هل هناك خلافات استجدت أخيراً بينك وبين الرئيس علي عبدالله صالح?
لا توجد خلافات شخصية بيني وبين الأخ الرئيس، وإذا حدث هناك من تباين في وجهات النظر فهذا يحدث في كل أسرة وفي كل حزب، والخلاف لا يفسد للود قضية، وعلاقتي مع الرئيس علاقة قديمة يمتد عمرها لأكثر من 30 عاما.
متى آخر مرة تحدثت معه.. ولماذا لم تلب طلبه وتوافق على زيارة اليمن?
اتصالاتنا مستمرة ونتحدث من حين لآخر عبر الهاتف وعبر الرسائل، واتصالاتنا هي لمصلحة اليمن وأمنه واستقراره، وللأسف، أن هناك من يحاول زرع الخلافات بيننا وهؤلاء لا يفكرون إلا في خدمة مصالحهم الشخصية وهم يشكلون خطراً على الوطن والمواطن.
قبل ايام نشرت الصحف أنك التقيت الاخ علي سالم البيض في أبو ظبي، وكانت هناك جلسة سرية مغلقة جمعتك به?
تعودنا على مثل هذه التسريبات البائسة والمضللة من مواقع وصحف محسوبة على جهات نعرفها، إلا أننا نستغرب أن يتم تسريب مثل هذه الأخبار من مواقع محسوبة على أحزاب نقدرها ونحترمها كما أشرت بذلك في حديثي مع صحيفة الوسط اليمنية في بداية هذا العام، وهناك بعض المواقع تسرب مثل هذه الأخبار لأخذ سبق صحافي وزيادة مبيعاتها
هل أنت على اتصال برفيقك البيض?
نتواصل في المناسبات الوطنية والدينية والشخصية، كما أنني على اتصال مع جميع الأخوة والرفاق في الداخل والخارج، واتصالاتي ولقاءاتي معهم هي امتداد لعلاقات تاريخية مستمرة منذ زمن بعيد وكلها لخير الوطن والمواطن اليمني.
كيف تنظر إلى عناصر المعارضة الموجودة في الخارج.. هل لديها برنامج أم أنها تريد العودة مقابل الحصول على مكاسب ومناصب?
بإمكانكم أن توجهوا مثل هذا السؤال إلى قيادة المعارضة في الخارج للرد على سؤالكم في ما يتعلق بنشاطها وبرامجها في الحاضر والمستقبل ، وكما تعلمون بأن بعض القيادات عادت إلى اليمن في الأعوام الماضية وبعضهم عاد على الطائرة الرئاسية أما فيما يتعلق بالحصول على مكاسب ومناصب فنحن لا علم لنا بذلك وبإمكانكم الاتصال بهم للتأكد من ذلك.
الرئيس علي عبدالله صالح طلب من الجميع حتى المحكومين بالإعدام العودة... فلماذا لم يعودوا حتى اليوم?
خطوة طيبة أن توجه مثل هذه الدعوة إلى قيادات المعارضة بالعودة إلى الوطن ولكن البعض ربط مثل هذه العودة بمعالجة مشكلات الذين عادوا سابقاً والقرار بالعودة إلى الوطن هو قرار شخصي وقد عاد البعض بإرادته وقناعته وقد اختار البعض الوقت المناسب لهذه العودة ونأمل أن يعود الجميع إلى الوطن الذي يتسع لكل أبنائه.
هل أنت بالفعل ممنوع من العودة إلى اليمن?
لقد كان خروجي من صنعاء عام 90 من اجل التسريع بقيام الوحدة، وقرار العودة هو قراري وسأختار الوقت المناسب لهذه العودة فالوطن ليس ملكاً لأحد حتى يقرر من يدخل ومن يخرج ومن يعود إليه فقد ضحينا من اجله بشبابنا وخيرة رجالنا لنحيا حياة حرة كريمة، وقد استمعت إلى تصريح لأحد المسؤولين في حزب المؤتمر بشأن العودة إلى اليمن، ومثل هذا التصريح يسيء إلى حزب المؤتمر وقيادته وحكومته ورئاسته قبل أن يسيء لي شخصياً، وأتمنى من الله أن يحمي الوطن من أمثال هؤلاء الذين يثيرون الأحقاد والفتن بين أبناء الوطن.
الرئيس اليمني استرجع غالبية الأراضي والأملاك المؤممة في الجنوب فهل استعدت منزلك وأملاكك?
