هاتان قضيتان يجب التركيز عليهماوأعيدهما على أسماع سيادتكم مرة أخرى
1- مانزل بلاء إلا بذنب
2-ولايرفع إلا بتوبة
أما كوني حكمت عليهما بالصدق فلأن الأدلة على صدقهما من كتاب الله
وإذا نطق كتاب الله فلاجدال ولاكلام
إذاً نطق القرآن الكريم {مانزل بلاء إلا بمعصية} وذلك بقوله تعالى{ وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }
سورة الشورى الآية<30>
ولايرفع إلا بالتوبة .. قال تعالى{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً}سورة نوح الآيات< 10-12 >
وقبل ان ننتقل لمناقشة القضيتين نريد أن ننظر نظرة ذات عمق في الدليل على القضية الأولى
قال تعالى{وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }
المراد بقوله تعالى فبما كسبت أيديكم أي فببعض ماكسبت أيديكم
لأن الله تبارك وتعالى قال في آخر الآية,{ ويعفو عن كثير}
إذن فالذي يصيبنا به فهو عن البعض, عن بعض الذنوب
بدليل قوله تعالىفي موضع آخر{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} سورة الروم <41 >
إذن فماذا تكون النتيجة لو أن الله آخذنا بكل ذنوبنا؟!
إذا كان هذا البلاء الذي نقاسيه من أزمات طاحنة ببعض ذنوبنا فما بالنا لو عاملنا الله بكل ذنوبنا؟!
الجواب... من قوله تعالى{ولو يؤآخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً}سورة فاطر الآية <45>
ومعنى بما كسبوا تفسرها الآية الكريمة في سورة النحل الآية61
قال تعالى{ولو يؤآخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلا أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لايستاخرون ساعة ولايستقدمون}
إخوتي الكرام...
الظلم ظلمات يوم القيامة , بل إن الشرك بالله نوع من أنواع الظلم وليس هو الظلم كله
الشرك بالله , وهو الذنب الوحيد الذي لايغفر
قال تعالى{ إن الشرك لظلم عظيم}
أحبتي في الله...
إن للأمم مراحل لابد ان تمر بها فإذا لم تتدارك الأمة نفسها وإذا لم تقف عند حدها فإنها تصل إلى مرحلة يصعب علاجها , بل يعسر علاجها
عندما يخطىء بالحساب فيأتى بأوخم العواقب
نعم إن للمجتمعات مراحل لابد أن تقف عندها الأمم لتتجنب تلك العواقب التي لاتعود للأمم إلا بالذل والإنهزام والتقهقر والدمار وماأدراكم مالدمار؟!
المرحلة الأولى: الإنحلال الأخلاقي
قال تعالى{وإذا أردنا ان نهله قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهها القول فدمرناها تدميراً}
سورة الإسراء الآية <16>
المرحلة الثانية:عدم الإهتمام
أن يصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً وقد حدث ذلك
أصبح إطلاق اللحيةو الألتزام منكراً , والتميع وإرخاء الشعور إلى الكتفين والركب خلف التقليد الأعمى للغرب معروفاً
أصبح البيع والشراء منكراً , وأصبح أكل الربا معروفاً
أصبح الزواج رجعياً وتأخراً , وأصبح الزنا وإتيان الحرام معروفاً
أصبحت القيم الاخلاقية تقهقراً وجموداً, وأصبح السفور والخروج عن طاعة الله معروفاً
إن الحمل قد استأسد عندما استنوق الجمل
وصدق الشاعر حين قال:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً
تجاهلت حتى قيل اني جاهل
فواعجباً كم يدعي الفضل ناقصاً
ووا أسفاً كم يظهر النقص فاضل
المرحلة الثالثة:عدم العودة
وبعدها تاتي النتيجة والنتيجة لاأذكر فيها صفحات ولاأكسَر فيها أقلام
إنما النتيجة كلممة واحدة هي الضيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع
وإذا وقع الضياع فإنا لله وإنا إليه راجعون
أما آن للآذان أن تسمع؟!
أما آن للعيون أن تدمع؟!
أما آن للقلوب أن تخشع؟!
إخواني أخواتي الطلاب الاعزاء...
ياطلاب الجامعة وياطلاب مراحل التعليم المختلفة أنتم في صراع مع العلم
أيها الطالب ..أيتها الطالبة : إجعل رسالتك في الحياة صلاتك وكتابك
أقم الصلاة واقرأ كتابك
هذا مايقال لك اليوم إقرأ كتابك
وسيقال لك في الغد يوم الإمتحان{كفى بنفسك اليوم علينا حسيباً}
أحبتي الكرام...
نريد الطبيب المسلم, والصيدلي المسلم والمهندس المسلم والمفكر المسلم, والمدرس المسلم, والمحاسب المسلم ,والمحامي المسلم والعالم المسلم
أخي الطالب .. إقرأ كتابك وأدَ صلاتك واستعن بالله, فبالعلم تبنى الأمم
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك أن تعز الإسلام وان تنصر المسلمين
اللهم وحد كلمتنا.. اللهم وحد صفوفنا.. اللهم اطرد الشيطان من بيننا ومن بيوتنا
اللهم اهد شبابنا
إشف مرضانا
إرحم موتانا
اللهم اهلك أعداءنا
اللهم بلغنا مما يرضيك آمالنا
وأكثروا من الصلاة والسلام على سيدي وحبيبي محمد الهادي إلى رضوان الله
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
أخوكم الذي احبكم في الله
والذي يخاف عليكم مايخافه
محمدالمؤذن
Bookmarks