السلام عليكم ورحمة الله
في 22 / 7 / 2006م, وبالتحديد يوم الخميس الساعة الثامنة مساءً حدثت فاجعة هزت أو ساط محافظة عدن, والتي لن أنساها في حياتي ما حييت ..
كنت جالساً مع أصدقائي (سمير) و(أحمد) و(باسل) في أحد أركان حارتنا وكنا مندمجين بلعبة "الكيرم" أمام بقالة اليافعي الموجودة في حارتنا, وكان الحاج صبحي جالساً فوق سيارته وفمه ممتلئ بالقات وبجانبه باكت سجارته, وأمامه قارورة الشراب الكندا الأحمر التي يشرب منها ..
أما أطفال الحارة الصغار فقد كانوا يلعبون الكرة بجانب سيارة الحاج صبحي ... ذلك الأمر الذي أغضب الحاج كثيراً, وقد هدد الأولاد كثيراً بأنه سيكسر رأس أي صبي يصيب سيارته بالكرة .. لأنه لا يريد شئ أن يعكر صفو مزاجه, أو يمس سيارته المرسيدس والتي كان جالساً فوقها .
وفي الحقيقة لم تكن سيارة الحاج صبحي سوى بيجوت موديل 82 .. وكان يستخدمها كتاكسي في النهار, والليل كمقعد للجلوس عليه أثناء تخزين القات..فقد كان فخوراً بها كثيراً , لأنها السيارة التي عمرت معه أكثر من خمسة عشر عاماً, وتحملت العديد من المتاعب والصدمات..
وفجأة ودون إنذار مسبق وحينما كنا منهمكين في اللعب إلا ويقذف أحد الأطفال المتهورين الكرة فتصطدم بالزجاج الأمامي لسيارة الحاج صبحي, فيتشقق الزجاج ضحية لتلك الكرة..
ويجن جنون الحاج صبحي فيقفز برشاقة من فوق السيارة رغم سنة الذي تجاوز الستين بالإضافة إلى الأمراض التي يعانيهاكالضغط والسكري .. ويقبض على الطفل الذي أصاب سيارته بالكرة,, أما البقية فقد هربوا إلى منازلهم .
وفي تلك اللحظة التي ستظل عالقة في ذهني إلى الأبد , قام العجوز صبحي رحمه الله ( ستستغربون لماذا قلت رحمه الله.. لكن ستعرفون ذلك فيما بعد ) بصفع الولد الصغير في وجهه صفعة أسقطته أرضاً .. هنا أحس صبحي بنشوة الانتصار.
ونظر إلينا وقال بصوت مرتفع : لن يجرؤ أحد بعد هذا اليوم أن يلعب أمام سيارتي ..
لكن الولد الصغير والذي يدعى ( كمال ) كان قد فارق الحياة نتيجة لتلك الصفعة .. وكنا جميعاً قد ظننا بمن فينا الحاج صبحي أن الولد قد فقد الوعي ..
وبأقصى سرعة حاولنا أن نفيق الولد من غيبوبته ولكن دون فائدة , وأخذناه إلى مستشفى الرازي بسيارة صبحي ..
وبعد أن أدخل كمال إلى المستشفى, أخذه المسعفون إلى غرفة الانعاش .. وخرج الطبيب بعد حوالي الساعة....
وهنا كانت المفاجأة ..
يتبع
Bookmarks