كذبت يا «حَرْمَة» ورب الكعبة

بقلم / عبده محمد الجندي
--------------------------------

كتب جابر الحرمى في جريدة الشرق الأوسط مقالاً تافهاً أفرط فيه بالاسفاف والسفاهة على فخامة الأخ رئيس الجمهورية.. ولهذا الكاتب الذي نستدل من اسمه على الحرمة « الجيفة» نقول لقد أخطأت الحساب مرات عديدة على نحو نوضحة بالآتي:
أولاً : إن سكان الجمهورية اليمنية يبلغ عددهم ما يقرب من 25 مليون نسمة وليسوا مثل سكان إمارة قطر الذين يقاس عددهم بمئات الآلاف.
ثانياً: إذا كانت الأقلية المعارضة في اليمن الرافضة لحكم الرئيس علي عبدالله صالح لا تقل عن مليونين مواطن ومواطنة أوأكثر، فإن المؤيدين لفخامة الأخ علي عبدالله صالح والناخبين له لا يقلون اليوم عن عشرة ملايين مواطن ومواطنة.
ثالثاً: إن النظام السياسي في الجمهورية اليمنية يقوم على الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الإنسان، وأنه لا شرعية للحاكم والمعارض إلا من خلال الشرعية الانتخابية، لأن الهيئة الناخبة هي صاحبة القول الفصل في منح الثقة وحجب الثقة عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ومفتوحة على الرقابة الوطنية والعربية والدولية، والشعب هو المصدر الوحيد للسلطة والسيادة .
رابعاً: إن فخامة الأخ رئيس الجمهورية يستمد حمايته من الشعب اليمني ومن هيئته الناخبة التي تعبر عن مواقفها من خلال المسيرات الملايينية اليومية والأسبوعية، التي تتعمد الجزيرة تقزيمها وعدم الإشارة إليها بصورة تتنافى مع أبسط القواعد القانونية المنظمة للحرية الإعلامية إذا لم أقل تجاهلها بالمطلق، عملاً بما يوجّه إليها من توجيهات سياسية تعمل لصالح أجندات خارجية؟
خامساً: إن اليمن دولة كثيفة السكان وشحيحة الموارد الاقتصادية، عكس دولة قطر القليلة السكان والكثيرة الموارد الاقتصادية، لا يستطيع فيها الحاكم أن يقلد أميركم فيما ينفق من الأموال بطريقة ألف ليلة وليلة، والشعب اليمني الذي يعبر عن استيائه من الإنفاق على المتمردين عن الشرعية الدستورية لاينكر ما حصل عليه من الدعم القطري في الماضي ولا يستغني عن الدعم القطري في الحاضر والمستقبل، ولكن ذلك الدعم الذي لا يكون مقروناً بالمن والأذى.
سادساً: إن الجمهورية اليمنية التي يحكمها فخامة الأخ رئيس الجمهورية دولة مستقلة ذات سيادة وطنية خالية من القواعد العسكرية والتدخلات الأجنبية تشعر بقدسية انتمائها للأمة العربية والإسلامية، لا تجيز لنفسها الحق في التدخل بالشئون الداخلية للبلدان الشقيقة ولا تقبل للبلدان الشقيقة والصديقة التدخل في شئونها الداخلية، كما حدث ويحدث اليوم من قبل دولتكم وقناتكم الفضائية المنفذة لأجندات صهيونية واستعمارية ؟
سابعاً: إن الجمهورية اليمنية دولة ديمقراطية، وان الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات السلمية من الحقوق الدستورية المكفولة التي تنفذها القوانين النافذة وان التدخلات القطرية السياسية والإعلامية والمادية هي التي تدفع المعتصمين إلى تحويل الحقوق السلمية إلى أحداث شغب وسلب ونهب وقتل، مقابل ما يدفع للقيادات العميلة من مئات الملايين من الدولارات القطرية التي يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها أحد على الإطلاق.
ثامناً : ليس مطلوباً من قطر سوى الامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية للجمهورية اليمنية، ودفع أبناء الشعب اليمني إلى قتل بعضهم البعض، تنفيذاً لمخططات ومؤامرات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لأن القتل لعبة سياسية قذرة ذات عواقب إنسانية ودينية وخيمة.
تاسعاً: إن إمارة قطر وشعب قطر أولى بالحديث عن الشرعية الثورية نظراً لما تعانيه من غياب للديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة بحكم حاجتها للتحرر من الاستبداد والاستعمار والدكتاتورية.
عاشراً : إن العلاقة بين فخامة الأخ رئيس الجمهورية وبين الأخ الأمير القطري كانت علاقة تعاون وتكامل واحترام متبادل، لولا ما يعتورها من التدخلات والاستثارات التي تفتح المجال لتدخل السفهاء والحاقدين من أمثالك، الذين يأبون إلا الاستفادة من مثل هذه الخلافات، لأنهم لا يعرفون من العلاقات بين الدول سوى مصالحهم الخاصة، تماماً كما هو حال المعارضة اليمنية التي ما برحت تستفيد من الدعم والمساندة القطرية، أما عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما تحقق من المنجزات العملاقة في عهد الرئيس فحدِّث ولا حرج، لا يمكن تهميشها والتقليل منها في جرة قلم .. ؟