Page 1 of 7 1234 ... LastLast
Results 1 to 12 of 80

Thread: حــــروف المـــوت...

  1. #1

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242

    حــــروف المـــوت...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مقدمة

    مرحباً..
    هاهي ليلة جديدة من ليال الصيف تجمعني بكم.. المطر غزير في الخارج و الطقس بدأ يميل إلى البرودة, لذا أرجو من أحدكم أن يحكم إغلاق النافذة و ليشعل آخر المدفأة بينما سأقوم بإعداد القهوة للجميع.... و الآن أرجو من الجميع الاقتراب مني فصوتي مبحوح هذه الليلة و لست على استعداد لإعادة أي عبارة أقولها.. نعم, هكذا أفضل.. و الآن كطلب أخير أرجو تجاهل صوت وقع الأقدام الذي سمعناه بعد الصرير المزعج لباب القبو في الأسفل.. و تجاهل صوت الغرغرة التي تصدر من الحمام و كأن شخص يغرق هذه اللحظة, فمالنا نحن و هذه الترهات و دعونا مع الشيء الأهم إذ أنني أرى بينكم وجوهاً جديدة لم أنل شرف التعرف عليها في جلستنا السابقة عندما رويت لكم حكايتي مع " ابن المقبرة" و لهذه الوجوه أقول:
    أنا (اكرم عبد الوهاب) .. صحفي يمني و أعمل في القسم الأدبي لإحدى الصحف ثم تحولت بسحر ساحر إلى قسم الحوادث في ذات الصحيفة و بهذا تم إضافة نحس جديد إلى رصيد نحسي الذي أشتهر به دوماً.. و أثناء مسيرة عملي في الصحيفة عشت الكثير من الخبرات المروعة سواءً حدثت لي في اليمن أو خارجها و التي أعتقد أنه قد حان الوقت لكتابتها, لا على سبيل عدم نسيانها, فهي من النوع الذي لا يُنسى بسهولة لكن بغرض نقل خبراتي للغير, فمن الجميل أن نكتسب خبرات الآخرين دون أن نعاني ما عانوه..
    سأروي لكم اليوم قصتي مع (حروف الموت).. تسألونني لماذا هذا الاسم بالذات؟!.. و الإجابة ببساطة لأنه لا يوجد أسم يمكن أن يصف قضية (حروف الموت) إلا ( حروف الموت).. على العموم سر هذه الحروف سينجلي بعد قراءة السطور القادمة, عندها – صدقوني – لن تصبح سر غامض..
    لقد أضعنا وقت كبير في مقدمة لا طائل منها, و حان الوقت لنبدأ قصتنا.. لهذا أرجو الهدوء و عدم المقاطعة..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242

    الجزء الأول..

    1- البحث عن قصة..

    " تفضل يا بني.. أجلس" ..
    قالها لي المدير, فجلست و أنا أمتع ناظري بإحدى الظواهر الكونية و المتمثلة بالابتسامة على وجه المدير..
    - لقد أثبت لنا يا (اكرم) أنك رجل عند قدر المسئولية, فالنجاح المذهل الذي حققته في تحقيقك السابق لاقي نجاح هائل بين أوساط القراء و ارتفعت معدلات مبيعات الصحيفة بشكل لم يتوقعه المحللون..
    - الحمد لله.. لكن هل تعلم يا سيدي أن هذا النجاح الباهر كاد يسلبني حياتي..
    - كاد.. و الحمد لله هاأنت أمامي صحيح معافى كحية الجرس..
    - هل تعني أنه ينبغي عليّ أن أموت حتى تقتنع أنني كنت في خطر..
    - الموت علينا حق يا بني, فأنت مثلاً ستموت سواءً كنت في مهمة عمل أو في فراش نومك, و ما دام الموت حق فلنمت بشرف..
    - عن أي شرف تتحدث؟!..
    - شرف البحث عن الحقيقة..

    لأول مرة أشعر أن هذا الرجل على حق..
    - معك حق يا سيدي.. معك حق..
    - حسن.. و الآن دعني أخبرك بالمفاجأة التي طلبتك لأجلها..

    هنا أقشعر جلدي خوفاً, فمديري لديه قدرات خارقة للعادة في تحويل المفاجآت إلى مصائب..
    - أتحفني بها يا سيدي..
    - لقد قرر مجلس إدارة الصحيفة تكوين فريق عمل يتكون من (هاني محمد عمر), ( محمد عبد الله) و (سارة علي محمد) ليحرروا صفحات الحوادث في الصحيفة و تم تعيينك رئيساً عليهم..
    - لكن.. لكن يا سيدي أنا أحب العمل بمفردي, فسيعتريني الارتباك لو أعمل مع فريق, فأنا أحمي نفسي بأعجوبة, فما بالك بفريق من الصحفيين..
    - و من ما ستدافع عنهم؟!..
    - من أخطار عديدة, ألم أخبرك أنني كدت أن أموت عندما كنت في قرية " ابن المقبرة".. لقد نجوت برحمة من أرحم الراحمين, و أنت تقول لي الآن أن أعمل مع فريق!..
    - و من قال لك أنهم سيكونون معك في ميدان العمل.. أن هذا الفريق سيعمل في مكاتبهم هنا في الصحيفة دون عناء الخروج لعمل تحقيقات في مواقع الجرائم التي سيكون من تخصصك أنت.. أن هؤلاء الصحفيين خريجو كلية الإعلام و ليسوا مؤهلين لمعاشرة المجرمين و السفاحين.. كنت أحسبك أذكى من أن تعتقد هذا الاعتقاد الغبي..

    هنا على الدم في عروقي و أنا أقول:
    - هااااه.. صحيح, لقد نسيت أنني خريج كلية الشرطة, قسم الجرائم الجنائية..

