أكدت مصادر سعودية ويمنية تكثيف التعاون المشترك بين البلدين لمراقبة وتتبع عصابات ابتزاز وخطف تستهدف السياح السعوديين القادمين إلى اليمن والذين يرتفع عددهم مع موسم الصيف ويشكلون النسبة الأعلى من القادمين إلى اليمن.



التنسيق مع القبائل

وقال وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه، لـ"العربية.نت"، إن وزارته بادرت بالتنسيق مع رؤساء المحافظات وشيوخ القبائل لتوفير غطاء أمان للسياح والحد من عمليات الاختطاف، مشيرا إلى أن الإحصاءات الأولية تقول إن الخليجيين وتحديدا السعوديين يشكلون حالياً النسبة الأكبر من القادمين لليمن خلال فترة الصيف الحالية.

ويشاركون في تفعيل عدد من المهرجانات السياحية في العديد من المحافظات اليمنية وفى حضرموت، في اطر التعاون المشترك بين اليمن والسعودية في تفعيل ذلك القطاع.

وحول توفير حماية للسياح وخاصة السعوديين خشية تكرار حوادث الاختطاف، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية السعودية، طلب عدم نشر اسمه، لـ"العربية.نت" إن هناك جهودا أمنية مشتركة للحد من هذه الظاهرة، مؤكدا أن السلطات السعودية واليمنية رصدت بعض نشاط عصابات الابتزاز اليمنية على الحدود بين البلدين وألقي القبض على بعض العصابات كانت تستهدفهم في قرى متاخمة للحدود مع السعودية.

وأشار المصدر إلى وجود تعاون أمني سعودي من خلال مجلس التنسيق اليمنى السعودي الأمني، وفي مقدمة أوجه ذلك التعاون مجلس القضاء على الاتجار بالسلاح ومنع عصابات الاختطاف.

وتم التوصل إلى اتفاقيات مبدئية تقدم المملكة بموجبها مساعدات مالية لليمن للقضاء على الظاهرة التي استفحلت كثيراً في اليمن، وخصوصاً في المحافظات الشمالية المتاخمة للحدود مع السعودية، وأوضح أن ما يحدث من جرائم اختطاف هي حالات فردية.


مراقبة الحدود

وبدوره أكد قائد سلاح الحدود بمنطقة عسير اللواء محمد البيالي، لـ"العربية.نت" أن دوريات سلاح الحدود تراقب الحدود السعودية اليمنية باستخدام كاميرات حرارية لرصد أي نشاط محظور في تلك الحدود، ويغطي قطاع سلاح الحدود بظهران الجنوب على الحدود اليمنية مسافة 130كلم وهو قطاع محصور ما بين منطقتي جازان ونجران.

من ناحيته، قال الدكتور فضل عبد الله الربيعي، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة عدن في اليمن، للعربية.نت إنه أجرى دراسة عن حوادث الاختطاف في اليمن أبانت أن محافظة صنعاء احتلت أعلى نسب للاختطاف حيث بلغ عدد الحالات (50) ثم محافظة مأرب (35) حالة، ويحتل السعوديون نسبة كبيرة من ضمن تلك النسب.


مسلسل الاختطاف مستمر


عبد الرحمن تعرض لللابتزاز بمنطقة وعرة بالقرب من صنعاء



وأبلغ المواطن السعودي عبد الرحمن.ق، أحد سكان منطقة عسير في السعودية، انه تعرض الخميس 24-7-2008، إلى محاولة ابتزاز من قبل أفراد عصابة يمنية في طريقه إلى اليمن وتمكن من الإفلات منهم بعد أن أعطاهم مبلغا يصل إلى قرابة الألفي ريال سعودي في منطقة وعرة بالقرب من صنعاء، وواصل رحلته داخل اليمن بينما كان وحيدا بسيارته وأراد أن يقضى الإجازة الصيفية في عدن.

وفي مطلع شهر يوليو/تموز الحالي تم استهداف المواطن السعودي ساجد البخاش الذي تعرض مع مرافق له لاختطاف من قبل أفراد قبيلة، وأطلق الخاطفون سراح البخاش بعد وساطة قبلية، وواصل هو ومرافقه والذي يدعى صالح الوايلي رحلتهما إلى الأراضي اليمنية، بعد أن طالبوا بفدية وإطلاق سراح جنديين تم أسرهما لدى الجماعات الحوثية.

وجاء هذا الحادث بعد فترة لا تزيد عن الشهر والنصف من حادث اختطاف مماثل لرجل أعمال سعودي، بدأت قصته حينما قام احد الخاطفين بالسلام عليه ومرافقه وحينما توقفا أشهر بقية المسلحون أسلحتهم، وقاموا بعملية الاختطاف وحملوا رجل الأعمال ومرافقه في سيارة إلى منطقة غير معلومة، واستمر الاختطاف لعدة أيام حتى تدخلت وساطة قبلية للإفراج عنه مقابل مبلغ من المال.