف منذ عصر الجاهلية و أنواعه كثيرة
تغزل الجاهليون مستخدمون الشعر
فيقول امرؤ القيس
سموت إليها بعد ما نام أهلها سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي ألست ترى السمار والناس أحوال
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
و في عصر الإسلام تغزل الشعراء ايضاً فيقول جميل بن المعمر:
يهواكِ ماعشتُ الفؤاد فأن امت
يتبع صداكي صداي بين الأقبرِ
و يقول ابو تمام
قل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه ابداٍ لأول منزلِ
و يبقى الغزل حتى يومنا هذا مع تغير معانيه و أفكاره... و تغير وسائله ايضاً.. فقد تغزل القدماء بالشعر أما اليوم يتغزل الرجل بالمرأة بقوله "ما شاء الله" أمام وجهها في الشارع مثلاً رغم أنها ترتدي الجلباب و الشرشف و لا ينال الغزل إلا عينيها
و اليوم أصبح الغزل أيضا غزلاً انترنيتي... فتكون الكاتبة امرأة تجد بعض الرجال يتغزلون فيها اما بالثناء بطريقة مبتكرة على موضوعاتها.. او بوضع تقييمات غزلية لردودها و أوقات ارسال الرسائل المحملة بالود و الورد إن لم يكن الكلام معسولاً مبتذلاً متغزلاً بأفكارها أو كلماتها أو حتى مجرد وجودها
يستخدم البعض غزلاً مبطناً حيث نواياه تختفي خلف الأسطر و تكون ملتوية كثعابين شفافة لا يمكن رؤيتها بين الأحرف متغزلة و مادحة و مثنية..
و إن الرجل قد اشتهر أبد الزمان بالتغزل.. فالغزل مبطناً او بذيئا لم يعد شيئا يدعو إلى الإستغراب.
فهل يعتبر الرجل المتغزل سئ الخلق؟ أو نعتبره نوع من "الجنتلة"؟
دمتم بود
Bookmarks