(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) صدق الله العظيم

في تعد جديد وسافر اعادت 17 صحيفة دنماركية نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يظهره على أنه إرهابي، ضاربة عرض الحائط بمشاعر مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.

فبسبب ضعف الأمة وتنازلها عن عزتها وكرامتها تجرأ هؤلاء على التعدي مرة أخرى على نبينا محمدعليه الصلاة والسلام، اكرم خلق الله على الله.

لما تقاعست الأمة عن نصرة الدين، طال الاستهزاء ذلك الرمز وتلك القيمة التي لا تضاهيها قيمة في حياة المسلم «لا يكتمل ايمان احدكم حتى أكون احب اليه من نفسه التي بين جنبيه» أو كما قال محمد صلى الله عليه وسلم، معلم التوحيد، وخير أنبياء الله وخاتمهم.

وحين تريد الأمة أن تنصر نبيها فلكل منا دور لابد أن يقوم به، ونبدأ بزعمائنا وقادتنا فنقول لهم: الا يمكن ان نقاطع هؤلاء الذين اعتدوا على اعز ما نملك وتملكون؟ اليس نبينا أعز علينا من اي صداقة أو سلام مع هؤلاء الكافرين الذين اعتدوا عليه وعلينا؟، أليست تلك أمانة في أعناقكم يا ولاة أمرنا؟، الا يمكن لكم ان تحكموا شريعة نبيكم، وأن تفسحوا الطريق للعلماء والدعاة الربانيين، بأن تجعلوا دفاعكم عن نبيكم بمقاطعة المستهزئين كما تقاطعون وتردون المعتدين، فلن يُصلح حال الأمة إلا بصلاحكم انتم قادتنا.

كما نوجه رسالة إلى علمائنا ومفكرينا ودعاتنا ونقول لهم: كفاكم اختلافا وشقاقا ولتجتمعوا على أمر دينكم، ولتجمعوا الأمة من خلفكم ولتوحدوا صفوفكم لتقوى شوكتكم، ولتعلموا ابناءنا من هو نبيهم قبل أن تشوه افكارهم ويهون عليهم امر دينهم. حتى لا يصبح غاية ما نستطيع فعله هو تأليف الأغاني والموسيقى والاوبريتات لنصرة الحبيب.

اما انا وأنتم اخواني - من عموم الأمة وعامتها - فأين نحن من محبته والالتزام برسالته، الا تستطيع «إن كنت مؤمناً به حقاً» أن تقيم سنته في بيتك وعلى أولادك، أفلا تستطيع أن تهجر المعاصي وتبادر بالتوبة وتصدق في اتباعك له، افلا تستطيع اثبات محبتك لنبيك، حتى تكون وتكونين قدوة لأجيال تتربى على حبه واتباعه.

إن اول ما يكون لنصرة محمد صلى الله عليه وسلم هو اتباع منهجه واحياء سنته، وتربية اولادنا على محبته، وان نجعله احب الينا من اموالنا واولادنا وانفسنا «كما أمرنا»، فأين نحن من ذلك؟!

إن أخوف ما اخاف ان يخرج علينا من بين ظهورنا من يقول كما قال عبدالمطلب يوم اراد «أبرهة الأشرم» ان يهدم الكعبة: (للبيت رب يحميه)، ساعتها فقط لابد من كتابة شهادة وفاة مليار ونصف المليار مسلم، ولا تعجب من هذا الكلام فمجرد سكوتك وسلبيتك تجاه هذه الإهانة وهذه الرسوم، هو موافقة على تلك الجملة دون ان تدري.
اتمنا ان نسمع لبيك رسول الله قولا وفعلا من أبناء خير امه اخرجت للناس .
دومتم جميعا بخير