الحياه مليئه بالاحزان والهموم
ما أن تضحكنا حتى تبكينا وتسلب الفرحة من أعماقنا
نعيش في ظلام دامس .. .نخاف من نور الحقيقة .. نوهم أنفسنا بـِ الأشياء التي نحبها
نخاف أن نفكر في الماضي أو المستقبل .. فالماضي كان مؤلماً .. والمستقبل مجهول
حادثة متكررة تحصل بإستمرار بأشكال مختلفة ؛؛؛ ربما لا نلحظها !! ولكنها تؤثر فينا ولا نعلم ...
عندما كنت أرتشف بقايا ذوبان الآيسكريم من كوبي في أحدى طاولات (عدن مول) ومقابلتني صديقتي ورفيقة دربي ..والإزعاج يحيط بنا من كل مكان .. آراها مبتسمة وعيناها تلمع وهي تشير بيديها إلى رجلٍِ في نهاية الخمسينات من عمره وقد أشعل الشيب شعره فلم يعد هناك مجالاً لخصلات سوداء كستار السجى لتداعب جبهته الناصعة البياض وجهه ذو تقاسيم جميلة؛ بياض وجهه ونوره يدل على الطيبة ويبدو صاحب شخصية قوية صارمة مثل سواد عينيه الواسعتان .. وعلى جانبه ثلاث فتيات أكبرهن تقريباً في الثالثة عشر من عمرها تتعالى على وجوههن ضحكات البراءة وتغلب عليهن حركات الطفولة رغم إكتشاحن باللون الأسود فهن أطفال بلباس الكبار ..
تقول لي شوفي يــا أخت القمر هالنوعية من الرجال يعجبوني .. نفسي شريك حياتي يكون كذا ( شعره أبيض .. ولبسه أنيق .. ويخرج مع عائلته ويداعبهم في جو من الألفة والمحبة ) إبتسمت أبتسامة كبيرة فهاهي تقول كل مايجول في خاطري وتسطر أحلامي القديمة في كلمات فكم تمنيت أن يكون فارسي رجلاً كبير السن !!
أجبتها ممازحة طيب أنا لو قلت هيك معذورة لأني بلا أب .. أما أنتي ماشاءالله معاكِ أب يسوى الدنيا
تم دخلنا في حديث آخر وأنصرفنا بلحظتها كي لا أقوم بأكل كوب الأيسكريم بعد أن شربت آخر نقطة ....
هكذا يتظاهر لي وللجميع بأن يومي أنتهى ؛؛ ولكن هيهات أن تغفو تلك العينان دون أن تنهمر أمطاراً تسقى جروح قلب بت أراها تعصى الشفاء وتستسلم للموت؛؛
دار شريط أيامي أمامي ألم وحسرة .. كم بكيتك ياأبي .. فقدان مركز الحنان ليس بالسهولة .. حقيقة لم نحتاج أنا وأخوتي لأي شيء طيلة حياتنا فوالدتي لم تقصر و خالي (أخو أمي) أيضاً ضمنا تحت عرش حنانه إستعجب لذكرياتي كم كنت مبلدة الإحساس وكنت أحس بشعور غريب تجاه .. بل في أغلب الأحيان كنت أكرهه .. هو لم يقصر معنا .. ولم يعذبنا .. بل أحبنا .. لكن لم يكن الأب بمعنى الكلمة ؟؟؟ وفر لنا الراحة وعلمنا وربانا وأسعدتنا .. لكن لم يضمنا يوماً لحظنه الدافء !!!
ويحسسنا بالأبوة التي أودعها الله في قلب كل أب .. هكذا كنت أقول .. كنت أبحث عن من أشتكي له ويضمني إلى صدره ويقول لي لا عليك ياحبيبتي .. لم أسمع تلك الكلمه منه ولا مرة ولا حتى بالغلظ .. أذن فعلاً هو ليس أبي مهما جاهد وتعب لايستطيع أن يختلق حنان الأبوة ..فهناك حاجز كبير بيننا وبينه ..
أفكر وحدي وأبكي بحرقة كل ليلة وأناجي ربي ... وكم بكيت حال ... كنت أكره أن أقول أنه أبي .. إلى أن أدركت معنى وجوده بحياتي .. ومن تم أنتهت حياته وأنتهى معه الأمان
بفقدان أب آخر .. أدركت كم أني كنت مغفلة .. لأنني كنت أحبه لأنني كنت أعتبره أبي ولكني لم أقلها يوماً له لم أشاركه همومي لم أرتمي إليه باكيتاً عند عقبات حياتي التي واجهتني .. فقد كنت أنانية و متخلفة ولا أعي ماأفعل..
يارب أنَي ألتقيك في الجنة يا خالي .. لأخبرك بأنك كنت لي نعم الأب..
فقد صرت أبكيك ؛؛؛
Bookmarks