نعالُ صبي مُقاوم أشرفُ منهم جميعا ً...
ها ، وقدْ انكشفَ الأفقُ ، واشرأبتِ الأعناق ، وحامتِ الصقورُ على الطرائد ، فمِنَ المُعيب بلْ مِنَ
العار أنْ لا تتصفحوا الدمَ العراقيَ الذي هو وحدَهُ مَنْ رأى كلّ شيءٍ وكأني بكمْ غداً حينَ تبتلعُ
الأرصفة ُسُرَفَ الدباباتِ ويَركلُ الصبية ُخُوذ َالجنودِ ويُبصقُ العراقيونَ على مُؤخراتِ الفولاذِ وثقوبِ
الأحزمة ، كأني بكمْ ستمشونَ في الشوارع دونَ أنْ يراكمْ أحدٌ ،
وتدخلونَ مقاهيكمْ دونَ احتفاءٍ مِنْ
أحد ٍ، وسيقالُ عنكمْ مهما حاولتمْ الاختفاءَ وراءَ تلميعِكمْ للوعْي وملكوتاتهِ : هؤلاءِ مِنْ مُخلفاتِ
الاحْتلال ِ، ويا لـهُ مِنْ توصيفٍ مَاردٍ لنْ يتركَ لكمْ غيرَ خيار العُزلةِ بعدَ أنْ يأنفَ ماسحُ أحذيةِ المارةِ مِنْ
أنْ يُمررَ يدَهُ الشريفة َعلى رؤوسِكُمْ التي مَنَحَتِ المُحْتلَ يوما ًمَا شرعية العُهْر الذي حَرستموهُ
بأقلامِكُمْ ..وَمِنَ المُؤسفِ حقا ًأنّ الحربَ لمْ تُبْق ِمِنْ ارشيفِ الصحفِ والمجلات ما يُستدلُ بهِ على
نفاقِكمْ حينَ كنتمْ تزحفونَ على البطون صُعُوداً ونزولاً لغرفِ رؤساءِ التحرير لتقديم ولاءاتِكُمْ وبيعاتِكُمْ
إلاّ ما أرشفتموهُ أنتمْ وأخفيتموه ُعنْ عيون ( المُناضلين والمُحرّرين) الذين قدّمتمْ لهمْ
ألسنتكم ْعلى أنها ناصعة الكلام !! أنتمْ الـ (الهؤلاء) .. المُصّفقونَ .. الهاتفونَ .. الناهقونَ ..
الراقصونَ على طبول الانبطاح الذي بررّتموهُ على أنه (وطنية لا بُدّ منها ) !! بماذا تفسرون تلميعَكُمْ
للمُحْتل وحكوماتهِ الجاهزةِ التي قدّمتِ الوطنَ قربانا ًلذابحيهِ ؟ مَا زالتِ الصكوكُ الرّئاسية ُتتقافزُ من
جيوبكمْ ، ما زالتِ القاعاتُ تصُمّ آذانها من تبجحاتِكُمْ بـ (الوطنيةِ التي لا بُدّ منها ) ما زالتِ البنوكُ
تحملُ خَدَرَ مَرافقِكمْ في انتظار الرّاتب الرئاسي كلّ شهر !! وحينَ حلتِ القيامة خلعتمْ صاحبكمْ
ومجّدتمْ المُحتلَ ومخلوقاتهِ ، على مَنْ تضحكونَ؟ وبمَنْ تشمتونَ ؟ ومَثلكُمْ كمثل الضاحكِ على دمهِ
والشامتِ بجرحهِ .. أنتمْ الذين تؤسسونَ لثقافةٍ عمرُها من عمر المُحتل مُتيقنين من أنّ حركاتِ
أصابعِكُمْ خاوية ٌكخواءِ (مُحرّركمْ الشريف) وأنّ أقلامَكمْ تشتم ُالحِبْرَ الذي تكتبونَ بهِ ، على مَنْ
تكذبون ؟ أيتها النعاماتُ المُستسلمة ُالتي تبرّرُ الخديعة َوالنفاقَ بقِصَر ذاتِ اليد !!! وهو مُبرّرٌ
منطقيٌ جدا ًللذي لا يعرفُ شعابَ مكة !!.. ها أنتمْ تتدافعون لـ(تبييض) وجوهكم أمامَ المُستعمر
وحوارييهِ ... يا لكمْ من أغبياءٍ مهرةٍ .. لقدْ أصبتمْ غنيمة ًحينما كنتمْ تحملونَ الوجعَ العراقيَ وأعدّتمْ
الغنيمة َحينما ألقيتمْ أشرعتكمْ في ميناءٍ عائم ... بماذا ستعتذرون غداً للعراق حينَ تصهلُ الخيولُ
وتتناثرُ الحقائبُ على الطرقات ، ويلمّ الصبية ُأحذية القادمين على الدبابات العَاهرة .. عندها
ستركُلكُمُ المآذنُ والحاناتُ والمتنبي وكافكا وأخوانُ الصفا وبريتون والجاحظ والجواهري ونيتشه
ورامبو وسارتر .. و .. و..و.. و..و.. حتى تتقيحَ مؤخراتكُمْ .
