عادتا ما يقع الكتاب الجنوبيون في الكثير من الاخطاء عند عرضهم لما يسمى بقضية الجنوب وتكمن تلك الاخطاء في بعض المفاهيم المتعلقه بمسارات الوحده اوتاريخ اليمن ما بعد 22مايو 1990م ولعل ابرز تللك المفاهيم الخاطئه
هو زعمهم بان حرب 1994م هي حرب شمالية وجنوبية(خالصة) ولكن هذا لاينسجم مع الحقائق الواقعية لهذه الاحداث لاننا اذا ما عادنا لتقصي الحقائق والمعلومات لواقع الحرب لوجدنا ان هناك اكثر من ثلاثه الويه عسكريه جنوبيه شاركة في الاقتتال الى جانب قوات مايسمى بالشرعية الدستوريه لاسيما جناح الزمرة التي نزحت من الجنوب عام 86م بعد الاحداث الدامية التي اسفرت عن لجو الرئيس السابق علي ناصر محمد وطائفة كبيره من انصاره الى اليمن الشمالي حيث قدمت لهم حكومة الجمهورية العربية اليمنية كافة التسهيلات لاحتواهم ومنحهم الاقامه وحرية التنقل وممارسة كل الانشطه السياسية والعسكرية والمساعدات المالية التي اثمرت فيما بعد عن وقوف هذا التيار الجنوبي ضد قوات الحزب الاشتراكي اليمني الانفصالية مندمجا ذلك التيار مع جيش الجمهورية العربية اليمنيه ليشكل جبهات قتاليه استطاعت الانتصار واسقاط الجنوب من ايدي الحكومة الجنوبية التي وقعت على اتفاقية الوحدة .كما ان هناك عناصر اخرى جنوبيه وقفت الى جانب مايسمى بالشرعية الدستورية من قوى سياسيه متنوعه
. وطالما ان هناك وجود جنوبي استطاع تحريك واستمالة جماهير عريضه ضد عملية الانفصال وكذا مشاركاته في صنع قرارت وتخطيطات الحرب فاننا لانجد ما يبرر صلاحية تسمية حرب صيف 94م بحرب الشمال والجنوب حتى اذا وصلت اليوم قناعات لدى الجنوبيين بان الارض الجنوبية ترزح تحت الاحتلال الشمالي فان الاحتلال او الضم لم يكن في بدايه امره الا بمساعدات شريحه كبيره من الجنوبين كانت لديها حسن نية في بقى اليمن موحد فاشراك طائفة من الجنوبيين سياسين وعسكريين وتجار ومواطنيين الى جانب طائفة مماثله من طوائف اليمن الشمالي تلغي كل الادعاات التي تسمي هذه الحرب حرب جنوبيه شماليه
ولكن هذا لايجعلنا اليوم ننفي الاحتلال في ظل وجود سياسات عنصرية تميزيه تشرع القيادات السياسيه ذات الطابع الشمالي في تطبيقها على الواقع الجنوبي الملموس اضافه الى نهب مدخرات وثروات الجنوب نهارا جهارا .
كما ان الدعوة التي يظهرها الكتاب الجنوبيوين من خلال طرحهم لقضيتهم قضية ارضهم ترافقها عيواب ونفور شعبي اذا كان مشروع الانفصال او التحرير هو مشروع العوده الى نظام ماقبل 22مايو1991م الذي كان سائد فيما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.لكونه نظاما شموليا يقدس حكم الحزب الواحد فيما يامل المواطن اليوم الى نظام اكثر تقدما وتطورا لمواكبة النظام العالمي الحديث .الذي سيؤدي الى الحاق بالركب الحضاري الذي يشهده العالم .ولعل هناك من يعي من الكتاب بمتطلبات الجماهير التي تشكل النصير السياسي لحسم كافة المعارك الفكريه و القتاليه.
ان دولة الجنوب المرجوه ستكون اكثر سلامة من الوقوع في الاخطاء والانتكاسات اذا ما اخذت بجميع التجارب في جميع الحقول التي حدثت على مرار التاريخ فهي خير دليل ومعين غني بالتجارب والعبر.
ان مراحل النضال التي سيسلكها كتاب قضيه الجنوب لاتعفيهم ايضا من رفع شعار صلاح الوحده من داخل الوحده ان امكن حتى وان كانت القناعات قد وصلت الى الجزم والاعتقاد بعدم الصلاح .
.
Bookmarks