تحقيقا عن البلاي ستيشن ودوره في تدمير عقول الأطفال بشخصيات خيالية وانتصارات وهمية، وتعقيبا على هذا التحقيق أقول:
يحرص الآباء على تربية أبنائهم ليكونوا أبناء متميزين، ويبذلوا لذلك كل ما يستطيعون من جهد ومال، ويجتهدون أحيانا في توفير وسائل الترفيه لأبنائهم فيوفق البعض للاختيار الصحيح ولا يوفق الآخر، وحيث تأكد من خلال تحقيق "الوطن" أن معظم وليس كل ألعاب البلاي ستيشن إن لم تؤد إلى الإضرار بأخلاق وقيم أبنائنا فهي على أقل تقدير لا تنفعهم فإنني أقدم هذه الرؤية من المنظور التربوي عن ألعاب البلاي ستيشن.
* أضرار ألعاب البلاي ستيشن من المنظور التربوي:
-التربية على العنف: من خلال الألعاب التي يقوم فيها البطل بالقتل والتخريب والسرقة وإيذاء الآخرين ليحقق الفوز، ثم تأتي الصيحات والأشكال التشجيعية له على فوزه، وقد أكدت الدراسات أن إدمان الطلاب على مشاهدة وممارسة هذه الألعاب يولد فيهم العدوانية وحب العنف والمغامرات والسرقة.
- التأخر الدراسي: فالطلاب الذين يمارسون هذه الألعاب الساعات الطويلة يتكاسلون عن أداء واجباتهم المدرسية ومراجعة دروسهم، كذلك فإنها تؤدي إلى السهر والتأخر في النوم فيذهب الطلاب إلى المدرسة وهم مرهقون متعبون، هذا إضافة إلى تفكيرهم في هذه الألعاب أثناء يومهم الدراسي، وكل هذه الأمور تؤدي إلى تأخر الأبناء دراسياً.
- الانطوائية والعزلة: إذ يتولد عن الجلوس على هذه الألعاب لمدة طويلة عدم رغبة الطلاب في مجالسة الآخرين، والكسل والخمول وقلة الحركة، مما ينتج عنه عدم مشاركة الطلاب في الأنشطة الطلابية والمناسبات الاجتماعية والعائلية وعدم مشاركتهم للعائلة في وجباتها الغذائية.
- ألفة المناظر المخلة بالآداب: فمن خلال هذه الألعاب يشاهد الطلاب مناظر لا تليق بأخلاقنا وعاداتنا فيشاهدون الفتيات والنساء بملابس لا تليق بالفتاة والمرأة المسلمة، ومن خلال تكرار هذه المشاهدة يألف الطالب والطالبة مشاهدة هذه المناظر في الصور ووسائل الإعلام، ومن ثم يألفون مشاهدتها في واقع حياتهم، وقد يزداد الأمر سوءا عندما يألفون لبسها.
- سرعة الغضب: فالغضب وسرعته من الأخلاق التي حذر منها الإسلام، وقد أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب فقال: "لا تغضب ثلاثا"، ومن خلال التنافس الشديد الذي يحصل بين اللاعبين وأحيانا بين اللاعب وحده والمقابل له في اللعبة تحدث سرعة الغضب فينشأ الطالب سريع الغضب وعلى أتفه الأسباب، فيغضب على إخوانه وعلى من يلعب معه، وربما يغضب على والديه عندما يأمرانه بأمر وهو منهمك في لعبته.
- ضياع الأوقات: إذ يجلس بعض الطلاب أمام هذه الألعاب ما يزيد عن خمس ساعات يوميا في أيام العام الدراسي وفي الإجازات حدث ولا حرج، فتضيع الصلوات وفي أقل الأحوال تؤخر عن وقتها، ولا تقضى حوائج الأهل ولا تؤدى الواجبات فكيف بالسنن.
- التقليد الأعمى: حيث جبل الصغار على التقليد دون تمييز بين الصواب والخطأ، فيقلدون ما يشاهدونه في هذه الألعاب وكم حدثت من قصص وغرائب عن تقليدهم لأفلام الكرتون وأبطال هذه الألعاب وما نتج عنه من أضرار.
- الإسراف المالي: إذ يتعود الطلاب على إنفاق أموالهم وما يستطيعون الحصول عليه من آبائهم في شراء هذه الألعاب وما يتبعها من أجهزة وأدوات وصيانة وبمبالغ طائلة وبشكل مستمر.
- الإدمان: وهو من أخطر الآثار، إذ عندما يدمن الطالب على مثل هذه الألعاب فإنه من الصعوبة أن يبتعد عنها أو يقلل من استخدامها، وكم شبَّ بل وشابَ على هذه الألعاب أناس، وأصبحوا يلعبونها وبشكل دائم مع أبنائهم، فيغضب الأب من الابن والعكس، ويتكلم الأب على الابن والعكس، فعند ذلك يصعب العلاج والخلاص.
م ن ق و ل
Bookmarks