Results 1 to 3 of 3

Thread: عيد للجميع.. لاتنسوا من لايجدون عيداً

  1. #1


    Join Date
    Jan 2003
    العمر
    46
    Posts
    91
    Rep Power
    262

    عيد للجميع.. لاتنسوا من لايجدون عيداً

    أريد أن أخلص في النتيجة لما سيأتي من كلام إلى تقرير أو تزكية العبارة الشعبية الأثيرة "العيد
    عيد العافية" والتي نتسلى بها غالباً كواحدة من إمكانات عديدة نكافح بها جراد الحزن أو الأسى لفقدان إمكانات أخرى يتطلبها الزمن الذي نعيش .. كما يتطلبها العيد الذي ألف مفارقة "سعيد" والزيارة بدونه.
    ومع ذلك لا أستطيع إلا مباركة أن العيد عيد العافية بالفعل، وأن العافية هي العيد رغم كل شيء.. إنما لاسبيل لنا إلى إلغاء الأعياد الدينية وهي سنة اختطها الشارع الكريم ورغب إليها وحث على إظهار الفرحة بها وإدخال السرور إلى الأبناء والأهل. فالأولى مهمة "العافية" والثانية مطلوبة ومهمة أيضاً، وربما لايفهم الغالبية شيئاً من "العافية" تلك بقدر ما يفهمون أن العيد يعني أشياء كثيرة ومن جملتها الكسوة والفرحة والزينة والتوسع في المأكل والملبس و.. و.. وقد ترد العافية أخيراً وقد لاترد.
    وبالتجربة الشخصية أستطيع الجزم دون تحفظ أن العبارة ليست كافية لإقناع أو تسلية الصغار والصغيرات من أطفالنا، الذين لاتعنيهم من قريب أو من بعيد المواعظ الأخلاقية والموروث الاجتماعي والشعبي.
    وقد جربت ممازحة ابنتي الصغيرة والمولعة بالفساتين والأزياء وهي لاتزال في السادسة بعد، فكيف إذا كبرت وعرفت شيئاً عن الموضة والموديلات الموسمية والفصلية؟! قلت لها "مش ضروري يا ماما فستان جديد" فثارت ثائرتها ولم ترض إلا بعد أن حصلت بدل الفستان الواحد على ثلاثة إحداها "أبو حديدة" وهو يشبه فستان العرائس ومطلوب بكثرة لدى الصغيرات من أطفال القرن الواحد والعشرين وفي أيامنا لم نسمع أو نعلم أن للعروس فستاناً خاصاً إلا متأخرين أما الأمهات والآباء فلا يعرفون شيئاً من هذه الكماليات وقد كانت إحداهن تعيش على ثوب واحد عاماً كاملاً وربما عامين.. أما أطفال اليوم فلا تعرف متى وكيف اكتسبوا كل هذه الخبرات ولمّا يزال العمر في مقتبله؟! حتى تكاد تفترض أنهم ولدوا مزودين بخبرات وصلت إليهم عبر الجينات أن التلاقح الوراثي!!.
    ولم أعد مشغولاً بفستان واحد "أبو حديدة" بل أنا أتساءل جاداً عما سيطلبنه مستقبلاً وقد مد الله عمرهن وصرن عرائس وأمهات بالفعل؟! كان الله في عون الجيل القادم والذي يليه من الأزواج، ولن أقول شيئاً عن النساء وطلباتهن مكتفياً بالأطفال حتى لانفتح باباً للشكوى أوسع!.
    برأيكم ماذا كانت ستفهم "بسملة" لوقلت لها "العيد عيد العافية"؟ أغلب اليقين - وليس الظن- أنها لن تفهم شيئاً ولن يعنيها أن تفهم أو لاتفهم ستهز لي رأسها المليء بالأفكار الرائعة والبريئة والمجنونة وتحاورني قائلة: "طيب.. عافية عافية، لكن.. فستان أبو حديدة متى؟!" أفكر الآن بآباء لايملكون إجابة على سؤال كهذا والصغيرات ينتظرن أنا أجبت وأفرحت صغيرتي فماذا عن الآخرين؟!.
    آباء لايعدون وأمهات أرامل وغيرهم يعز عليهم أن يبقى أطفالهم بلا عيد في مشهد من أطفال الجيران والأهل والحارة كلهم يملكون عيداً سعيداً وثياباً جديدة.. شيء أو موقف كهذا يهز الجبال تأثراً لطفل يدمع أو طفلة تمد عينيها إلى آخريات يلعبن في أزهى حلة وهي دونهن يلعب بها الحزن والألم والعيد غير السعيد.
    جميعنا مسئولون عن هؤلاء .. عن عيد سعيد - أو حتى بعض سعيد- يصل إلى أيدي وأعين وقلوب الصغار من حولنا. مسئولون عن مواساة آباء لايقدرون على الإيفاء بالمتطلبات جميعها، وأمهات تنتحب معهن السماوات إذ لايجدن لأطفالهن كسوة أو جعالة عيد.
    النعمة في أيدي الناس كثيرة والحمد لله.. وليس على أحد أن يتنازل عن حقه وماله لأجل الآخرين، وإن كانت هذه هي الفتوة عينها، لكننا صرنا في زمن رأسمالي وفي زمن العولمة ولم يعد مفيداً في شيء الحديث عن الفتوة والإيثار.. فقط على المقتدر من الناس أن يتنازل للفقراء وذوي الفاقة والعسرة عن شيء يسير من حق الله، والمال مال الله جملة واحدة.. وحق الله هنا أقله الزكاة المفروضة.. ولاننسى أن في الأموال حقاً دون الزكاة كما علمنا الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام.
    ساعدوا الناس لأنكم منهم وبهم وفيهم تعرفون وعليهم تعتمدون في مراكمة ثرواتكم والأرصدة التي تكدسونها أرقاماً في البنوك فيما الكثير من بني الإنسان ومن إخوانكم وأهليكم يتكدسون فاقة وألماً وأطفالهم إلى جواركم يمنون أنفسهم بثوب جديد أو حذاء جديد أو حتى فستان أبو حديدة.
    التكافل فضيلة المجتمعات الراشدة والجماعات الناضجة.. ونحن ولله الحمد مجتمع مسلم وعربي لا تنقصه الشيم الأصيلة والقيم الإنسانية النبيلة فإذا ذهب أحدكم بأطفاله إلى السوق فليتذكر أطفال جاره وأخيه وابن عمه والجار في سابع بيت، الإنسانية واحدة لاتتجزأ ولاتتبعض.. والإنسان هو الإنسان.. وان تعدد ظاهراً وتكاثرت أفراده وأشخاصه.. ولاعيد إذا لم يكن للناس كافة.. سنقول للتجار والباعة إن أطفالكم ليسوا بأعز على الله من أطفال الآباء والناس جميعاً، فوسعوا على أطفالكم قدر ما تشاؤون.. إنما لا تضيقوا على أطفال الآخرين ولاتغالوا فتحرموا المجتمع فرحة الصغار وقناعة الكبار لاتحرموا وطننا أن يفرح بأحباب الله الصغار.. وشكراً لأنكم تبتسمون.