    لم يلاحظ المدير تهكمي و هو ما أغاظني بحق حين واصل كلامه..
    - سيساعدك هذا الفريق في تغطية المواضيع الثابتة في صفحة الحوادث كالدراسات النفسية للمجرمين و الأبواب القانونية الأخرى, مما يتيح لك حرية العمل دون أن تشغل بالك ببقية المواضيع..
    - أشكرك يا سيدي.. أنني أثمن هذه المبادرة الرائعة من مجلس الإدارة..

    و فجأة تلاشت الظاهرة الكونية من وجه المدير وهو يقول:
    - و الآن اذهب إلى مكتبك و باشر عملك..
    - ........

    *** *** ***

    في المكتب حضر لدي كلاً من ( هاني), (محمد), و (سارة) لتهنئتي بمناسبة تعييني رئيس لقسم الحوادث و هو شرف لم أكن لأرغب به مادام سيجعل حياتي على كف عفريت كما يقولون..
    طبعاً تعلمون أن (هاني) زميل سابق لي في القسم الأدبي و صديق شخصي لي كذلك, أعتقد أنكم تذكرون ثورته على الإدارة عندما أنقطع خبري في قضية " ابن المقبرة" .. أما بالنسبة لكلاً من (محمد) و (سارة), فهما صحفيان جديدان تم تعيينهما مؤخراً في الصحيفة..
    كان مكتبي أفخم قليلاً من مكاتبهم بحكم منصبي الجديد, لكن ما فائدة مكتب كهذا إن كنت سأقضي أغلب وقتي بين القتلة و السفاحين..
    نفضت أفكاري على صوت (محمد)..
    - لقد قرأت الجزء الأول من تحقيقك السابق يا أستاذ (اكرم) و الحق يُقال أنه كان رائع..
    - أشكرك على المجاملة اللطيفة, لكن أرجو منك ألاّ تستخدم كلمة " أستاذ" مرة أخرى, يكفي أن تذكر أسمي دون ألقاب..

    هنا تدخلت (سارة)..
    - لكنك رئيسنا المباشر و لا يصح أن...
    - أسمعيني يا (سارة)... و أسمعوني جميعكم.. نحن الآن فريق واحد, و بغض النظر عمن هو الرئيس أو المرؤوس.. لذا فأنا لا أرغب أن يقوم لقب سخيف بعمل حاجز من الرسميات بيني و بينكم.. أنسوا جميع التعقيدات الإداري و لنتعامل مع بعض كجسد واحد حتى نجسد روح الفريق كما ينبغي أن تكون.. عندها صدقوني سنحقق نجاحات متتالية..
    - كل ما يهمني هو النجاح يا سيدي, و مادمت ترى أن إزالة الألقاب سيحقق ما ننشده, فسنزيلها إن شاء الله..
    - أظن أنني سمعت كلمة " سيدي" ..

    أحمر وجه (سارة) خجلاً, و لإنهاء الموقف طلبت من الجميع مباشرة أعمالهم, بينما حملت أنا سماعة الهاتف و أدرت رقم ابن خالتي (علي) الذي كدت أنسى رقمه..
    رنين متواصل دون رد..
    عجباً, يُفترض أن يكون الآن في قسم الشرطة.. أخشى أن يكون مريض فأدرت رقم تلفون منزله و لم يستغرق الوقت ثوان حتى رد عليّ ذلك الصوت الأثير إلى نفسي و الذي يحمل بين طياته حنين صداقة الطفولة و عشرة الشباب..
    - ألو..
    - صباح الخير يا (علي)..
    - صباح النور.. من المتكلم؟..
    - هل نسيت صوتي يا (علي)؟!..
    - لاااااااا.. غير معقول.. (اكرم).. و أخيراً تذكرتني أيها الوغد..
    - و من يستطيع نسيانك أيها النصاب..

    طبعاً لا داعي للقول أن كلمتي (الوغد و النصاب) نقولها على سبيل المجاملة..
    - لكن أخبرني بصدق.. لماذا تذكرتني اليوم؟..
    - أنا لم و لن أنساك يا أخي.. لكنك تعلم أن الحياة لا ترغب بتركي لحالي, فأنا بالكاد أتذكر نفسي فما بالك بغيري.. أما سبب اتصالي بك الآن فله حكاية طويلة و لن يصلح الكلام بالهاتف..
    - اهاه.. وصلنا لبيت القصيد, وجود سبب للاتصال..
    - طبعاً يوجد.. بالمناسبة, لماذا لم تذهب لمكتبك اليوم.. هل استقلت أخيراً؟..
    - لا لم يحن وقت الاستقالة بعد, و إن كنت لا أستبعدها إلى هذا الحد..
    - خير إن شاء الله, ما الأمر يا (علي)؟..
    - لا تقلق يا عزيزي.. أنها مجرد ضغوط بسيطة في عملي.. على العموم أنا أدعوك لتناول طعام الغداء في بيتي اليوم.. آه كم أشتاق لاسترجاع ذكرياتنا مع بعض..
    - و هو كذلك.. أراك على الغداء إذاً.. مع السلامة..

    كانت قلة ذوق مني أن قبلت الدعوة بسرعة إذ كانت تتطلب قواعد اللياقة أن أراوغ قليلاً.. لكنني كنت بأحر الشوق لرؤياه ثم أنني متأكد أنه لم يتضايق من تصرفي هذا.. فأنا أعرف (علي) أكثر منكم.. أليس كذلك؟..

