ما من كتاب يتناول تحسين الحياة العائلية ولم يتطرق فيه إلى الوفاء بالعهد، إلا وأصبح في اعتقادي كتابا ناقصا. فالوفاء بالعهد إستراتيجية قوية بعيدة الأجل للمحافظة على ارتباطك بمن تحب بصورة دائمة. ومن الممكن أن ترتكب الكثير من الأخطاء، ولكن إن أوفيت بعهودك ، فسوف يعود عليك ذلك بصورة جزيلة في تحسين علاقاتك وفي المصداقية التي سيعرف الآخرون تمتعك بها. ومن ناحية أخرى ، فان لم تف بعهودك ، فان من حولك-وحتى عائلتك – سوف يأخذون كلامك على غير محمل الجد، بل وأسوا من ذلك ، أنهم لن يثقوا بك مطلقا .
و من البديهي أنه لا يوجد إنسان كامل، وستأتي أوقات لا تستطيع فيها أن تحافظ على عهودك لأسباب عديدة_ فقد تنساها أو قد تضطر إلى تناسيهم نتيجة لظهور أمر جديد ملح. ولا يمثل ذلك مشكلة في معظم الأحيان، حيث إن الوفاء بالعهود ليس مسألة وقتية بل عملية تستمر على مدار حياة الإنسان. وبمعنى آخر، فإن هدفك ليس أن تسعى إلى الكمال، بل أن تحاول المحافظة على أكبر قدر ممكن من عهودك.
.
. ققد ونقول " سوف أمر عليك بعد الظهير " أو"سوف أحضر إليك قبل حلول الساعة السادسة " . ولكننا لا نفي بذلك مرارا وتكرارا. ثم نحاول تبرير عدم الوفاء بعهودنا بأن نقول " لقد حاولت، إنني كنت مشغولا جدا" إلا أن هذا يواسي من قدمت له الوعد.
ولقد وجدت أن عدم في مقال الأول أفضل بكثير من عدم الوفاء به . حتى إن كان لديك الرغبة في التقديم . هذا، إن لم تكن على ثقة تامة من أنك ستفي به. فإن لم تكن على ثقة تامة من أنك ستقدم بالفعل شيئا ما لشخص ما، فلا تعده بذلك في المقام الأول، بل فاجئه بفعله إن استطعت. وإن لم تكن على يقين من أنك ستتصل به، فلا تعده بذلك، وهلم جرا.
إن الوفاء بعهودنا يمكننا من القيام بدورنا في مساعدة من نحب على تقليل انتقادهم لنا إلى أدنى درجة له. ونحن بذلك، نعلمهم أن بعض الناس يستحقون الثقة بهم. وسوف تفاجأ من مقدار ما يكنه لك الغير من تقدير عندما تفي بعهودك، وبهذا، ستحسن من حياة أسرتك وحياة من حولك
تحياتي
Bookmarks