قال رجل لعمر بن الخطاب ( اتق الله ياعمر ) فقال آخر المثل أمير المؤمنين يقال مثل هذا الكلام فأجاب عمر ( لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فيّ ان لم اسمعها ) .
لا خير في ان لم أقولها ولا خير في الرئيس ان لم يسمعها فقد قالها الرجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ملئ الأرض عدلاً ورحمة فكيف لا أقولها لمن عاث في الأرض فساداَ وأحال حياة عشرون مليون مواطن إلى جحيم .
اتق الله يا رئيس في الشعب اليمني فقد أنهكه الجوع والفقر والمرض عدد الفقراء ارتفع في عهدك ووصل إلى أرقام قياسية وثروات الوطن تنهب من قبل أعوانك وأقاربك * لقد بلغ الفساد مرحلة تهتز لها الضمائر وتنفطر لها القلوب فهل اهتز لك ضمير ؟.
اتق الله يا رئيس في الشباب فهم مستقبل وحاضر الأمة فقد تملكهم اليأس والتشاؤم وارتطمت أمواج أحلامهم البريئة بصخور الفساد والبطالة * فان لم تأخذ بأيديهم فسيأخذ الغير بأيديهم وثمة أمر خطير هو فقدان الشعور بالانتماء للوطن لهؤلاء الشباب * مما سيترتب على ذلك عواقب وخيمة سيدفع المجتمع ثمنها لاحقاً ويتحول الشباب الى معاول هدم وتدمير بدلا عن معاول بناء سيادة الرئيس ان لم تتدارك الأمر سيحدث المحظور .
اتق الله يا رئيس في نساء وفتيات اليمن فقد أصبحن غانيات ويقادين إلى سقط المتاع بسبب الفقر والجوع ويعرضن أجسادهن لشباب وعواجيز دول الجوار* سيادة الرئيس الشيء الذي كنا نفاخر به وهو الشرف والكرامة تبخر في عهدكم وأصبح هباءا منثورا * أصبحت اليمن في عهدكم من الدول الراعية لتجارة الجنس والسياحة الجنسية فهذا لم يحدث في عهد أي رئيس سابق حتى في عهد الشيوعين الكفرة كما تسميهم .
سيادة الرئيس ان المجتمع أصبح يشعر باليأس مثل قطيع بلا راع محاط بذئاب مجنونة وقطيع من ضباع ضاربة * لقد إصابة الإحباط من الشعارات الكذابة الذي يدحضها الواقع * والخطب الحماسية التي هدفها امتصاص النقمة وتهدئة الخواطر والتي لاتلامس الجروح التي يئن من وطأتها المواطن * لقد شبعنا من الأساليب التي قوامها المرواغه وتجنب التصدي لأمهات المشاكل وتفضيل أنصاف الحلول والتفسير المبتور للواقع * تعبنا من الترقيع الدائم للثوب القديم والدوران حول المشاكل وتجنب الدخول في عمقها * لم يعد الكلام الملتوي ولحن القول والبيانات التي تصاغ بمداد التفاؤل والمبالغة تجدي نفعاً امام الحالة المزرية التي وصلت إليها حالة المواطنين .
فخامة الرئيس اتق الله في الشعب قبل ان يأتي اليوم الذي يوضع الحبل حول عنقك * وتتعالى الأصوات من حولك فثمة من ينادي بحياة إبراهيم الحمدي * ومن ينادي بالناصريين * وثمة من ينادي بالحوثين وثمة من ينادي بالانفصاليين وثمة من يرقص على حبل مشنقتك * فخامة الرئيس ترفع عن الأحقاد وصغائر الأمور واجعل مصلحة الوطن كل همك وغايتك لا مصلحة القبيلة والمسبحون بحمدك ومن سار في فلكك قبل ان يأتي اليوم الذي لا تحبه لنفسك ولا نحبذه لك فقد اتيحت لك فرصة لم تتاح لغيرك .
Bookmarks