السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قرأت في كتاب عدة الصابرين لابن القيم الجوزية أن الصبر عن محارم الله
أيسر من الصبر على عذابه ، وأن للنفس قوتان : قوة الاقدام وقوة الاحجام !
وأن للصبر قسمان أحدها يقع على البدن ، والآخر يقع على النفس .
وأن للصبر أنواع وأشكال منها :
1) الصبر عن شهوة الفرج المحرمة / سمي الصبر عفّة.
2) الصبر عن شهوة البطن / سمي صوماً وشرفاً.
و في الصبر على الشهوات ..
قال قتادة : خلق الله سبحانه الملائكة عقولا بلا شهوات ، وخلق البهائم شهوات
بلا عقول ، وخلق الإنسان وجعل له عقلا وشهوة ،
فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم .
3) الصبر عن إظهار ما لا يحسن إظهاره من الكلام / سمي كتمان سر وإمساك لسان.
4) الصبر عن فضول العيش / سمي زهداً وقناعة.
5) الصبر عن إجابة داعي الغضب / سمي حلماً.
6) و الصبر عن داعي العجلة / سمي وقاراً وثباتاً وضده الطيش والغفلة.
7) الصبر عن إجابة داعي الفرار والهرب / سمي شجاعة.
8) الصبر عن إجابة داعي الإنتقام / سمي عفواً وصفحاً.
9) الصبر عن إجابة داعي العجز والكسل / سمي: كيساّ.
وأما فضل الصبر :
قال سبحانه :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " [ البقرة 153 ]
قال تعالى : " إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "
[ آل عمران120 ]
قال تعالى :
" وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ(22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ(23)سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ(24) "
[ الرعد ]
ثمار الصبر :
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ ، قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ ، فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : " ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " [ أخرجه الترمذي وأحمد ] .
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه قال : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا ، وَقُلْتُ : إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا ؟ قُلْتُ : إِنَّ ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ ؟ قَالَ : " أَجَلْ ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى إِلَّا حَاتَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
دمتم في كرم الله ..
Bookmarks