يمكن القول هنا: إن سياسةَ النظام المتَّبعة على المساريْن الجنوبي والشمالي، وطريقة تعامله معهما أفرزت الوضع الحالي الذي نشاهده، فالمشكلة الجنوبية تكمن في أن الحزب الحاكم الذي خرج منتصرًا على شريكه في الوحدة لم يستطع بلورة سياسة جديدة، قادرة على التعاطي مع الواقع الجديد، طبقًا لما أفرزته نتائج الحرب على الساحة اليمنية، وتوهُّم أن وقوف الجماهير إلى جانبه في الدفاع عن الوحدة هو وقوف إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام وتأييد لسياسته، فيما يقول الواقع شيئًا آخر، وهو أن الجماهير والقوى السياسية التي قاتلت إلى جانب القوات الشرعية إنما قاتلت دفاعًا عن وحدتها لا عن حزب المؤتمر، ولو كان "المؤتمر" هو من أعلن الانفصال لوقفت الجماهير ضده!.
لقد كانت مشاركة أبناء الشعب- وعلى رأسهم أبناء المحافظات الجنوبية- في معركة الدفاع عن الوحدة بمنزلة استفتاء جديد على شرعية الوحدة، لا على شرعية نظام يصادر حقوقها وينهب خيراتها.. نظام يلغي حقوق شركائه، ويعيق نمو التجربة الديمقراطية الوليدة، بيد أن المؤتمر عدَّ ذلك إيذانًا بانطلاق عهد الحكم الشمولي للحزب الواحد، المتحكم في كل شيء، وفق رؤية أبوية تضيق بمعارضتها، وتَعُدُّ الخروج عليها بمنزلة خروج عن الشرعية والثوابت الوطنية!.
لذا احب من كل هذا الوضوع ان يدلي برايه عن كيفيه الخروج من الازمه الراهنه
Bookmarks