من أرض نخلة هرول الشعراء
والشعراء قامات النخيل
وقامتي كل النخيل
( ترومنت ) كل النخيل عداي يا أبتاه
والرمل المدهن بالسراب
وبشرة البيداء مثل يد( الكليم)
وقامتي خيط نحيل
عالق في لكنة الرمل
التي تستروم القامات
لو أن السماء
عمادها جسدي النحيل
عصا الكليم
شققتها قلما وقرطاسا
ومن روحي
نفخت الشعر بينهما
وقلت لقلبي المكلوم
غيظ الحبر
فاسرج لي خيوط الضوء
تعرج بي
إلى حبر الأصيل
الآن_
يا وهج الأصيل
يسيل من جسدي النحيل
مرتل الأنات
يتلوه اعتصام الماء
قرآنا على روح النخيل
أنا نبي الشعر
نخلة أرض كل الأنبياء
شواردي شهب
وآياتي نجوم الكبرياء
مدائحي سور
تلقاها ملائكة الإباء
ظللت أتلوها
وعنق النخل في عنق السماء
اليوم يا ابتاه
لا وحي سوى هذا الرثاء
بكائي العرجون
أين نظرت
مرآتي بكائي
لانخيل غير أخشاب خواء
عاريات السعف
من_واحر قلباه_ استرق النخل؟!
ثلم سعفها المسلول؟
سلبه عناقيد الإباء؟
جلالة القنوان؟
لاقنوان غير الإنحناء
ترومنت كل النخيل
وأرض نخلة
أرض ذي ضرع لذي روم
وذو روم
ألذ نبيذهم لبن النخيل
محالب الإفرنج
مشرعة بكف البيد
أكثر من خطوط يدي
فاجأني( الدمستق)
في معاركه الأخيرة
حين لاخيل ولا ليل ولاسيف أصيل
كم ثقوب في جدار الماء
ثقبها الدمستق
كي تمر محالب الأفرنج
أضرى من صوارمه على هام النخيل
القوم غير القوم يا أبتاه
فاخرج من خرير الماء
ألق الدلو
كم ولغت كلاب الروم فيه
كرامتي الظمأى تسجديك
الق الدلو
شق قناع هذا الماء
لا(سيف) ولا (هيجاء)
وحدك أيها السقاء
ذو العرق النبيل
على فراش الموت قالت جدتي
في البدء كان أبوك يدعى السلسبيل
سليل رب الماء
كان الدلو كنيته
وفي فلك العلاء أقام برج الدلو
في يده زمام الخصب
كان منار إخوته
جميلا تشتهيه وسائد الأحلام
جذابا تهيم به الرباب
أن ينساب مثل الماء ذلك سر قوته
وديعا كالندى
ومسالما
كالحب
ضاق مدار إخوته
وكان لهم بروج دونه في الحسن
هموا أن يزيحوا برجه الفضي
كان ضباب غيرتهم
يلملهم
على أمر جسيم بيتوه
حين كان أبوه في إسفنجة التكوين
وانتفض المدار
وراشت الأبراج سهم البغي
والميزان شاهت كفتاه
كأنما شر_أحس السلسبيل_
يدق باب مقامه العالي
ذيل (العقرب) الناري
هشم نافذات البرج
طيش (الجدي)
يعبث في زخارفه بتحريض من (العذراء)
(والميناطور)
يحفر تحته نفقا بحجم (الحوت)
حين تنكب السرطان قوس البغي
كان الحوت تحت البرج
و(الأسد )استوى أعلاه
ألفى السلسبيل
عصابة الأبراج تنهش في حطام البرج
سال النور من عينيه
ان تتحجرا
خير له من أن تكونا عش بركان
وأسراب ألأناة تفر عبرهما
وروح الصبر
ينثر نفسه في سورة البركان
زمهما
على صور الخراب
لعبة الطوفان
لو أذنت يداه
لدمر الطوفان إخوته
وألقى بالمدار (ليم ) قربانا
حليم كالمسيح أبوك
أن ينساب مثل الماء
ذلك سر قوته
قوس سلام
سلام
امتدت جناحاه
وبين الحوت والحمل استدارا هيئة العرجون
والعرجون قوس محبة وسلام
اتخذت حروف لغاته القزحية
السبع السلام رسالة لتحالف الأبراج
خدايا جناحايا
وأيهما صفعت فدونك الثاني
فليبق العلاء خميلة زرقاء
حيث غفوت أعشاب السلام
أرائك رحباء
دانية غصون الأمن
من مهج الخلائق
والنجوم مشاعل
في كل فج من فجاج الكون
حجاج السلام
يهرولون عليه
في شغف إلى عشب السكينة
يا أولي الأبراج
