لم يعد أحد يرغب في الحديث عن مشاريع سيأتي على ذكرها الرئيس اليمني في خطابه..وهو على كل حال لم يتوقف عن الخطب على مدى الأشهر الماضية..أتضح للجميع بأن مشاريعه الكلامية كلها وهمية الهدف منها شراء الوقت للأستمرار على نفس الطريق ..طريق الكفن والقبر ..طريق الكرسي و الموت..
حسنا لنناقش الرئيس اليمني قليلا في فحوى بعض ما جاء في خطبه ولم أعد أدري أي خطبة..قال طلبت ممن هم أكبر سنا مني وثقافة أن يتولوا المسؤولية..فرفضوا فحزمت أمري وجهزت كفني وحفرت قبري وتوليت المسؤولية..ونقول يا فخامة المشير والرئيس وزعيم المؤتمر والقائد الأعلى للقوات المسلحة ..اليوم و بعد أكثر من 30 عاما وأنت متمسك بالكرسي والشعب يقول لك كفاك..هل كفنك وقبرك جهزتهما دفاعا عن الكرسي أم في سبيل خدمة الوطن؟..
لا توجد مديرية سواء في الشمال أو الجنوب تنعم بالأمن والإستقرار وهما الأساس الذي تقوم عليه الدول في بناء تنميتها وإزدهارها..لقد وظف هذا الرئيس أجهزة نظامين وكيانين ودولتين..وظفهما لمحاربة المواطنين..لم نسمع عن ما يسمى الجيش اليمني أو الحرس الجمهوري يدخل في معركة دفاعا عن أرض يمنية تم الإستيلاء عليها أو الإعتداء على سيادتها..بل نسمع عن مواكب حكومية تواكبها كتائب الحرس الجمهوري..خوفا من المواطنين الغاضبين..وتسير بسرعة وتدهس في طريقها المواطنين العابرين الطرقات والذين لم يتعودوا تلك الأشكال من الممارسات البلطجية ممن يعتبرون مراكز صنع القرار وإدارة البلاد ورجال الدولة . جيوش الصالح تواكب ناهبي الأرض وتحميهم وتحارب كل من يعمل على المطالبة بدولة النظام والقانون تحت مسميات الوحدة والشرعية والكلام الذي مل الناس سماعه على مدى أكثر من 20 عاما منذ قيام الوحدة بين الدولتين..
في الجنوب أجيال الوحدة الذي توقع الصالح أن يكونوا هم المدافعون عن الوحدة لأنهم لم يعيشوا مرحلة الدولتين ..هم اليوم الذين يقذفون كل من يتغنى بالوحدة بالحجارة ونأمل ألا يأتي دور حمل السلاح لأنهم لم يروا من الوحدة سوى التخلف وشريعة الغاب ونهب الحقوق وإثارة الفتن ناهيك عن المجاعة والفقر..أما نحن الذين نعيش في المهجر، فوالله أن الذل والشعور بالمهانة الذي عشناه في عهد الصالح منذ قيام الوحدة المشؤومة لم نعشه قط في حياتنا.. فقد أصبح كل من يحمل الجواز اليمني متسولا سيرا على نهج القائد والفارس ..الذي يظن أن الخطب والعنتريات ستبني وطنا..
إن الكفن الذي لا زلت محتفظا به هو كفن الوطن الذي بدا كبيرا في مايو 1990 بوحدته فقزمته لأنك قزما..والقبر الذي جهزته لنفسك عليك بتوسيعه لأنه قبر الوطن الذي أبيت إلا أن تضحي به فبعته وبعت شعبك ..دفاعا عن الكرسي والمال والجاه. والأيام بيننا وسترى ما ينتظرك ..وحينها لا ينفع الندم..
Bookmarks