قصيدة يمنية تبكي الإسلام منذ أكثر من ستين عاما
عزام هذي زفـــرةٌ أطلقت * من لهب الــــروح ومن ذوبــــــــــهِ
ثـارت علـى صمـتـي وضـاقـت بــهِ *وفـجـرت دمـعــي مـــن غـربــهِ
فــي مـوكـب البـعـد يـذيـع الـهـوى*ويـخـرج المسـتـور مـــن حـجـبـهِ
ويـذهــل الـعـاشـق عـــن عـقـلـه *ويكـشـف الهـيـمـان عـــن قـلـبـهِ
فلتنـظـر الإســـلام مـــا بـالــه *أجمـعـت الـدنـيـا عـلــى حـربــهِ
قـاطـعــهُ حــتّـــى حــواريـــهُ * وأجـفـلـوا عـنــه وعـــن قـربــهِ
عــلام هــذا الـخـوف مــن نــوره *وفـيـم هــذا الضـيـق مــن حـبـهِِ ؟؟
ســـاد عـلــى الـدنـيـا بسلـطـانـه * فارتـاعـت الأعــداء مــن غـضـبـه
فجـاء مــن يطـويـه فــي عصـرنـا * مـن مـجـده المـاضـي ومــن غيـبـه
يـأخــذ عـــن أعـدائــه رأيــــه *فــي سعـيـه الأعـمـى وفــي دربــهِ
ويـقـبـل الـزعــم بـــأن الـــدواء *مــن كـفـهِ يفـضـي إلــى نـحـبـهِ
فيـخـجـل المـسـلـم مـــن ديـنــه *كـأنـمـا يـخـجـل مـــن ذنـبــه ؟!
وانـظـر إلــى الأوطـــان منـكـوبـةً*تخـبـط فــي اللـيـل وفــي رعـبــهِ
فــي كـــل أرض وطـــنٌ مـوثــقٌ *يعـيـش فــي القـيـد وفــي كـربــهِ
قــد عـقّـهُ الـخـارج مــن صـلـبـهِ* وخـانــه الـنـابـت مـــن تـربــهِ
قــد شـاركـوا الطـاعـم مــن لحـمـه *وسـاعـدوا الغـاصـب فــي غـصـبـهِ
يـرتــزق الـخـائـن مـــن بـيـعـه *ويـأكــل الـظـالـم مـــن نـهـبــه
والـنـادب الـبـاكـي إلـــى نـعـشـهِ* يسعـى مــع السـاعـي إلــى صلـبـهِ
يعـطـونـه فـــي خـطـبـه أدمـعــاً * تـزيـد فــي الخـطـب وفــي جلـبـه
مــا فـعـل الإســلام فــي شـرقــه * مــن أجــل بـغـداد وفــي غـربـهِ ؟!
يستنـجـدُ الـجـرح بـنــا صـارخــاً * فتمـسـك الأيـــدي عـــن رأبـــهِ !
فـمـاهـو الإســــلام؟ مـاِشـأنــهُ؟ *ومـا انسـيـاق الـنـاس فــي ركـبـهِ !
إن كــــان شــــراً فـلـنـنـددبـهِ *ولنـطـلـع الـدنـيـا عـلــى ثـلـبـهِ
أو كــان لـفـظـا خـاويــاً زائـفــاً *فلنجـمـع الأمــر عـلـى شـطـبـه ؟!
أ صــار عيـبـا أن يـرانـا الـــورى* مــن ذادة الـديـن ومــن حـزبــه ؟!
وليـس يرضـي الـغـرب مـنـا ســوى * أن نـنــزع الأرواح مـــن حــبــهِ
ولـيــس يكـفـيـه بـأنــا نــــرى * قيــــداً يدميهِ على ثــــــــــوبهِ ؟
محمد محمود الزبيري 1947م
Reply With Quote
Bookmarks