لا تلعبوا بالنار!!


على الرغم من التزام وحدات القوات المسلحة والأمن بالتوجيهات الصارمة التي أصدرها الأخ المناضل عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء، وذلك لما من شأنه تفويت الفرصة على المليشيات التابعة للفرقة الأولى وحزب الإصلاح وجامعة الإيمان وأولاد الأحمر في الاستمرار في اعتداءاتها على المرافق العامة والخاصة وعلى المواطنين وإقلاق السكينة العامة في عدد من أحياء العاصمة، فقد كان من المعول على من يحركون تلك المليشيات ودفعها إلى التمركز في أسطح المنازل والعمارات المرتفعة إما لقنص الدوريات العسكرية والأمنية أو لإثارة الرعب والخوف في نفوس المواطنين أو بغرض إيقاف حركة المرور في بعض أحياء العاصمة أن يتجاوبوا مع إرادة السلام وأن يتوقفوا عن أية تصرفات خارجة على النظام والقانون وأن يعودوا إلى جادة الحق والصواب، مستشعرين عواقب الجنوح إلى العنف وما يترتب على هذا الجنوح من مآسٍ وويلات وكوارث وأخطار سواء عليهم أو على أولئك الذين يدفعونهم إلى محرقة الموت لا لشيء وإنما لمجرد إشباع نهمهم من الدماء والأشلاء وأجساد المغرر بهم الذين يُساقون إلى معركة ليست معركتهم وإنما معركة مجموعة من الانتهازيين والمتاجرين بمقدرات الوطن وأمنه واستقراره، الذين لا يجهل أبناء شعبنا حقيقتهم وحقيقة ما يطمحون إليه وما يسعون للوصول إليه من وراء تلك الأفعال العدوانية والتخريبية.
وعليه فإذا كان أبطال القوات المسلحة والأمن قد توقفوا منذ لحظة صدور توجيهات نائب رئيس الجمهورية نهائياً عن إطلاق النار من جانب واحد رغم كل الاستفزازات من قبل مليشيات التمرد التابعة للفرقة الأولى وحزب الإصلاح وجامعة الإيمان وأولاد الأحمر، فلأن هؤلاء الأبطال تحكمهم ضوابط الالتزام بتوجيهات القيادة السياسية بشكل صارم لا يقبل الجدل وتمثل هذه التوجيهات في كل تصرفاتهم وأفعالهم مؤمنين إيماناً لا يتزعزع بأن من دعاهم إلى التوقف عن إطلاق النار قد انطلق مما تقتضيه المصلحة الوطنية ومصلحة اليمن وأبنائه، فقد كان من المؤمل أن لا تغيب دلالات هذا الالتزام عمن قاموا بدفع مليشياتهم المسلحة لاتخاذ المتظاهرين دروعاً بشرية وبما يسمح لهذه المليشيات بإقامة المتاريس والحواجز وقطع الشوارع كما حصل في شارع الزبيري وشارع بغداد وشارع هائل وشارع الجامعة والتي تعرضت فيها المنشآت العامة والخاصة للاعتداء في محاولة لتعميم الفوضى وإشاعة الخوف والقلق في العاصمة صنعاء بهدف تحويلها إلى مدينة أشباح تسيطر عليها المليشيات المسلحة سواء بسواء كالعاصمة الصومالية التي تقاسمت أحياءها المليشيات فصار لكل حي فيها قوانينه وأنظمته وقواعده في اللعبة.
وما لم تفهم قيادات هذه المليشيات مثل تلك الدلالات فإنها بذلك تكون قد جنت على نفسها وعلى من جندتهم لأعمال الفوضى والتخريب وجعلت نفسها في مواجهة مع الشعب اليمني الذي لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من العبث الذي تمارسه هذه المليشيات ومن يسيرونها أو يستخدمونها لتمرير أجندتهم الخاصة كما هو شأنهم حينما هرولوا إلى ركوب موجة اعتصامات الشباب فكان أول ما قاموا به هو سرقة تطلعات الشباب وأحلامهم عبر إيهام هؤلاء الشباب الأنقياء بأنهم سيدافعون عنهم فيما الحقيقة أن هذا الطابور من الفاسدين الذي جمع في داخله النطيحة والمتردية وما أكل السبع إنما أرادوا الهروب من مآلهم والمصير الذي يلاحقهم بسبب فسادهم وأخطائهم وآثامهم سعياً للاحتماء بالشباب ونقاء مطالبهم وذلك ما اكتشفه الشباب مؤخراً الذين وقع الكثير منهم ضحية ذلك الطابور الكرتوني، وأدرك الشباب لماذا انقلب هؤلاء على الشرعية الدستورية والديمقراطية، ولماذا يسعون إلى إغراق البلاد في دوامة الفوضى والعنف والتدمير والتخريب، ولماذا تراودهم الرغبة في اللعب بالنار مع أنهم لا يجهلون حقيقة أنهم سيكونون أول من سيحترق بالنار التي يشعلونها.


كلمة الثورة