    *** *** ***
    [RIGHT][COLOR="royalblue"]

    و هكذا بإمكانكم رؤيتي بعين الخيال و أنا أتوجه إلى منزل (علي), لحسن حظي أنني ارتديت بذلتي البيضاء صباح اليوم و التي تجعلني – كما أعتقد – أشبه بممثلي السينما.. و في طريقي عرجت بالسوق لشراء فاكهة كهدية وصول.. لم يكن التفاح يناسب ميزانيتي لذا ابتعت كيلو موز.. و عندما وصلت للحارة التي يقع فيها منزل (علي) وجدت الأمر أشبه باقتحام حقل الغام.. فالطريق تمتلئ بالمجاري المفتوحة و حفريات هاتف و كأنهن وحوش فاغرين أفواههم و بانتظار الضحية التالية.. لكنني لم أكن لقمة سائغة لهذه الوحوش, فبدأت بالمراوغة حيث قفزت برشاقة متفادياً إحدى فتحات المجاري فقط لأسقط في إحدى حفريات الهاتف المليئة بالوحل..
    كانت هيئتي مثيرة للسخرية خاصة بعد أن تحول لون البذلة البيضاء إلى لون الشكولاته, بصعوبة خرجت من تلك الحفرة.. و لحسن حظي أن الوقت كان ظهراً فلم يكن هناك ناس كثير ما عدا مجموعة من الطلاب العائدين من مدارسهم..
    طرقت الباب ففتحت لي زوجة (علي) – التي هي بالمناسبة بنت عمي - و لو تستطيع إخفاء ابتسامتها و هي تقول:
    - هل وقعت في إحدى الحفر يا (اكرم)؟..
    - لا.. لقد أخذت حمام وحل.. أين (علي)؟..
    - أنه في الحمام.. أرجوك أن تنتظر هنا حتى أعطيك ملابس للتغير..

    لم ألومها كثيراً, فلو كنت محلها لتصرفت ذات التصرف.. و بعدما انصرفت خرج (علي) من الحمام و عندما رآني أنفجر ضاحكاً..
    - أما زلت كارثة تمشي على قدمين؟!..
    - يبدو أن اعتدت على هذه المصائب حتى أنني لأندهش كيف يعيش الناس دون مصائب..
    - ياااااه .. (اكرم) لن يتغير مطلقاً..

    و صلت (سعاد) بالملابس الجافة, فغيرت ملابسي بعد أن توجهت إلى المطبخ لإعداد الطعام..
    - أين (حسام) و ( هديل)؟..
    - في المدرسة..
    - ما شاء الله.. لقد كبر الصغار بسرعة..

    بعد هذا تحدثنا طويلاً عن ذكرياتنا, فكنا نضحك تارة و نحزن تارة أخرى... المهم وصل الأكل و بدأنا بتناول الطعام.. و أثناء الأكل لم أحدث أحد.. لا, ليس بسبب آداب الطعام, لكن بسبب قواعد الحروب فتلك المائدة تحولت إلى ساحة معركة لا رحمة و لا شفقة..

    و بعد الانتهاء من الطعام ذهب الطفلين لكتابة فروضهم الدراسية بينما ذهبت (سعاد) إلى المطبخ و دخلت مع (علي) لمكتبه.. و هناك بدأت أحكي له التغيرات التي طرأت في عملي و أنني أحتاج إليه لمعرفة القضايا التي يتم التحقيق فيها حتى يكون لي السبق الصحفي..

    - هكذا إذاً.. أنت ترغب معرفة تفاصيل تحقيق الجرائم التي تحدث بالمدينة حتى يكون لك السبق.. همممممممممممم..
    - نعم.. طبعاً إذا كان هذا الأمر لا يؤثر على سرية عملك..

    بدا و كأنه لم يستمع إليّ وهو يقول بشرود:
    - همممممممم.. سرية العمل.. نعم.. نعم بالطبع..

    ثم نفض ذلك الشرود مردفاً..
    - شوف يا (اكرم) نحن في قسم الشرطة نحارب الجريمة و أي مواطن صالح يستطيع أن يفيدنا بعملنا نهتم بنصائحه.. و لقد أعجبني ذكاءك عندما حللت لغز " ابن المقبرة" إياه.. لهذا سأعرض أمرك لمدير الشرطة حتى تحصل على تصريح ملازمة لي أثناء عملي.. فقد أستفيد منك..

    كانت سعادتي لا تُقدر, فصرخت بسعادة..
    - أن هذه خدمة لن أنساها مطلقاً ما حييت..
    - هل تعلم ما سبب قبولي بهذه السرعة؟.. لأن هناك قضية تشغل بالي منذ حوالي أسبوعين..

    قالها لي و هو يمد يديه إلى أحد الأدراج ليخرج ملف من داخله و رماه أمامي..

    كان مكتوب على الغلاف .. " قضية حروف الموت" ..
    و بهذا أدركت أن قصة جديدة على وشك أن تبدأ..
    قصة تحمل رائحة الموت..

    *** *** ***
    [RIGHT][COLOR="royalblue"]

    يـــتبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    شــــــــونا's Avatar
    Join Date
    Nov 2005
    Posts
    1,596
    Rep Power
    257
    رائعه المقدمه .....


    جاري الطبااعه ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بما اني من الوجوه الجديده ...احب اقول اعجبتني الفكره كثييييرا ....
    ولا الافلام المرعبه ..!!1
    هههههههههه


    لي عودهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

    شــــــــونا's Avatar
    Join Date
    Nov 2005
    Posts
    1,596
    Rep Power
    257
    حقا لم اتوقع ان تكون بهذا الابداع ...وصفك ...وكلماتك ...قمة التشويق والروعه

    اتمنى ان لا تتاخر بطرح الاجزاء الباقيه

    بانتظارك ...
    ايها المبدع


    راني

  5. #5
    **..AhMeD..**'s Avatar
    Join Date
    Dec 2004
    Location
    كندا
    العمر
    39
    Posts
    5,350
    Rep Power
    367
    لابد من العودة والأمعان في القرائة أخي رامي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ..:..*..:..

