عدت من جامعتي عند الثالثة ظهرا بعد إمتحان إستمر ثلاث ساعات وأحتوى على 7 مسائل كل واحدة تحل بأربع ورق (( في مادة نصفها نظري )) _ وللعلم فأنا أدرس بإحدى دول العالم الثالث وفي الطريق تحدثت مع أخي الذي كان يطلع على إمتحان الفيزياء للثانوية العامه كان يصيح ويقول لي إنها مهزلة فعلا مهزلة _ فقد خلا الإمتحان من أي مسئلة إلا ما إحتوته فقرات الإختيارات وليست أبدا مساءل للثانوية العامه _
حينها تأملت كثيرا وعدت بالذاكرة لأيام الثانوية العامه
خلال سنة الإنجازات الهائلة والتعب الكبير راجعت أكثر من 400 إمتحان وزاري بجميع المواد ولمختلف المحافظات ومنذ العام 1980 حينها كان أكثر ما لفت إنتباهي أنه ومنذ ما بعد التسعين والمستوى الدراسي في إنحدار ومستوى الإمتحانات في تراجع كبير فكل عام أسهل من الذي قبله بكثير وبكل المواد علمية كانت أو أدبية
مما حفظناه عن الرئيس التونسي بورقيبة أنه قال بداية حكمه : لا يهمني توفير الرفاهية لشعبي بقدر توفير التعليم القوي والذي حتما هو أهم ما يرتقي بالشعب نحو العلا
(( ولن أقارن أبدا بين تعليمنا وبين تعليم أي دولة عربية كانت أو غيره فما عاد يهمنا المقارنة بقدر ما يهمان لحاق ما يمكن لحاقه ))
ولكم رددنا صغارا
لا يرتقي شعب إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبناءه
وحتى لو وسعنا نظرتنا وذهبنا نجول بها في أرجاء التعليم بشكل عام فمالذي سنلاحظه
تعليم إساسي مهترىء فالطلاب يكدسونب المئات في الصفوف _ بمراكز المدن _ أو يوضع كل تسعة صفوف بصف واحد _ من الأول وحتى التاسع بالقرى البعيدة وبحجة نقص المعلمين _
الثانوي إفتقار ونقص هائل في كثير من المعلمين وبالتخصصات المحتاجة للكفاءات العالية والتي لن يدرسها الطالب بدون معلم ونسيان كامل للجانب الأخلاقي والتربوي في أهم مراحل بناء الأخلاق
إختبارات الثانوية نرى فيها دوما العجب العجاب والذي أستحي من كتابته ها هنا !!!
وبصراحه فبإمكاني قولها عاليا
ما يبذله طلاب اليمن بوسط هذه المعمعة يستحقون عليه كل الإحترام
أما الجامعه فالحديث عنها طويل طويل ....
رشاوي متفشية بكل غرز الوزارة ومكاتبها بعموم المحافظات ولكل شيء ثمن
ومن أجمل النكت أن دورات تأهيل المعليمن والعمل على تعريفهم بالأحدث عالميا في وسائل التعليم إنما يبدأ قبل كل إختبارات بشهر أو شهرين
ذات يوم قالها لنا مدرس ولا زلنا نحفظ كلماته التي لن ننساها وهو مدرس إن كتبت عنه فسأحتاج صفحات لشرح نبوغه وفشله بوسط ما نراه
((
ما يقوم به هؤلاء الجهال بحق مسيرة التعليم إنما يدل على ذكاء كبير عندهم
هم يحطمون التعليم لئلا يأتي يوم ويرون جيلا مثقفا فاهما باحثا عن حقوقه يحاسبهم على ما يفعلونه بحقنا
هم يريدون غنما يرعونها كرعيهم لآبائنا الذين كانوا دوما يبحثون عن لقمة عيش لنا
))
لم تعد أبدا سياسة تخريب التعليم عمل غير مقصود أو غير منظم
بل أصبح هناك عمل منظم مسيس للعمل على قتل كل ما يسير بمستقبل يمننا للأمام
برأيكم
هل التعليم باليمن سينتهي إنحداره
أم أننا نسقط لقعر سحيق
دمتم بكل الخير
Bookmarks