أنا لا أريد التحدث عن هذا الموضوع -الشخصي- فاعذرني من الإجابة عليه، فانا اعتبر اليمن هي بيتي الكبير، ونأمل أن يعم الأمن والاستقرار والوئام والسلام ربوع وطننا الحبيب.
هل لا يزال لديك طموح بالعودة إلى كرسي الرئاسة، وهل أنت واثق من قواعدك الجماهيرية في الحزب الاشتراكي?
لقد غادرت السلطة ولم أغادر الحياة السياسية، والخروج من السلطة ليس نهاية الحياة، وقد جربت السلطة والمسؤولية في جميع درجاتها ومراتبها من محافظ حتى رئيس للجمهورية، وأنا ارتبط بعلاقات واسعة مع الحزب الاشتراكي اليمني وغيره من القوى السياسية، بالإضافة إلى علاقتي مع جميع جماهير شعبنا اليمني ناهيك عن علاقات متميزة مع شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية يمنية وعربية ودولية، وهناك مثل يقول : "لا ينتهي المرء عندما يخسر... وإنما عندما ينسحب".
علي ناصر محمد يتنقل بين دمشق وأبو ظبي... هل هذا أمر مريح أم أن في التنقل فوائد?
تنقلاتي لها علاقة بنشاط المركز العربي للدراسات الستراتيجية في هذه البلدان التي أشرتم إليها وقد افتتحت في اليمن فرعاً له وأتابع نشاطه باستمرار عبر الزيارات والاتصالات الدائمة مع إدارة المركز العربي في صنعاء.
هل ترى أن الوحدة اليمنية تمر هذه الأيام بمراحل صعبة?
لا شك أن هناك صعوبات سياسية واقتصادية واجتماعية تمر بها البلاد بسبب عدم معالجة أثار حرب عام 1994 في حينها، وما نتج عنها من تسريح للعسكريين والمدنيين، إضافة إلى استيلاء البعض على الأراضي ومنازل المواطنين، وكنت أتمنى وضع حد لمثل هذه الممارسات قبل حدوثها وبعدها، وانتم تعرفون أن محافظات كاملة كانت تعيش من المؤسسات العسكرية والمدنية فلا تجارة ولا زراعة ولا مغتربين ومصدر قوتهم ورزقهم من هذه المؤسسات وليس لهم مصدر دخل آخر، وهؤلاء أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والمواطن والمثل عندنا يقول : "قطع الأعناق ولا قطع الارزاق"، وقد نبهت إلى ذلك في صحيفة الحياة اللندنية العام 1994 .
وطالبت حينها بالمعالجة الفورية لهذه المشكلة وبالحوار مع الطرف الآخر وقلت حينها أن النصر العسكري هو نصر موقت وان الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً.
يتحدث الناس في مقايل عدن أن المحافظات الجنوبية تعاني من الغلاء والبطالة وعدم وجود فرص عمل لأولادهم خريجي الجامعات?
سمعنا بمثل هذا الكلام، ونحن نأمل اتخاذ المعالجات العاجلة والسريعة لحل مثل هذه المشكلات لأن ذلك سيخفف من حالة الاحتقان التي أدت إلى الاعتصامات والمظاهرات التي تشهدها الساحة اليمنية اليوم.
في كتابك الأخير »عدن التاريخ والحضارة« قلت: ليس غريباً ان يسكنني حب عدن حتى الهوس ويتغلغل في فلا أرى في صحوي ومنامي غيرها، أميرة لعشقي، قبطانة البحر وعروس الخليج، ويظل اسمها نوراً يهدي قلبي كما تهدي منارتها الشفق الحائر في المحيط إلى بر الأمان«.
والسؤال: هل مازالت عدن أميرة قلبك وعشيقتك?
نعم إنها عشيقة قلبي وقلبك وقلب أسرتك التي تشرفت بحمل لقب منصب عدن الذي ناله جدك ابو بكر بن عبد الله العيدروس "شمس العلماء" الذي ردد الناس يوم دخوله عدن الأشعار والقصائد مبتهجين به فقالوا :
العيدروس دخل عدن
يا سما صبي لبن
ونحن نكن لهذه المدينة وأهلها الطيبين كل الحب والاحترام والتقدير، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن يحل الأمن والأمان والسلام في هذه المدينة التي هي الحضن الدافئ لكل أبناء اليمن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
Reply With Quote
Originally Posted by سيف العدل
Bookmarks