إن يدي ما كانت
لذرو الموت في جسد المدار
خذو مكاني في زمردة البروج
وجمدوا هذا العداء
تزبدت روحي على شط الرجاء
تكاد حنظلة الشقيق تقطرن الأقمار
جللت الضغائن إخوتي
ووريقتي أصفرت
سألصقها على غصن رؤوم
في مدلر لونه لوني
هناك على السحاب
هناك
خبأت (الرباب)
هيامها بأبيك
وارت رغبة التكوين
حك البرق بشرتها
وحرك طلسم الإغواء
حين هوى أبوك كنيزك عار
على متن السحاب
تثآبت طربا
وأسبلت الرباب دروب لهفتها عليه
أثار شهوتها
وسل رغائب الذكرى
وفي سطر من العشق المقدس وقع الإلفان أوراق التماهي والحلول
على بساط الماء كانت أرض نخلة مهبط الإلفين
قالت جدتي
ودحا الإله الأرض
دورها كعين أبيك
أجراها بجفن الكون
ثبت أرض نخلة بؤبؤا في بؤرة التكوين
ثم تتابع التكوين
أبيضه
أسوده
أشقره
وأحمره
فكان الكوكب الأرضي
خلقا بعد خلق
ثم سول بعده لإبيك
أن يطأ الرباب
وأن يخضب من بكارتها بنان النخل
حين تدفقت
واعشوشبت
من مائها الأشواق
هبت من ديار الروم عاصفة
وفاحت رغبة الإغواء
كان أبوك يلهو في بساط الماء
كانت ربة الأفرنج
أظمأ من شفاه النار
أشبق من شفاه أبيك
سنت شعرها الرومي
واتخذت جوار أبيك مغتسلا
وعانق جسمها الفضي جسم الماء
ضاعت في حباب الماء
مرت غمزة
صعقت فؤاد أبيك
واشقرت أرادته
ثم تمغنطت بالماء
حين رأى مفاتنها انتشى
نسي الرباب وهام صوب الروم
كل الماء
برمله على إبل
تغذ السير صوب الروم
زمزمت الرباب
حبابها الرقراق
ثم طوت بساط الماء
والتحفت خيوط الشمس
تاركة أباك يهيم سقاء
محيانا تهدل من نزوح الماء
قاحلة وجوه العرب يا(عبدان)
كم ستظل عبدانا
أنين النخل في الزوراء
أرقني إلى صنعاء
هذي ربة الأفرنج ما ا نفكت محاقنها الطفيليات
تعجى جرحنا المنكوء من حلب إلى يافا إلى قانا إلى سيناء
أنبأني(أبو دلف بأن حصاني المنسي
في (بوان) غربته
أضاع صهيله العربي
((أنكد هذه الدنيا مصادقة امرئ مامن عداوة مثله بد))
مكتوبا
قرأت على كفوف البيد
سوف تموت محصورا
)كتموز القتيل(
مشنوقا (كتموز الشهيد)
ترومنت (جُمل) وممدوحوك هجاءوك
لا (سيف ) ولا (كافور(
ا(لإخشيد) موتورون)
و(الأمراء )سقاءون
و(آل ضبة ) يعبدون (هرقل)
في أرض الخليل
يارب القوافي
آل ضبة كذبوا آياتك
انتهكوا عيون الشعر
واعتقلو الخليل
وآل (حمدان )
تخلوا عنك
واندحرت جنود (أبي عقيل)
إن (أبا العشائر) فيعشيرته ذليل
لا تؤمل فيه
ريح هجائك المسموم
أسد( فاتك) المذموم
هرول صوب أرض الروم
مكتوبا قرأت على شفاه الرمل
سوف تموت محصورا كتموز القتيل
قرأت حتفي وابتسمت
وقال لي أحد العبيد
البيد بدل جلده
وبدا أبد من المبيد
ذرت جيوب الريح فيه
الصافنات من الجنود
مشرنقات في نهود الرمل
حبلى بالجنود
كأنها بيض الأفاعي فقست عن كل سود
زاحفات نحوناولها زئير كالأسود
تظلها طير مجنحة كعنقاء الجدود
لعابها غاز رصاص ذائب نار الوقود
منية رقطاء إن قاومت أو ذل القيود
أو استجرت فلا مجير(للمسيح )من اليهود
الدرب( عاقول)
ولن ترقى (السماوة )من جديد
(منبج ) خذلتك (طرسوس)
وحتى( ابن العميد)
أوقعت كل قصيدة
ووقعت في بيت القصيد
إذا النخيل( تشكنزت)
وإذا القصائد هرولت
وإذا الخيول رمت
سنابكها
وآثرت العويل
جعلت كل قصائدي( واحر قلباه)
وأحرقت المدائح منسدا ((يا امة ضحكت....))
Bookmarks