السلام عليكم
قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على أنفسكم و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون))
لي فتره وأنا أحاول أن أتمعن في أحد الأحلام التي أحلم أنا بها منذ فتره طويله .....
ليس حلمآ أثناء نومي بل حلم يرافقني في كل لحظه ..... في حياتي في الغربه التي أنا أعيش فيها بعيدآ عن وطني الغالي اليمن .....
بالرغم من أنني أعيش هنا كأجنبي في بلد غريب لاأنتمي أليه بل أنا ضيف هنا ولسنوات معدوده الى حين أكمال دراستي ألا أنني أشعر بنوع من الأمان والطمئنينه والمساواه في هذه البلد وهذا الشعور لاأجده في وطني وبين أهلي وديني وشريعة بلدي هي الأسلام دين العدل وأصله .....وهذا الدين ليس موجود في هذه البلد التي أنا فيها وليست شريعته هي الأسلام كما هو الحال في بلدي .....
تمعنت كثيرآ في هذا المجتمع الغريب الذي أنا أعيش فيه والى ذلك التطور الذي وصل أليه هذا المجتمع والى هذا البلد وكيف وصل الى قمة البلدان قوة وأزدهار في جميع المجالات في العالم أجمع ....
شاهدت وتمعنت وقرأت وبحثت عن أسباب ذلك .....
لماذا وصلت هذه البلد ( ألمانيا) الى القمه بالرغم من عدم أمتلاكها لأيآ من الثروات التي تملكها بلدي اليمن أو أيآ من دول الخليج العربي ....
بالطبع بحثي طال وتمعنت في الكثير من الأسباب الممكنه ...... وتوصلت الى صلب ما أبحث عنه وتوصلت الى النتيجه التي أوصلتني الى الأجابه عن جميع أسئلتي الكثيره التي كنت أبحث عن أجابه لها ....
العـــــــــــــــــــــــــدل
وجدت العدل في جميع أروقة وأزقة هذا البلد وفي جميع قوانينه ....
وجدت المساواه أمام القانون للجميع سواء كان فقيرآ أم مليونير ، عامل نظافه أم وزير في الدوله ، رئيسآ لكبرى الشركات أم موظف في تلك الشركه ....
الجميع أمام القانون سواسيه كأسنان المشط ....
وعدالة قضائهم فوق الجميع ....
كم يؤلمني وكم أألمنتي هذه النتيجه التي توصلت أليها ....
ليس هذا كرهآ لهذا الشعب الألماني أو حسدآ منه .....
بل لأني وجدت أن العمود الرئيسي من الأسلام وأصله يطبق في بلد ليس مسلم وفي بلدي اليمن الذي الأسلام هو دينه والشريعه الأسلاميه هو دستورها لايوجد منه سوى الأسم فقط .....
ذهبت وبحثت عن تعريف العدل وماهي أنواعه فوجدت الأتي :
مفهوم العدل :
المراد بالعدل : إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، من غير تفرقة بين المستحقين ولأهمية العدل ومنزلته ، بعث الله رسله وأنزل كتبه ، لنشره بين الأنام ،
قال تعالى( لقد أرسلنا رُسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط))
والقسط : العدل ، وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد ، به قامت السموات والأرض ، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم والشعوب ، وشمل به الناس التناصف والتعاطف، وضمهم به التواصل والتجانس ، وارتفع به التقاطع والتخالف.
وضعه الله تعالى لتوزّع به الأنصبة والحقوق، وتقدر به الأعمال والأشخاص، إذ هو الميزان المستقيم، الذي لا تميل كفته، ولا يختل وزنه، ولا يضطرب مقياسه، فمن رام مخالفته، وقصد مُجانيته، عرّض دينه للخبال، وعمرانه للخراب، وعزته للهوان، وكثرته للنقصان، وما من شيء قام على العدل، واستقام عليه ، إلاّ أمن الانعدام، وسلم من الانهيار.
ومن أهم دعائم السعادة، التي ينشدها البشر في حياتهم، أن يطمئنوا على حقوقهم وممتلكاتهم، وأن يستقر العدل فيما بينهم، وإلاّ فلا يعرف على وجه الأرض شيء أبعث للشقاء والدّمار، وأنفى للهدوء والاستقرار بين الأفراد والجماعات، من سلب الحقوق.