    أجزل التحايا لأبداعك هذا أخوي..!
    أحمد
    ..:..*..:..

    سؤلت عن الحب فمادريت.:.:.أهو غصب علينا أم نحن عنة في غنى
    فإياك من زرع منة ماجنيـت.:.:.غير عظيم البؤس وأعظم من الشـقى
    بقلم: أحمد الحميقاني
    ..:..*..:..

  6. #6

    يمنيه's Avatar
    Join Date
    Dec 2004
    Posts
    6,344
    Rep Power
    401
    رامي ...

    حرف يرسم القصه من وحي خيالك لنــا

    وكأنها الحقيقة

    تقبل تحيتي الصباحيه الهادئه
    ولك من الورود أعطرها وأجملها ...

    .
    .

    حتى تسعدنا بالجزء التالي
    سأتمتع في قرأة هذا الجزء مرات ومرات ..
    .



    feelings nothing more than feelings

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





  7. #7

    مستقيل's Avatar
    Join Date
    Jan 2006
    Location
    درب التبانة
    العمر
    39
    Posts
    1,759
    Rep Power
    265
    يالله

    كم انت جميل يا رامي

    صدقني انك من جعلني احب قراءة القصص

    انتظر بشغف البقية......واتمنى ان لا تتاخر علينا ..........

    محبتي لك ايها الاجمل

    كن بخير
    توقيع!!

  8. #8

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242
    Quote Originally Posted by لولو
    رائعه المقدمه .....


    جاري الطبااعه ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بما اني من الوجوه الجديده ...احب اقول اعجبتني الفكره كثييييرا ....
    ولا الافلام المرعبه ..!!1
    هههههههههه


    لي عودهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أسعدني كثيراً أن فكرة القصص المرعبة تروق لك..:61:

    فهذا يعني أن ساعات من التشويق ستنتظرك هنا..


    Quote Originally Posted by لولو
    حقا لم اتوقع ان تكون بهذا الابداع ...وصفك ...وكلماتك ...قمة التشويق والروعه

    اتمنى ان لا تتاخر بطرح الاجزاء الباقيه

    بانتظارك ...
    ايها المبدع


    راني
    أشكرك أختي على كلمات الإطراء التي لا أستحقها..

    أتمنى حقاً أن أكون عند مستوى الثقة..


    خالص التحية لكِ..
    مع الود الأكيد
    :79:
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242
    Quote Originally Posted by **..AhMeD..**
    لابد من العودة والأمعان في القرائة أخي رامي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ..:..*..:..

    أجزل التحايا لأبداعك هذا أخوي..!
    أحمد
    الحبيب أحمد.. سعادتي لا تُقدر لوجودك من جديد في صفحتي..

    أتمنى أن تقرأها بإمعان و منتظر رأيك بفارغ الصبر..

    خالص التحية لك أيها الحبيب..
    مع الود الأكيد
    :79:
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242
    Quote Originally Posted by يمنيه
    رامي ...

    حرف يرسم القصه من وحي خيالك لنــا

    وكأنها الحقيقة

    تقبل تحيتي الصباحيه الهادئه
    ولك من الورود أعطرها وأجملها ...

    .
    .

    حتى تسعدنا بالجزء التالي
    سأتمتع في قرأة هذا الجزء مرات ومرات ..
    يمنيه.. التي طالما سحرني حرفها هنا..
    أشكرك أختي على كلماتك الصباحية اللطيفة و أتمنى أن ينال الجزء الثاني رضاك, فرأيك يهمني كثيراً.. و أتمنى من كل قلبي سماع نقدك إن وجد.. فما زلت بطور المحاولات و أحتاج المساندة منكِ أختي الكريمة..

    خالص التحية لكِ..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #11

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242
    Quote Originally Posted by مستقيل
    يالله

    كم انت جميل يا رامي

    صدقني انك من جعلني احب قراءة القصص

    انتظر بشغف البقية......واتمنى ان لا تتاخر علينا ..........

    محبتي لك ايها الاجمل

    كن بخير
    الأجمل هو حضورك أخي الكريم..

    صدقني, أصبح وجود أسم " مستقيل" في مواضيعي يعني لي الكثير..

    أرجو أن يكون الجزء الثاني عند مستوى الانتظار..

    خالص التحية لك..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #12

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242

    الجزء الثاني..

    2- غموض دامي..

