نعم .. قد يتزحزح ذلك المارد ، ويستيقظ في ذاته طفل المشاعر ، وتنزل دمعة رجل على خده الصخري لتعلن استسلامه للعاطفة الجياشة ، لعل دمعة الرجل تغسل غبار السنين من على وجهه ، لعلها تخفر خندقا على تلك الصخور الملساء التي طالما حبست وراءها أطنانا من الجمود.
حواء وحدها قادرة على قهر ذلك العملاق ، طويل القامة ، ذو الشعر المشابك ، والسحنة السمراء التي ضربتها شمس العمر حتى غطت بعضها بعقود من تعب ، لقد آن لهذا المارد أن يخر على ركبتيه و يبكي بكاء حار لطالما اشتاق له كثيرا ، لعل الدموع تذرف فتصل الأرض لتعانق الرمل بعد رحلة طويلة جدا.
يالها من رحلة ، وياله من عذاب ، وياله من غرور ، ما أحلى أن يعود إلى حواء ويرمي بثقل السنين من على ظهره ، وتشرق في بيته كل يوم شمس جديدة ، ويشرب من عينيها أملا جديدا كل يوم ، يمسح بهذا الأمل على جبينه ليزداد بريقا.
ودمتم ,,,
Bookmarks