الهدية تعبر عن مشاعر صاحبها ، فأنت تهدي الآخر شيئاً ما تعبر من خلاله عن اهتمامك به ، من دون أن تؤخذ قيمة الهدية المادية بعين الاعتبار ، لأن قيمة الأشخاص لا تأتي من وراء قيمة الأشياء المادية ، وكنوز الدنيا لا يمكن أن تساوي الإنسان ، فقيمة كل فرد غالية على نفسه ولكنك تهدي الشيء لتُفرح من أمامك أو بسبب وجود مناسبة ما ، او كنوع من المجاملة المشروعة أو لأنك تريد ان تعبر له عن اهتمامك به وتذكرك له والهدية لا ترد ، فدائماً نشكر من أهدانا شيئاً مهما كان بسيطاً ويقول المثل اليمني (( أشكر من ذكرني ولو بنمنمة )) "" النمنمة "" هي الشيء الصغير جداً
ومن هنا كان لابد ان نتخلص من بعض الأفكار ومنها الهدايا الباهظة ، فنحن نحاول دائماً ان نهدي أشياء ثمينة باهظة الثمن حتى لا يعتقد الآخر إننا نستهزئ به أو أننا بخلاء مع أن الاحترام والتقدير ليسا مرتبطين بثمن الهدية
ولكن قيمة الأشياء تكمن في مدى حاجتنا إليها مهما كانت بسيطة فإذا أهداك شخص قلما مثلا وأنت تمتلك الكثير منها فلن تكون هذه الهدية ذات قيمة بالنسبة إليك مهما كان قيمة وثمن القلم وسوف تضعه في الدرج ولن تشعر بأهميته ، أما إذا كنت تبحث عن قلم وليست لديك أية أقلام ، واهداك شخص قلماً رخيص الثمن ، فستفرح جداً وتشكره وتستعمله في الحال ، فقيمته تأتي من حاجتك إليه
وهكذا حال كل الأشياء فقيمتها تأتي من حاجتك إليها ....... وإهداؤها لك في الوقت المناسب ، من دون أن تطلبها بنفسك ، تشعرك بسعادة غامرة وحب كبير للطرف الآخر ..............
اذاً قيمة الهدية او قيمة الأشياء ليست في ثمنها ولكن في حاجتنا إليها ، وفي استعمالها أو التمتع بها .........
وأنا هنا استغلها فرصة لكي اشكر من قدم لي هدية مهما كانت قيمتها وأقول أنها ستظل ذكره دائمة وكلما استعملتها تذكرت ذلك الشخص وماذا كان بالنسبة لي ......................
Bookmarks