    الكاتب : أمين الوائلي

  2. #2

    المغرم's Avatar
    Join Date
    Jul 2006
    Posts
    91
    Rep Power
    220
    جزاك الله خير يا وائلي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الوحيشي's Avatar
    Join Date
    Apr 2003
    Location
    Riyadh, Saudi Arabia, Saudi Arabia
    العمر
    40
    Posts
    16,667
    Rep Power
    1044
    التكافل فضيلة المجتمعات الراشدة والجماعات الناضجة.. ونحن ولله الحمد مجتمع مسلم وعربي لا تنقصه الشيم الأصيلة والقيم الإنسانية النبيلة
    موضوع رائع أخي العزيز ولكن السؤال الحقيقي هل مازال المسلمون يقومون بقيمهم الإسلامية ،،، عموما موضوعك كان بمثل المنبه الذي ذكرنا بما قد غفلنا عنه ... سوف أحاول من جهتي ولو ببعض الجهد البسيط إن شاء الله بتقديم شئ إن شاء الله

    تحياتي لك ودمت بود

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. مصر: العسكري يعلن 25 يناير عيداً قومياً
    By CNN Arabic in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 11-01-2012, 05:20 PM
  2. الجزيرة تبث عدداً من مباريات المونديال مجاناً
    By بدوي اليماني in forum ملتقى الريــاضــة
    Replies: 0
    Last Post: 11-06-2010, 01:27 AM
  3. ايها اليمنيون لاتنسوا فضل صدام عليكم
    By almojahed in forum ملتقى السيـاسـة
    Replies: 10
    Last Post: 16-02-2004, 01:52 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •