بسم الله الرحمن الرحيم
هه التوريطة حق ســـــــــــــــــــــــــامح 1004 كلمة مع أسماء المشتركين في الورطة مذكورين
تحياتي...................
جو حار جدا.. الساعة الثانية و أربعون دقيقة يوميا اخطوا خطوتي الثاني في باحة مقر عملي.. ادرس اللغة الإنجليزية.. حين أحط قدمي أتناسه لغتي العربية و ابدأ بالتحدث إلى الطلاب بالإنجليزية..
صديقتي مزاين كالمعتاد تنتظرني في مقهى المعهد ابتسم و أضع حقيبتي على الطاولة..
- كيف الحال؟
تبتسم مزاين و هي تشرب الشاي و تقول:
- بخير و أنت؟
أهز رأسي.. أحيانا أرد أني بخير و أحيانا كثيرة أتجاهل السؤال و امضي اطلب فنجان شاي و اجلس بجانبها نتبادل أطراف الحديث عن ذلك الطالب الذي يؤرقها في فصلها و أحيانا كثيرة نناقش أشياء قمنا بها في الفصل و نتساءل هل كانت مفيدة.. ها أفادت الطلاب أم أنها كانت مضيعة للوقت و دون طائل لنتجنب الأخطاء... لاحقا نحمل حقائبنا السوداء الثقيلة المليئة بالكتب و الأوراق و نذهب إلى فصولنا..
أيام قد تعترضنا إحدى السكرتيرات همسات المحبة و هي تشير إلى ساعتها بإشارة "متأخرات" دون أن تتحدث اكره نظراتها التي لا تحمل ذرة تفاهم أو حتى احترام.. فتنسى أننا معلمون وأنها سكرتيرة معتقدة بوقفتها و أسلوب الإشارة إلى ساعتها أنها المدير أو ماشابه ننظر إلى ساعاتنا و نقول بصوت موحد:
- مازالت هناك 5 دقائق...
فتتظاهر بأنها لم تسمع و تذهب إلى مكتبها.. أقول في نفسي دائما الآن ستذهب إلى المدير أحسن واحد تخبره إننا تأخرنا و يحظرون إنذار نوقع عليه و من تم ستظن نفسها وقدا فعلت شيئا مهما.. و لكن هيهات.. فالله يمهل و لا يهمل.. اجل أثق في أني حين لا أرتكب الأخطاء سيقف الله بجانبي...
أكمل طريقي إلى غرفتي لهذا الفصل من الدراسة.. أظن كان الفصل 80... لم أعد أتذكر...
أحيانا أقف خلف الباب دقائق معدودة أخد نفس عميقا ارمي مشاكلي و حياتي خلفي و ارسم ابتسامة عريضة و ادخل بكل سرور (و أن كان مفتعلا أحيانا) قائلة.. السلام و عليكم بالعربية .. ثم اسلم مساء الخير بالإنجليزية..
عادة ما يقول الطلاب حين يسمعون المعلمة تتحدث العربية. يا أستاذة لا للعربية!!
نعم هذا شعارنا هناك.. في أول يوم دراسي يكتب كل معلم على السبورة لا للعربية في الفصل و توضع قوانين لمن يستخدم العربية قد تصل إلى الطرد.. إلا في حالات معينة حين يعجز الطالب عن التعبير فيضطر و لكن نجعله يعيد العبارة مرة أخرى بالإنجليزية... علهم يتعلمون
أضع حقيبتي على الطاولة و اشرع بتحضير أدواتي اليومية من أوراق تحضير و ما إلى ذلك.. ثم أبداء بسؤالهم عن الحال و يبداء الدرس... المشكلة ليست مع الدرس و رغم علمي أن طريقتي في الشرح جيدة.. إلا أن المشكلة في الطلاب.. بعضهم قد يكون غير مهتم لا مبالي دفعه والده أو والدته للتعلم رغم انه لا يعي الفائدة.. و آخر لا يفهم يجب أن يكون في مستوى اقل أتساءل كيف وصل هنا أو لماذا هو ليس في مستوى اقل..
سيد العاطفي يعتقد أن كل ما في الكتب الأمريكية التي نعلمها حرام.. أتساءل لماذا يدرس؟؟
انتظر بفارغ الصبر أن انتهي و اخرج.. تمر الساعتين و اذهب إلى المقهى.. اجلس على المقعد و من هناك أطالع الطلاب.. وأنا ارتشف القهوة و أحيانا أتناول لبطاطس المقلية..