    قال (علي):
    - لقد بدأت القصة منذ حوالي أسبوعين عندما بلغ أحد المواطنين عن وجود قتيل في زقاق أحد الأحياء الفقيرة, و عندما ذهبنا للموقع وجدنا الجثة و قد تم التمثيل بها بشكل بشع, حيث قام القاتل بالعبث بوجه الضحية و كتب على الجبهة بسكينته ( و 7 ) عوضاً عن عدم وجود القلب أساساً في صدر القتيل.. و وجدنا كذلك رسالة تحت رأس الضحية تنص على " الأول من أربعة إلى اول.......".. لم نهتم كثيراً بالحرف و الرقم المكتوبان على جبهة الضحية بقدر اهتمامنا بتلك الرسالة الغامضة و التي تحمل رائحة طقوس غريبة و توحي بطبيعة ذلك المجرم السادي خاصة و أنه أنتزع قلب الضحية من صدره.. تم نقل الجثة للمستشفى العسكري لوضعها بالثلاجة إلى أن يأتي أحد أقاربه لاستلامه بعد أن تمكنا من التواصل معهم من خلال العنوان الذي وجدناه في بطاقة المجني عليه.. و بالفعل حضر أخوه لاستلام الجثة بعد إجراء الإجراءات اللازمة... و تم التحقيق في تلك القضية و سجلت أخيراً ضد مجهول.. لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد فبعد سبعة أيام من تنفيذ الجريمة الأولى جاءنا بلاغ بوجود جثة مشوهة كسابقتها في أحد الأحياء حيث كانت كذلك منزوعة القلب و قد كتب على جبهة القتيل ( د 6 ) و تحت الرأس الرسالة إياها لكن باختلاف بسيط حيث تنص على " الثاني من أربعة إلى اول........", هنا لم يمر الأمر مرور الكرام, فنحن أمام قاتل متسلسل ( Serial Killer) و لقد استدللنا على ذلك من أسم الضحية الثانية حيث كان أسمه (وليد), لذا عرفنا مغزى الحرف و الرقم الذين كُتبا على جبهة الضحية الأولى, فلقد كان الحرف الأول يشير إلى الحرف الأول للضحية القادمة و الرقم يمثل عدد الأيام التي ستنقضي حتى حدوث الجريمة التالية.. و استدللنا كذلك إلى احتمال وقوع جريمتي قتل حتى تكتمل الدائرة التي فتحها القاتل.. و بهذا الاستنتاج وصلنا لنتيجة مفادها أن الضحية الأولى الجديدة سيبدأ أسمها بالحرف (د) و ستُقتل بعد ستة أيام, فكان لابد من تحرك سريع و جدي, فبدأنا باستجواب جميع المشتبهين, لكن لا جديد حتى الآن.. فلا بصمات في مسرح الجريمة.. و لا أداة جريمة..

    قلت و أنا أفرد ساقيّ اللتين تخشبتا من جلسة القرفصاء..
    - هل كنت صائم عن الكلام في اليومين الفائتين؟!..
    - لا, لمَ السؤال؟..
    - أراك تتحدث لربع ساعة كاملة دون توقف.. ما عهدتك ثرثاراً قط..

    أشعل (علي) لفافة تبغ و بدأ يأخذ نفس عميق قائلاً:
    - أمرك غريب يا (اكرم).. بوووووووف ..في البداية تطلب مني أن أشرح لك القضية بالتفصيل.. كح كح كح كح.. و ما أن انتهي من شرحها.. كح كح.. حتى تتهمني بالثرثرة.. تناقض لا أستغربه منك..
    - يا أخي ما دام التدخين يضرك إلى هذا الحد, فلماذا لا تمتنع عن التدخين؟..
    - لقد حاولت, لكن الضغوط العصبية التي أواجهها في عملي تجبرني على التدخين.. لا أدري لماذا يُخيّل لي أن كل التوتر يذهب.. كح كح.. مع الدخان الذي أنفخه.. ثم أن نوبة السعال هذه لا تكون إلا في البداية فقط.. دعك مني الآن و أخبرني رأيك بالقصة..

    عدت لجلسة القرفصاء و أنا أقول:
    - قصة غريبة بالفعل.. فأنا أشتم فيها رائحة غير مألوفة عندنا في اليمن.. رائحة قاتل متسلسل يؤدي طقوس معينه لديانة وثنية لها إله يدعى (اول), و يعلم الله ما يكون (اول) هذا.. هل هو صنم أم حيوان أم شيء آخر... الشيء الذي أنا متأكد منه هو أننا أمام مجنون و أن الأيام القادمة ستكون عصيبة بالفعل..
    - عندنا في القسم انقسمنا إلى فريقين, الأول يؤيد فكرة الديانة الغامضة على غرار "عبدة الشيطان" و أن (اول) هذا هو إله هذه الديانة الغامضة..

    توقف (علي) عن الكلام كي يبحث عن وعاء ليضع فيه البقايا المحترقة للفافة التبغ, و ما أن قام بذلك أردف بقوله..
    - أما الفريق الآخر لا يؤيد فكرة الديانة الجديدة لعدم وجود دلائل سابقة لظهور ديانات غامضة في اليمن من قبل كما حدث في لبنان و مصر و غيرهما إثر ظهور "عبدة الشيطان" فيها و أن القاتل كان يقصد كتابة (أول) لكنه نسى الهمزة من منطلق أن القاتل من حقه أن لا يهتم بالقواعد النحوية أثناء ارتكاب جرائمه..
    - أول ماذا؟!!..
    - لا أحد استطاع استنتاج بقية العبارة حتى الآن..
    - و كم تبقى من الوقت للجريمة التالية, حسب نظرية القاتل المتسلسل إياها؟..
    - لقد مر يومين منذ قتل (وليد), أي تبقى أربعة أيام لقتل ( دون ريكاردو)..
    - من (دون ريكاردو) هذا؟..
    - الاسم الوحيد الذي توصلت له و يبدأ بحرف الدال..
    - ههههههههههه ليس لهذه الدرجة.. خذ عندك هذا الاسم, همممممم.........

    كنت أعتقد أنني سأجد أسم بسرعة إلا أنني أخفقت فرحت أهرش شعري بعصبية بينما ذهني معصور كليمون دون فائدة.. فضحك (علي) و هو يقول:
    - في البداية يعتقد الواحد أنه يعرف أسماء كثيرة تبدأ بالدال لكنه ما أن يبدأ بالتفكير حتى يكتشف مدى حماقته..
    - هدوءءءءء.. دعني أفكر.. يبدو أنني وصلت لنتيجة..