إذن العدل قيمة ضرورية في الإسلام، عمل الإسلام على إثباتها، وإرسائها بين الناس، حتى ارتبطت بها جميع مناحي تشريعاته ونظمه، فلا يوجد نظام في الإسلام إلاّ وللعدل فيه مطلب، فهو مرتبط بنظام الإدارة والحكم، والقضاء، وأداء الشهادة، وكتابة العهود والمواثيق بل إنه مرتبط أيضاً بنظام الأسرة والتربية، والاقتصاد والاجتماع، والسلوك، والتفكير، إلى غير ذلك من أنظمة الإسلام المختلفة وهذا يدل بوضوح على أن الإسلام ضمن قيمة العدل في جميع مجالات الحياة، بل إنه ركز كافة أهدافه على ضوئها، مما شهد له التاريخ على سلامة المجتمعات التي حكمها، من الانهيار الخطير في الأخلاق ، وأمنها من اضطراب الموازين والمعايير ، وصانها من دمار النفوس، وخراب العمران.
ولم تم التمعن في ثمار العدل على أي مجتمع مهما كان :
ثمرة العدل:
إن المجتمع الذي يضمن نظامه العدل ، لا بدّ أن يجني في حياته ثمرات عظيمة ومنافع كثيرة ، نذكر منها ما يلي:
أ – العدل مشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار، وحافز كبير لهم على الإقبال على العمل والإنتاج، فيترتب على ذلك: نماء العمران و إتساعه، وكثرة الخيرات وزيادة الأموال والأرزاق، ولا يخفى أن المال والعمل، من أكبر العوامل لتقّدم الدّول وازدهارها ، بينما في المقابل تكون عواقب الاعتداء على أموال الناس وممتلكاتهم ، وغمطهم حقوقهم، هي الإحجام عن العمل ، والركود عن الحركة والنشاط، لفقد الشعور بالإطمئنان والثقة بين الناس. وهذا يؤدي بدوره إلى الكساد الاقتصادي، والتأخر العمراني ، والتعثر السّياسي
يقول ابن خلدون: [اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم، ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها، لما يرونه حينئذ من أنّ غايتها ومصيرها، انتهابها من أيديهم، وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرّعايا عن السّعي في الاكتساب، والعمران ووفوره ، ونفاق أسواقه إنما هو بالأعمال، فإذا قعد الناس عن المعاش ، كسدت أسواق العمران، وانتقصت الأموال، وابذعر-أي تفرق- الناس في الآفاق، وفي طلب الرّزق، فخفّ ساكن القطر، وخلّت دياره، وخربت أمصاره، واختل باختلافه حال الدّولة]
ب-أنه بغير العدل ، يتحيّن الناس الفرصة ،للثورة على الحكومة الظالمة ، وخلع يد الطاعة عن أعناقهم، ذلك أن النفوس مجبولة على حبّ من أحسن إليها ،وكره من أساء إليها ، وليس هناك إساءة أشد من الظلم ، وأفدح من الجور ،ولذلك تقوم الثورات كل حين ،وتزداد الانتفاضات هنا وهناك ، لتقويض كابوس الظلم ،ورفع وطأته عن كاهل الشعوب. وما قيام "الثورة الفرنسية" في أوروبا ،والانتفاضة الفلسطينية في الشرق الأوسط ومقاومة التمييزالعنصري في أمريكا وجنوب أفريقيا إلاّ صورة معبرة عن فقدان العدل في تلك الأماكن وانتشار الظلم فيها ،فأسفر عن إعلان غضب شعوب المنطقة على الظلم وأهله، وكراهيتها لأساليب القمع والاضطهاد، والتعذيب والتنكيل، والطغيان والاستبداد التي تمارسها السّلطات القائمة في تلك المناطق ضد شعوبها.
وبعد قرأتي وتمعني لكل ذلك أضافة لمقارنتي الدائمه لوطني ولما يحدث فيه ولهذا البلد الذي أنا ضيف عليه عرفت لماذا نحن هنا ولماذا هم هناك .....
عرفت لماذا شعوبنا تموت جوعآ .....
عرفت لماذا يتمرد المتمردون في بلادي
وعرفت لماذا يصرخ الشعب ويئن ويتضور من الجوع .....
وعرفت لماذا كلآ يريد أن يأخذ حقه بيده ولماذا أصبح الأغلبيه يبحثون عن شيخ قبيله ويحاولون الأنتماء الى قبيله قويه وشيخ قوي ......
وعرفت لماذا نتقاتل بيننا البين ولماذا الثأر لازال في مجتمعنا ولماذا القبليه المتخلفه لازالت تحكمنا في هذا العصر ....
خالص التحيه والتقدير
Bookmarks