الحقيقة نت / خاص - شهدت الفترة الأخيرة تحركاً ونشاطاً كثيفاً لقيادات وكوادر الحزب الاشتراكي اليمني في الداخل والخارج بشكل لم يعهد من سنوات وقد جاء هذا التحرك في ظل تعالي أصوات من داخل الحزب تنادي بإعادة هيبة الحزب وتواجده على الساحة السياسية بما يتناسب مع ما قدمه الحزب من رصيد نضالي أمتد لعقود والخروج من تحت وصاية الأحزاب الأخرى .
حيث شهدت العاصمة الروسية موسكو اجتماعات متعاقبة لمنظمة الحزب هناك ، وحظيت هذه الاجتماعات والنشاطات بمباركة كبيرة ودعم لا محدود من قبل قيادات الحزب الشيوعي في روسيا الذين أبدوا تقديم كل العون للحزب الاشتراكي من أجل استعادة مكانته على الساحة اليمنية وبما يعزز من تواجده في الساحة السياسية .
وفي نفس الوقت قامت منظمة الحزب الاشتراكي في موسكو بإعادة انتخاب قيادة لها هناك بعد التشاور مع قيادات الحزب في اليمن وصعدت إلى قيادة المنظمة قيادات تصنف بأنها من "يسار اليسار" وذات توجهات يسارية متشددة .
في حين شهدت هذه اللقاءات حضور ملحوظ لقيادات اشتراكية روسية شاركت في تدارس الوضع الذي آل إليه الحزب الاشتراكي اليمني حيث تطرقت المشاركات إلى خطورة تحرك حزب الإصلاحي (الأصولي) في المحافظات الجنوبية والوسطى والشرقية على حساب الحزب الاشتراكي ، مشيرة إلى تغلغل الإصلاح في مناطق تواجد الحزب وبما يمثل محاولة لسحب البساط بالكامل من تحت الحزب .
وأشار المشاركون إلى التقارير التي تحدثت عن قيام الإصلاح ببسط تواجده في محافظة حضرموت وتعز ولحج والضالع من خلال استغلال حالة الاحتقان والغضب الشعبي ، مشيرين في نفس الوقت إلى ما حدث في الضالع ولحج من مواجهة دفعت قيادات الحزب الاشتراكي والفعاليات الجماهيرية ثمنه من خلا ل عمليات الاعتقال لقيادات الاشتراكي والفعاليات الجماهيرية في حين لم يتم اعتقال أي من قيادات الإصلاح التي دفعت بالكثير إلى المواجهة مع النظام لكنها اكتفت بالعمل الإعلامي ودخلت بمساومات مع الحزب الحاكم من أجل جني الثمار .
وعلى نفس الصعيد ذكرت مصادر خاصة بأن الدكتور /ياسين سعيد نعمان كان قد قام بزيارته المفاجئة والغير معلنة إلى الإمارات التقى خلالها بقيادات من الحزب في الخارج بما فيها قيادة منظمة الحزب في موسكو وقيادات الحزب في خارج اليمن ، حيث تم التشاور ومناقشة الآلية الجديدة لتوجهات الحزب وتحركاته بما يعزز من قدرات الحزب وتواجده ويعيد إليه مكانته التي تليق به وبنضاله وتضحياته التي امتدت لعقود .
وأشارت تلك المصادر إلى أن هناك تحركات جادة وحثيثة تقوم بها قيادات الحزب تهدف إلى إقناع القيادات التاريخية للحزب في الخارج للعودة إلى الوطن خاصة بعد الدعوات المتكررة من قبل المسئولين في الحكومة والحزب الحاكم إلى تلك القيادات بالعودة إلى الوطن وفتح صفحة جديدة ، وذكرت ذات المصادر أنه قد تشهد الأشهر القادمة مفاجئة في هذا الشأن من خلال عودة بعض تلك القيادات إلى الوطن .
وكانت قد أشارت قيادات في الحزب إلى أهمية عودة تلك القيادات لاستعادة مكانة الحزب والاستفادة من خبراتها في تنشيط عمل الحزب ورفع مستواه التنظيمي .
وعقب عودة (نعمان) إلى أرض الوطن باشر في القيام باللقاء بقيادة اللجنة المركزية وعقد لقاءات في مدينة عدن ضم أعضاء قيادات منظمات الحزب في كل من لحج وأبين وعدن كلها تصب في بوتقة تقويم أداء الحزب في الفترة الماضية و إعادة النظر في أداء الحزب بما يتناسب مع المهام الملقاة على عاتقه في المرحلة القادمة خاصة مع اقتراب انتخابات المجالس النيابية 2009م .
وعلى نفس الصعيد تعكف قيادات في الحزب على دراسة وأعداد خطط ووضع آليات للعمل المستقبلي للحزب بما يحدث نقلة جديدة للحزب ويتجاوز الإخفاقات التي حدثت خلال الفترات السابقة .
وقد وصف بعض المراقبين هذه التحركات والنشاطات بأنها تأتي من باب مراجعة ما آل إليه وضع الحزب خلال السنوات الأخيرة خاصة في ظل اللقاء المشترك .وبالخصوص ما يتعلق بإعادة النظر في العلاقة مع الإصلاح في ظل المعطيات الراهنة .
وتسعى هذه التحركات والأنشطة إلى إعادة الزخم الشعبي والتفاعل الجماهيري للحزب مع أبناء الشعب بعيداً عن وصية الآخرين وإملاء تهم عليه .
تجدر الإشارة إلى أن أحد قيادات الحزب الاشتراكي كان قد صرح للحقيقة نت عن مخاوف حقيقية من توجهات وسياسات التجمع التي بدت للسطح في الآونة الأخيرة والتي قد تعيد نظر الحزب الاشتراكي في التعامل مع الإصلاح.
Bookmarks