أنواع أن صح التعبير... فهناك نوع من الشباب الكثير الحياء تجده إما وحيدا يراقب مثلي أو يجلس مع أصدقاءه من هم من نفس النوع الكثير الحياء لدرجة قد لا يتخيلها بشر... طريق ملابسهم و حديثهم تعطيك ذلك الانطباع..
و أهم مثال لمن هم من هذا النوع طالب اسمه عمر الكمالي.. مسكين ليس لديه الجراءة أن يتحدث إلى الفتيات و هذا ربما يؤرقه في اغلب الأحيان
و نوع آخر أحب مراقبته جدا.. فهم نوع حركي أراهم يتحركون من مكان إلى آخر وأنا ارتشف الشاي أو القهوة تملأهم الحيوية و تجد الفتيات تتجمع حولهم و تعجب بهم... مثل ســــامح مثلا أو القلم الحر... أو حتى اسر القلوب.
و هناك من يجلس مع فتاة في احد الأركان أشاهد لغتهم الجسدية.. فتلك معجبة و هو قد يتلاعب بها كما ربما قد تلاعب بعشرات قبلها... مسكينة ميس ترو.. أود حقا لو اخبرها أن محمد الحميقاني يتلاعب بها فقط..
نظر إلى هؤلاء الشباب و أقول لقد كنا مثلهم و أين نحن الآن تعلمنا الكثير.. فهم تنقصهم الخبرة.. و المعرفة..
حين يصل المرء إلى عمر معين ينظر إلى الماضي و يتذكر كيف انه كان ساذجا... و لا يفهم...
كل تلك النظرات و الإعجاب ينتهي يندثر و بعد أن تمر السنون يصبح تذكر تلك الوجوه شئ صعب فهي تتلاشى مع الزمن...
ربما لا يصدق المرء أن الحياة حين تستمر بعض الناس لا يكون لهم وجود فهم فقط فئات مارة في حياتنا و انتهت...
حين يحدثني احدهم انه يحب تلك الفتاة ابتسم حقا... فأنا لا أصدق بالحب.. قد يراه احد ما قسوة.. ولكن أتسأل لما لا يدق قلبي لأحد؟؟ ما هو الحب الذي يتحدث عنه ذلك الشاب و تلك الشابة هل هو حقيقة؟؟ أم خيال..
أرجح انه خيالا.. و لكن لما يشعرون به؟؟
حين كنت في سنهم لطالما أخبرتني صديقتي عمري أنا ما عن حبها لذلك الشاب و لكني بعد سنين حين قابلتهم مرة أخرى سألتهم هل تتذكرين ذلك الشاب الذي أخبرتني انك تحبينه؟ يذهلني أنها لا تتذكره و أن كانت تتذكره فهي تخبرني لا أتذكر ملامحه جيدا و لكن أنا الآن أحب شخص جديد..
نفس مايقوله الطلاب... كل يوم قد يخبرني احدهم أحب تلك و في الغد يخبرني غيرت رأيي أحب الأخرى أو صديقتها...
انه لشئ مجنون ذلك المدعو حب....
اخبرني مرة ســـامح انه يحب ثلاث فتيات عمري أنا و المشتاقة لوطنها و الهاشمية و المحير انه قال لي لن أتزوج أي واحدة منهن! تسألت لما؟؟ هم فقط تسلية... ردي علي سامح بلا مبالاة..
اضحك لسذاجة ســامح .........
حين اجلس في مقعدي أراقب.. تلهمني تلك العلاقات و الأحاديث و الشبان في كتاباتي..
قد احضر قلما و دفتر ملاحظاتي في حينها و اكتب خاطرة جالت على بالي...
أودع صديقاتي و أقود سيارتي إلى المنزل.. هناك يستضيفني أخي الصغير اقبله و أنسى أحداث يومي في عملي.. لأن غدا هو يوم جديد..
وبعد 5 أسابيع طلاب جدد و أمال جديدة و أحلام جديدة......و ليس هذا فقط بل و صفوف جديده..
وكل عام يمر يتركنا طلاب و يأتي إلينا طلاب جدد.. فنقول وداعا و نستقبل الجيل الجديد..
و تبقى الذكريات و أصواتهم التي ملاءت الممرات تجول في خاطري...
قد يتساءل البعض لما لا احذر هؤلاء الشبان من ارتكاب الأخطاء و لكني أقول في نفسي لقد تعلمت من أخطائي فربما هم أيضا يجب أن يمروا بتلك التجارب الإنسانية و يستكشفون شخصياتهم.. ليصلوا.. بل ليتعلموا الكثير عن أنفسهم من خلال تجاربهم...
إنها الحياة... أليس كذلك؟؟
Bookmarks