الأحبة الكرام ..
سلام الله عليم ورحمته وبركاته
لكل اب وبالأخص لكل أم أكتب كلماتي هذه
لماذا لا يحب أطفالنا القراءة ؟؟
إقرئي لطفلك قصة قبل النوم . واصطحبيه إلى مسرح الأطفال . ضعي له في مكتبة في غرفة نومه وأملائيها بالكتب الشيقة . غني له قصائد الطفوله ولا تقولي إنه لا يزال صغيرا .. فثقافة الطفل .. تتكون منذ اللحظة الأولى .. المعروف ان أدب الطفل يسهم في تكوين الطفل العقلي والإجتماعي وهو عنصر فاعل في تشكيل ثقافة الطفل * ويتضمن القصص والأشعار التي تقدم للطفل عن طريق الإذاعة ومجلات الطفل بل والمسرح إن وجد ببيئة الطفل ..
يحتوي أدب الطفل على اللغة والعادات والتقاليد اليومية والأفكار والمفاهيم وأساليب الحياة اليومية . ويشتمل على رؤيا فنية إضافة قدر كبير من الجمال والتأثير في المعنى .. بحيث يعمل على تغيير الواقع في جمهور الأطفال .. والملاحظ اليوم أن الأمهات يشتكين إبتعاد أطفالهن عن القراءة وأن الحكايا والقصص لم تعد تستهوي أطفالهن .. بقدر إنجذابهم لوسائل الترفيه الأخرى المتاحة أمامهم ...
أما القراءة في كتبهم المدرسية فقد أضحت واجب يسرعون بالتخلص منه ليعودوا لبقيية وسائل ترفيههم .. وتعلب ثقافة الوالدين دور هام في هذا توجيه أبناءهم نحو القراءة والتلعق بالكتاب .. فالأباء المتعلمون غالبا ما يتجه ابنائهم نحو قراءة المجلات والكتب أكثر من غيرل المتعلمين .. كما يلعب الوضع الإقتصادي للأسرة و دورا في توجيه الأطفال نحو القراءة .. فالطبقات الفقيرة غير قادرة على شراء الكتب والمجلات لأطفاله على عكس الطبقة الغنية وإن أهمل الكثير من الميسورين ثقافة أطفالهم .. وأهتم بعض من ذوي الدخل المحدود بتثقيف أبناءهم فالأمر نادر وقليل ..
كما يلاحظ أن الطفل الذكي يميل لقراءة كتب تحتاج لقدرة عقلية تفوق من همك في سنة .. أما الأطفال متوسطو الذكاء فيميلون للكتب الملأى بالصور ..
تعد الموسوعات العلمية من أهم ما نقدمه لأطفالنا .. ومصدرا مهما من مصادر المعرفه .. فهي تضم العلوم المفيدة وتقدم للطفل رسوما تعطي مصداقية وحيوية تحبب الطفل للموضوع .. فلطالما عشق أخي مجلة العربي الصغير وملحقها التعليمي المفيد منذ صغره لما تحتويه من الصور ولطالما ذكرني كل شهر بموعد صدور العربي الكبير لشتري له الصغير .. فالرسوم الموجودة بصورة واحدة قد تغني عن صفحات من الكلام الذي قد يمله الطفل .. وهي بشكل عام تقدم لمن تجاوز السابعة إلا أن هناك من الأطفال من يمكنه إستيعاب المعرفه بدون إرتباط ذلك بسن معين .. وأتذكر كم أحببت قراءة قصة واإسلاماه لعلي أحمد باكير والتي كانت مقررة على أخي بالصف الثالث الإعدادي وعمري لم يتجاوز التاسعة بعد لروعة ما بها من اسلوب يجذب القارىء ويشده لها ولا أنسى الحبيب أخي الذي له من بعد الله علي أكبر الفضل في ربطي بالكتب فما قرأ كتابا إلا وأعطاه لي وإن لم افهم منه شيئا فهو من سيشرح لي .. حتى غرس برأسي شيئا إسمه الكتب .. تعلمت منه أنه حتى أيام إمتحاناتي هناك ربع ساعة لقراءة كتاب ...
والأمر الذي لا تعرفه الكثير من الأمهات أن القراءة للطفل يجب أن تبدأ بسن مبكرة وحتى في عامه الأول .. فالأم التي تحمل كتابا يحتوي على رسوم مصورة وملونة وتجلس بجانب طفلها وتحاول أن تشرح له الرسوم .. وتعلمه الأسماء .. وتخصص له وقتا محددا في كل يوم لهذا الأمر .. بكل تأكيد ستخلق صلة وثيقة بينه وبين الكتاب .. الذي سيغدو جزءا مهما من واجباته اليومية التي يقوم بها ... ووجود مكتبة بغرفته سيساعد أيضا على تعلقه بالإطلاع والبحث والقراءة .. ودور الأم هام جدا .. وكذا دور الأب الذي نفتقد لدوره فهو بين العمل ومجالس القات .. ليصبح دوره سلبيا أكثر !!!!
والطفل يولد مرتين .. فالأولى بيولوجيه من رحم أمه .. والثانية ثقافية بما يكتسبه من والديه ويأخذه عنهم .. فمن هذه الأسرة ينطلق مسلحا بما أخذه إلى مواجهه مدرسته ومجتمعه وأصدقائه .. إن سنوات عمر الطفل الأولى هي الأهم ببناء شخصيته .. ونلاحظ أن الوالدين كثيرا ما يهملان هذه السنوات تعليما وثقافة وأكثر ما يهتمان به أكله وتدليله .. ربما لأنهما غير مدركين أن الطفل يكون ثقافته الخاصة منذ سنوات عمره الأولى .. كما أن ثقافة الطفل لا تتكون بالقراءة بقدر ما تتكون بما يشاهده على والديه فحين يصدر أحدهما قانونا ويكون القدوة بتنفيذه نجد الطفل غالبا ما ينصاع .. والعكس أيضا صحيح !!
وبالتالي أيتها الأم ثقي أنك والأب تشكلان العنصر الأساسي في تكوين طفل يصبح بالغد شابا مثقفا ..
ولنا أن ننظر حولنا كم من خريجي الثانوية قرأوا كتاب شعر .. أو خاضوا غمار كتاب سياسي أو تاريخي .. أو حتى قرأوا قصة ..
ولنا أن ننظر لما يجب أن يكون عليه الشاب الذي بالغد سيقود أسرة وربما مجتمعا بأكمله .. فحين لا يعرف الشاب عن ماضيه إذ لم يقرأ التاريخ .. ولا يعرف شيئا عن ألعاب السياسة إذ لم يقرأ يوما لهيكل .. ولا عمره قرأ قصيدة سعر أو كتاب نثر يهذب لسانه ويعلمه فصاحة المنطق ...
ماذا ننتظر إذا من هذا الشاب ...
إنها ماسآة نعيشها تسمى (( ضياع جيل بأكمله ))
محبة واشتياق
Bookmarks