--------------------------------------------------------------------------------
-علمتني الاخوة في ظل المحبة:ان اتثي الله اينما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وان اخالق الناس بخلق حسن كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر جندب بن جناده و أبي عبد الرحمن معاذ بن جبل - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه و سلم : قال " اتق الله حيثما كنت و اتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ حسن صحيح . قال -عليه الصلاة والسلام-: وأتبع السيئة الحسنة تمحها.
أتبعالفاعل أنت، والسيئةهي المتبوعة، والحسنةهي التابعة، يعني: اجعل الحسنة وراء السيئة -بعدالسيئة-،إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة؛ فإن الحسناتيذهبن السيئات ، كما قال -جل وعلا-:وَأَقِمِ الصَّلَاةَطَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَالسَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ.
وفيالصحيح، صحيح البخاري -رحمه الله- وغيره أن رجلا من الصحابة نال من امرأة قُبلةفأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بالخبر مستعظما لما فعل، فيسأله عن كفارةذلك، فنزل قول الله -جل وعلا-: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًامِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَىلِلذَّاكِرِينَ فقال له -عليه الصلاة والسلام- هل صليت معنا في هذا المسجد؟ قال: نعم. قال: فهي كفارة ما أتيت.
وهذا يدل على أن المؤمن يجب عليه أنيستغفر من السيئات، وأن يسعى في زوالها، وذلك بأن يأتي بالحسنات، فالإتيان بالحسناتيمحو الله -جل وعلا- به أنواع السيئات.
وكلسيئة لها ما يقابلها، فليس كل سيئة تمحوها أي حسنة فإذا عظمت السيئة وكبرت فلايمحوها إلا الحسنات العظام؛ لأن كل سيئة لها ما يقابلها من الحسنات.
ولهذا جاء أن الرجل إذا غلط أو جرىعلى لسانه كلمة: والكعبة أو أقسم بغير الله فإن كفارة ذلك من الحلف بالآباء وأشباه ذلك أن يقول لاإله إلا الله؛ لأن ذاك شرك، وكفارة الشرك أن يأتي بالتوحيد، وكلمة لا إله إلا اللههي من الحسنات العظام، كلمة التوحيد من الحسنات العظام.
إذنفالسيئات لها حسنات يمحو الله -جل وعلا- بها السيئات، وهذا يدل على أن السيئة تمحى،ولا تدخل في الموازنة، وظاهر الحديث: أن هذا فيمن أتبعها يعني: أنه إذا أتى بسيئةأتبعها بحسنة بقصد أن يمحو الله -جل وعلا- منه السيئات ؛ لأنه قال وأتبع السيئةالحسنة تمحها فإذا فعل سيئة سعى في حسنة لكي تمحى عنه تلك السيئة.
والحديث الذي ذكرنا، وعموم الآية: وَأَقِمِ الصَّلَاةَطَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَالسَّيِّئَاتِ يدل على عدم القصد، فالحديث هذا دل على القصد، يعني: أن يتبعهاقاصدا، والآية والحديث ؛ آية هود وحديث ابن مسعود الذي في البخاري تدل على عدماعتبار القصد، فهل هذا في كل الأعمال؟ أم أنه يحتاج إلى أن يتبع السيئة الحسنة حتىيمحوها الله -جل وعلا- عنه بقصد الإتباع ؟
هذا ظاهر في أثره،فأعظمما يمحو الله -جل وعلا- به السيئات أن يأتي بالحسنة بقصد التكفير، فهذا يمحو الله -جل وعلا- به الخطيئة ؛ لأنه جمع بين الفعل والنية، والنية فيها التوبة والندم علىتلك السيئة، والرغبة إلى الله -جل وعلا- في أن يمحوها الله -جل وعلا- عنه.
إذن فهي مرتبتان:-
المرتبة الأولى: أن يقصد -وهيالعليا- أن يقصد إذهاب السيئة بالحسنة التي يعملها، وهذا معه أن القلب يتبرأ من هذاالذنب، ويرغب في ذهابه، ويتقرب إلى الله -جل وعلا- بالحسنات حتى يرضى الله -جلوعلا- عنه ففي القلب أنواع من العبوديات ساقته إلى أن يعمل بالحسنة ؛ ليمحو الله -جل وعلا- عنه بفعله الحسنة ما فعله من السيئات.
والمرتبة الثانية: أن يعملبالخير مطلقا، والحسنات يذهبن السيئات بعامة، كل حسنة بما يقابلها من السيئة، فالله -جل وعلا- ذو الفضل العظيم.
إذا تقرر ذلك فالحسنة: المقصود بها الحسنة في الشرع،والسيئة هي: السيئة في الشرع، والحسنة في الشرع: ما يثاب عليه، والسيئة في الشرع: ما ورد الدليل بأنه يعاقب عليه.
إذن فالسيئات هي المحرماتمن الصغائر والكبائر، والحسنات هي الطاعات من النوافل والواجبات.