    هز (علي) رأسه بما معناه ( كان غيرك أشطر)..
    - (دعاء), و (دنيا).. هاه ما رأيك بذكاء أخيك؟..
    - يا للذكاء.. خذ عندك (دانيا), (داليا), و (دليله).. المشكلة ليست بأسماء الإناث.. المشكلة بأسماء الذكور..
    - هل سفّاحك هذا متخصص بالرجال؟..
    - هذا ما قاله الخبراء النفسيين عندنا.. غالباً ما يختار القتلة المتسلسلين جنساً واحد لجرائمهم, و على ما يبدو أن صاحبنا قد أختار الرجال في مهمته القذرة..
    - لكن أسماء الذكور التي تبدأ بالدال نادرة..
    - لهذا السبب اخترت الدون (ريكاردو)..
    - ههههههه.. عندك حق هذه المرة.. و هل تعمل بهذه القضية لوحدك؟!..
    - لا, لست وحدي فزميلي (عبد الرحمن) يحقق معي بهذه القضية.. و هو – بالمناسبة – في طريقه إلينا.. يجب أن تتعرف عليه.. أنه رجل عظيم..
    - أخشى أنك ما زلت مصاب بعته التعرف على طبائع الرجال..
    - ههههههههه.. لا.. أطمئن.. أما زلت لا تثق بحدسي بعد تلك الليلة التي واجهنا فيها المذئوبين في (رومانيا)؟.. أتذكر تلك الليلة؟..
    - و من ينساها يا أخي!.. هل تصدق أن الكوابيس لم تفارقني قط لمدة شهر منذ احتكاكنا المباشر مع أولئك الوحوش..
    - لكنك لا تنكر دوري في إنقاذ الموقف آنذاك..
    - و أنت لا تنكر تحليلي السليم للأمور حين عرفت مفاتيح اللعبة برمتها..
    - طبعاً يا عزيزي.. و إن كنت ما زلت حزين بما حل لـ (اندرو) في تلك الليلة المشئومة..
    - أنا كذلك.. و الآن دعنا من هذا الموضوع المسموم, و لنعد لسفّاحنا المجنون و إن كان لا يقل سماً.. أليس من الغريب أن يقتل المرء ثم يضع علامات لتستدل بها الشرطة لجريمته اللاحقة؟.. أعتقد أن المنطق يحتم عدم وضع إشارات للاستدلال على الجريمة التالية..
    - أولاً, من متى يهتم المجانين بالمنطق؟!.. على كل حال علم النفس الجنائي يفسر أن القتلة المتسلسلين يضعون علامات للدلالة عليهم على سبيل تعذيب الذات و لسبب آخر هو إحياء روح المغامرة لديهم..
    - لكن عندي رأي مفاده أن القاتل المتسلسل و إن كانت لمسة الجنون تظهر في جرائمه إلا أنها لا تخلو من الترتيب و التنظيم و هذه يدل وجود عقلية كبيرة خلف هذا الجنون..
    - معك حق.. يقولون أن الفرق بين الجنون و العبقرية شعرة واحدة..
    - هذا الكلام ينط....

    لم أستطع إكمال عبارتي إذ أن باب الغرفة أنفتح بقوة و بصوت مزعج فوثبت مترين في الهواء, و نسى قلبي أن يدق عدة ضربات, بينما توجهت نظراتي ناحية الباب متوقعاً أن أرى سفّاح أشعث الشعر طويل الأظافر يسيل الزبد من شدقيه و في يده خنجر بشع المنظر ملطخ بدم.. طبعاً كما لكم أن تتوقعوا لم يكن هناك شخص من هذا القبيل كما توقعته مخيلتي المريضة حيث لم يكن الفاعل سوى (حسام) حيث ولج و بيده حقيبة مدرسية مهترئة الأطراف و راح يخرج دفاتر منزوعة الغلاف ليريني كيف أن خطه جميل.. رغم أن الخط كان (خرابيش دجاج) إلا أنني شجعته مربتاً على كتفيه..
    - ما شاء الله خطك جميل يا (حسام).. يا سلااااام.. تماماً مثل خط أبيك عندما كان بسنك..
    - صحيح يا عم (اكرم).. أصلاً أنا الأسد من ذاك الشبل..

    قالها و هو يشير إلى أبيه الشبل بكل فخر.. ياااه ما أروع الطفولة.. ترى كيف ينظر الأطفال للحياة.. للأسف أنا لا أذكر كيف كانت نظرتي للحياة بطفولتي لكنها – حتماً – أفضل و أبرئ من نظرتي الآن..
    على ما يبدو أن تشجيعي كان له الوقع المناسب على حماسة (حسام).. فقد بدأ يعد لي من واحد إلى عشرة و يتلو عليّ سورة الفاتحة و الإخلاص بينما كنت أنا أرسم اعتي علامات الذهول و الانبهار بما أسمعه و هذا ما يحفز الطفل لقول المزيد.. هنا لم يعد (علي) قادراً على تحمل الكثير من عبقريات أبنه..
    - اذهب يا (حسام) الآن لتشاهد فقرة الأطفال في التلفزيون..
    - لكنها لم تبدأ بعد يا أبي..
    - لقد بدأت للتو.. اذهب..

    قالها و هو يدفعه دفعاً نحو الباب و أحكم إغلاق الباب... و ما أن أغلق باب الحجرة حتى سمع طرقات تدوي من جديد على الباب, ففتح الباب بعصبية و هو يهتف..
    - يا أبني أذهب و ألعب بعيداً.. ألم أقل لك لا تشغلني أثناء عملي؟!..
    - ماذا بك يا (علي)؟.. لمَ أنت عصبي؟!..
    - هاه.. العفو يا (سعاد).. ظننتك الشقي (حسام).. ماذا تريدين؟..
    - يبدو أن زميلك قد جاء, و قد أتيت إليك لأعلمك كي تفتح له الباب..