ها.. أنتمْ تقطفون عيدانَ الكلمات بدلا ًمن سنابل الحقيقة ... سرفانتيس كان يعنيكُمْ تماما ً، على
مَنْ تراهنون ؟؟ على (حكومةٍ) ملأها المُحتل قطنا ًمن رأسِها لقدميها ... تلك الدُمى التي تحرّكُها
أصابعُهُ ومتى ما مَلّ منها ألقى بها خارجَ الهَوَس ، هلْ للدميةِ حولٌ أو قوة سوى ما يمنحُها اللاّعِبُ
الماهرُ آدمية ًمُؤقتة ً.. لنْ تقبلكم سيدوري في حانتها الكونية ، ولنْ يقدّمَ لكمْ دانتي حكمته
بلفائفِ الدهشة .. أيتها البالونات التي تختفي بالعاقول عن الإبر ، إني أشفقُ عليكمْ .. ألمْ أقلْ
لكمْ ذاتَ ارتطام ٍرُجّوا النصيحة َقبلَ استعمالها .. كشفتمْ عن عَوراتِكُمْ فدخلتِ التأريخَ .. أدمنّتمْ
التقيؤاتِ وجاهرتمْ بالمُمكن من الجُبن ، وجلستمْ تحملقونَ بالشاشات الإكترونية لتبرّروا موتكم
العفن .. إنّ مقاساتِ ألسنتِكُمْ طولَ ذراع .................................................. ..... .. خلعتمْ
سراويلكمْ ورفعتموها راياتٍ بيضاً لتمروا أمامَ الدبابات بأمان ٍشاحب .. منكمْ مَنْ تبرّأ ممّا كتبَ .. لا
ضيرَ ليسَ للشرف لديكم مكمنٌ .. ومنكمْ مَنْ كان لا تأخذهُ في الصكوك لومة ُ لهاث ٍوحينَ تباكى
على ((إيفاده)) وظفرَ به نهق فصارَ شهيداً بـ(سياط النظام) .
إن مَنْ منحكم سُلّمَ التقيؤ في صُحُفهِ النتنة يعلمُ جيداً أنّ الذي يضعُ وطنه على الأرصفةِ أمام
السماسرة خليقٌ بكل الرذائل الكونية ... صارتْ وجوهكم بوستراتٍ مقيتة ًعلى أسيجة الأحزاب ،
وأوراقكم الرمادية لافتاتٍ عليها فعاد البعوضُ للمستنقعات والذبابُ للجيف .. وزادت شهية نباحِكم
خلف تلفتات الوطن ودماء القتلى تقدّمون المبرّر للقاتل وتمسحون عَورات ذوي اللحى القرمزية
بقصائدكم ومقالاتكم وقصصكم وجعجعات عرباتكم الفارغة .... نعالُ صبي مُقاوم أشرفُ منكمْ
جميعا ً...
هـذه هي حريــة العراق ..التي سوقتوها الينا ** ثكلتكم أمهتكم *
قاف العراق \منقول من اوراقي الخاصة
Bookmarks