معرفة نوايا الآخرين من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً .. وتحتاج إلى قرأه عميقه لأفعال من نريد معرفة نواياهم وقرأه أقوالهم في بعض الأحيان عندما تتطابق مع الأفعال ..
هنا قد يسأل البعض عن اهتمامي بالأفعال بدرجة كبيرة عن الأقوال لمعرفة النوايا الداخلية التي لا نراها ....
الأفعال هي وسيلة لترجمة نوايا ودوافع الآخرين .. لذا نجد بأن جميع انظمة المخابرات في جميع أنحاء العالم اهتمت بمراقبه أفعال من تريد أن تصل إلى نواياهم وأهدافهم الغير مرئية ..غير مهتمة بأقوالهم التي ربما يستخدمونها لتشتيت من حولهم عن معرفة أهدافهم ..
من هذا كله .. يمكننا ان نستنتج بأن معرفة النوايا الغير مرئية للآخرين لا يكون بالتخمين ولا بالسحر ..
ولكن ببساطه .. الأفعال المرئية التي نراها بأعيننا هي المترجم للنوايا ..
على كل حال ..
اعتقد ان جميعنا سمع عن الوضع المتأزم الذي حصل في محافظة مأرب قبل ايام بسبب قصف جوي استهدف مجموعة من أبناء مأرب بدعوة انتمائهم لخلية إرهابية ..
بدلاً من قصف الخلية الإرهابية .. قصف مكان أخر مخلفاً ورائه مصرع واستشهاد رمز من رموز مأرب .. الشيخ جابر بن علي الشبواني ..أمين عام المجلس المحلي بمحافظة مأرب وأربعة من مرافقيه ..
بغض النظر عن ردة فعل أبناء مأرب .. فهي ردة فعل طبيعية لن يلومهم عليها الا جاهل .. ونحن متفهمون لمشاعرهم ..
لكن هناك الكثير من الأسئلة تحوم في مخيلتي ..
هل جهاز الأمن اليمني فاشل الى هذه الدرجة لكي لا يستطيع تحديد الخلية الإرهابية بدقة ويستهدف أشخاص أخرين بالخطأ ؟؟
ثم ما هي الجريمة في حق هؤلاء لكي يقتلوا بطريقة صهيو أمريكية تقودها كلاب يمنية؟؟
هل يجيز ديننا هذا القتل ؟ ام انه تحايل على الدين تحت مسميات دينية و وطنية شريفة ؟؟
لننظر إلى تصرف وأفعال الحكومة اتجاه أهالي القتلى في هذه القضية ولنحاول قدر المستطاع قرأه افعالها بعمق ..
قامت الحكومة بإعلان حالة الاستنفار القصوى لكل أجهزتها وإمكانياتها ..أرسالت وساطات محملة بالهدايا وملايين الريالات وعشرات السيارات ومئات الآليات إلى أهالي القتلى تقدم بذلك أسفها على هذه الحادثة الغير مقصودة .. ولكي تقبل فقط بالحكم ..
لم يتم قبول الحكم في المرة الأولى .. وكررت الحكومة محاولاتها مستعينة بشيوخ القبائل
وزادت عدد الملايين والهدايا .. لم تكتفي بهذا فقط .. بل وضعت هيبتها على المحك فقط لكي يتم القبول بالحكم ....
هذا التصرف الذي قامت به الحكومة مع أبناء بلدها .. تصرف مشرف يفخر به كل يمني ويفخر بانتمائه لهذا البلد الذي تحكمه مثل هذه الحكومة ..التي تشعر بألم أبنائها .. حيث صنفت هذه المشكلة من اكبر المشاكل في الوطن و يجب ان تحل بأسرع وقت ممكن ..
لا اشكك بأن الجميع يتفهم الحق على الحكومة لـ ال شبوان .. فهم فقدوا احد أبنائهم وأربعة من مرافقيه دون أي جريمة ارتكبوها ..
لأن القصف جاء تحت مسميات إرهابيه .. سرعان ما يثار في تفكير اي متابع لوضع اليمن عن قصف جوي في منطقة المعجلة في العوالق السفلى في جنوب اليمن لأفراد يشتبه بانتمائهم الى خليه إرهابية ..
بدل من قصف الخليه الارهابية .. قصف مكان اخر مخلفاً ورائة 42 قتيل من الأطفال و النساء والشيوخ .. ما تزال صورهم شاهدة على الفعل الاجرامي والمجزرة الوحشية التي لن ينساها التأريخ وستضل تلك المشاهد شاهدة على وحشية ذلك التصرف الجبان والذي لا يمت للدين الإسلامي ولا الوطنية بأي صلة ..
في تلك القرية البسيطة .. كان البعض يبحث عن ما تبقى لهم من أهله القتلى تحت الركام ..
باغتهم القصف الأخر ليزيد عدد قتلاهم ويعمق من جراحهم الجسدية والنفسية اكثر و اكثر ..
حينها .. وهم يذوقون مرارة فقد الأهل .. هددتهم الحكومة بالويل لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار اليمن ..
في الوقت نفسه.. لم تسلم هذه القرية من الهجوم الإعلامي الحكومي و الشمالي الشرس من كتابهم وعقلائهم (الا القليل من له نظرة وطنية شريفه) ..
باعتبارها منطقة إرهابية تهدد امن استقرار البلاد وتبطئ من سير عجلة التنمية والتطور ..
أنا لا أنكر حق آل شبوان ولكن الأمر يدعو إلى الوقوف والتأمل ..
ما الفرق بين الــ 5 شهداء لــ آل شبوان و الــ 42 شهيد للــ العوالق ..
ما هو الفرق الذي جعل الحكومة والكثير من ابناء الشمال يتصرف مع كل موقف بطريقة مختلفة جذرياً عن الأخرى ..
السنا في وطن واحد كما يقولون ؟؟
و نحن جميعنا أبناء يمن واحد لنا وعلينا جميع الحقوق المتساوية ؟
Bookmarks