    نظر (علي) إلى ساعته و أردف..
    - يا عيني على هذا الرجل.. في موعده بالضبط.. أشكرك يا (سعاد), و الآن بإمكانك مواصلة عملك.. فسأذهب لفتح الباب..

    كنت متشوق لرؤية الرجل الذي وصفه (علي) بالعظيم.. و بعد أقل من دقيقة كان (عبد الرحمن) أمامي.. دعوني أصفه لكم بسرعة, أنه طويل القامة, عريض المنكبين, أسمر الوجه, يجيد التظاهر بالقسوة و الخشونة رغم أنه عكس ذلك.. هنا توقفت عن فراستي التي لا تجلب لي سواء الوبال دائماً لأصافح الرجل الذي مد يديه إليّ و الذي راح (علي) يقدمه لي..
    - (عبد الرحمن المسعودي).. ضابط شرطة.. صديق عزيز..
    - (اكرم عبد الوهاب).. صحفي.. أبن خالي و صديق طفولتي..

    - سررت للتعرف عليك أخ (اكرم)..
    - أشكرك.. لقد حدثني (علي) عنك الكثير.. و لا يبدو أنه أخطأ هذه المرة..
    - أتمنى أن يكون حديث جيد..
    - بالطبع.. لقد أختزلها بكلمة واحدة.."عظيم"..
    - اهاه.. و هل صدقته؟.. أسمعني أنا بسيط و لست عظيم كما يدعي (علي)..
    - التواضع هو أولى علامات العظمة..

    هنا تتدخل (علي)..
    - دعونا الآن من هذا الكلام.. و لنتكلم بالأهم.. ( ثم التفت إلى عبد الرحمن قائلاً).. هل من جديد في قضية (حروف الموت)؟..

    أرتبك (عبد الرحمن) قليلاً و راح يوزع النظرات بيني و (علي).. ففهم الأخير سبب الارتباك..
    - لا تخش شيئاً.. فـ(اكرم) يعلم كل شيء, و بإمكانك التحدث بوجوده..

    هتف (عبد الرحمن) بسخط حاول كثيراً ألاّ يظهره إلا أنه لم يستطع..
    - لكن هذه القضية تندرج تحت بند "سري للغاية".. ثم.. ثم أن (اكرم) صحفي و أنت تعلم أن أحد قواعد عملنا هي ألاّ تمنح ثقتك لصحفي مهما كان.. فأنت تتعب من أجل نشر الأمن بينما هو لا يرغب إلا أن ينشر قصة جديدة..
    - لكن (اكرم) ليس هنا بصفته صحفي.. أنه هنا بصفته صديق..
    - و حتى إن كان صديق.. فمن متى يستمع الأصدقاء لتفاصيل عملنا؟..
    - لو لم يكون (اكرم) ذو فائدة لنا لما أخبرته بالقضية من البداية.. لكنني أعتقد أنه سيكون ذو نفع لنا..
    - تعتقد!.. و من متى كنا نتعامل مع الاعتقادات.. أننا نتعامل مع الحقائق فقط يا رجل.. على العموم لقد وقع الفأس بالرأس.. إلى أي مدى عرف (اكرم) عن الموضوع؟..
    - 99% تقريباً..
    - عظيم.. عظيم.. ما زال لدينا 1% من السرية..
    - أرجوك يا (عبد الرحمن) توقف عن التهكم الآن, و لتخبرنا بالمستجدات الجديدة..

    نظر (عبد الرحمن) إليّ بعدم اقتناع لوجودي بينهما.. أنا نفسي شعرت بثقل ظلي لوجودي معهما بعدما سمعت تلك المحادثة اللطيفة.. لكن الفضول يقتلني لسماع المستجدات الجديدة.. لهذا سأعمل نفسي لم أسمع شيء من ذلك الحوار..
    - لقد توصلنا إلى عامل مشترك بين الضحية الأولى و الثانية و لربما ساعدنا هذا لمعرفة الضحية الثالثة..

    هتف (علي) بسعادة..
    - هذا خبر جيد, فمعرفة العامل المشترك سيساعدنا كثيراً لمعرفة كنه الضحية الجديدة له..
    - نعم هذا صحيح.. أن العامل المشترك بين الضحيتين هو أنهما من أصحاب السوابق.. فالضحية الأولى ( فادي عبد السلام) كان متهم بقضية سرقة و قد تم الإفراج عنه قبل شهرين.. أما الضحية الثانية فهو (وليد مرزوق) كان متهم بقضية قتل خطأ و قد تم تسريحة من السجن الشهر الماضي بعد أن قضى فترة العقوبة..
    - هل تريد القول أن السفّاح يختار أصحاب السوابق الذين خرجوا من السجن مؤخراً ليقتلهم..
    - نعم..

    و هنا تدخلت أنا بعبقريتي الخارقة..
    - أعتقد أن السفّاح قد أجاد اختيار ضحاياه.. فما الخسارة التي سيخسرها المجتمع من قتل مجرمين سابقين لربما لم يردعهم السجن من ارتكاب الجرائم..

    نظر إليّ (عبد الرحمن) باشمئزاز و هو يقول:
    - لو تمنيت حرق جميع السيئين في العالم لتحولت الأرض إلى موقد كبير.. أن سفّاحنا هذا مجنون لا محالة.. و الاستنتاج الأولي الذي وصلت له هو أن يكون هذا السفّاح ضابط شرطة أو له من يعاونه في قسم الشرطة..

    تساءل (علي) و هو يشعل لفافة تبغ جديدة..
    - و كيف وصلت لهذا الاستنتاج؟
    - من خلال نوع ضحاياه الذي يجعلنا شبه متأكدين أنه يرغب بمحاربة الجريمة لكن بأسلوبه الخاص.. و السبب الآخر لاستنتاجي هو معرفته بأسماء و عناوين المجرمين الذين خرجوا من السجن مؤخراً و هذه المعلومات موجودة في سجلات خاصة لا يصل إليها إلى ضابط شرطة..
    - لكن من الصعب أن نتهم أحد الضباط بدون دليل قوي.. فأنت تعرف أن مثل هذه الأمور فيها محاكمة عسكرية..
    - يبقى لدينا احتمال أن لا يكون السفّاح أحد الضباط, لكنه يملك من يزوده بالمعلومات في القسم..
    - هذا الاحتمال قريب نوعاً ما..

    هنا أدليت برأيي بعد أن راجعته بعقلي عشر مرات خوفاً من يتهمني هذين الشخصين الذين يتظاهرا بالخطورة بخرف سابق لأوانه..
    - لو سمحتا لي.. لقد كونت رأي لا بأس به.. هلا تسمعاني..

    ألتفت الاثنين إليّ, فأردفت..
    - كما علمت حتى الآن أن الضحيتين كانتا من أصحاب السوابق و يتوقع أن يكون الضحايا القادمين من أصحاب السوابق كذلك.. لماذا لا يكون القاتل رئيس عصابة منظمة لتصفية أفراد من عصابته الذين خرجوا من السجن لدفن سراً ما معهم.. هذا التفسير يضمن لنا على الأقل كيف توصل السفاح لمكان إقامة ضحاياه.. و دافع الجريمة..

    أسعدني لمحات الإعجاب التي ارتسمت على تقاسيم وجهيهما, فهتف (عبد الرحمن) بسعادة حاول إخفائها بفشل..
    - تحليل منطقي بالفعل.. ربما هو التحليل الأفضل حتى الآن.. يبدو أنني سأسعد كثيراً بالعمل معك يا (اكرم)..
    - أشكرك يا (عبد الرحمن), لقد سررت كثيراً لسماع وجهة نظرك فيّ..
    - لا يوجد مجال للمجاملة في عملي يا (اكرم), ففي البداية سمعت رأيي المعارض لوجودك, و بعد ما سمعت أفكارك أعربت - و بصراحة - عن إعجابي لك لمجرد أنك تستحق الإعجاب..
    - هذا هو الشيء الذي أعجبني فيك يا (عبد الرحمن).. و صدقني أنا صريح كذلك و أحب الصراحة, لذلك أعتقد أن سنتفاهم بشكل جيد لاحقاً..
    - أتعشم ذلك بالفعل..

    شفط (علي) آخر (نفس) من لفافة التبغ و رمى البقايا في الوعاء الخاص بذلك و هو يتساءل..
    - و الآن.. ماذا ستكون خطوتنا التالية؟..
    - سنبحث في سجلات السجن عن مجرم قضى فترة عقابه في السجن و خرج منه مؤخراً و يبدأ أسمه بحرف الدال..

    فردت ساقيّ اللتين تخشبتا من جلسة القرفصاء هذه و تساءلت..
    - و هل سنجد مثل هذا الاسم؟!..
    - و ماذا سنخسر لو بحثنا.. لربما وجدنا ضآلتنا هناك..
    - عندك حق.. و الآن اسمحا لي بالمغادرة.. أخشى ينسدل الليل و أنا هنا.. ستكون تجربة غير محببة للنفس أن أتعدي من كل الحفر في الظلام..

    أبتسم (عبد الرحمن) و هو يقول:
    - هل تخشى الظلام يا (اكرم)؟..
    - لا, بل أخشى المجهول.. و المجهول هو الابن الشرعي للظلام..

    هنا قهقه (علي) و ضرب على صدري ضربة – على سبيل الدعابة – كادت أن تنتزع أحد أضلاعي..
    - و الله عشنا و شفنا (اكرم) يتفلسف..
    - آه.. لو كنت تسمي ما قلته فلسفة, فأنا لا أنكر ذلك.. و الآن أرجو منك إحضار ملابسي التي أتعشم أن تكون قد جفت الآن..
    - صحيح.. لقد نسيت أمرها.. دقيقة و تكون عندك..

    و بالفعل لم تكن إلا دقيقة و بذلتي البيضاء - التي تجعلني كنجم سينمائي- بيدي.. ارتديتها و ودعتهما على أمل اللقاء بأقرب وقت.. و عند الباب همس (علي) لأذني..
    - عدني أن تحتفظ بنفسك حياً حتى الغد..
    - صدقني, سأحاول لكنني – كالعادة – لا أعدك..

    *** *** ***
    في الشارع كنت أكثر حذراً و امتنعت عن التظاهر بالرشاقة كي لا أقع مرة أخرى في أي حفرة, إلا أن ثمة شعور غريب يراودني بأنني مراقب.. ألتفت للوراء بسرعة للوراء لكنني لم أجد أحد سوى بعض الصبية يلعبون كرة القدم.. واصلت طريقي و القلق ينهش قلبي.. غريب هذا الشعور حقاً.. نادراً ما تخذلني حاستي السادسة, لكن ما معنى كل هذا؟!.. و بينما كنت غارق بهواجسي السوداء شعرت بضربة عنيفة على مؤخرة رأسي, فألتفت للوراء لأعرف من الفاعل إلا أن الغيبوبة كانت أسرع مني و لم أعد أرى سوى السواد..
    سواد لا نهاية له..
    و بدون أدنى أمل..

    *** *** ***

    يـــتبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Page 1 of 7 1234 ... LastLast

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. ..اقوال الصحـــابه على فـــراش المـــوت!!!!!!
    By سفير in forum ملتقى حياتنا الدينية
    Replies: 9
    Last Post: 15-01-2009, 08:24 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •