البحث عن الزمن المفقود
إن الزمن المفقود يعيش في داخلي لدرجة أن عدم استطاعتي العثور عليه في هده الأرض يبدوا لي أمراً لا معنى له
واجد نفسي في حالة جنون.
إن الذاكرة الإرادية العاقلة تعطينا صور غير دقيقة للماضي لتمثل حقيقتها تماما كما يرسم فنان إرتوى من صورة للربيع ,فنفحة من عطرٍ في خبايا النسيان تملئنا بالنشوة فجأة ..
وإذا لمحنا تذكار قديما يعود للزمن المفقود فإننا ننفجر بالبكاء .
عندما تسترسل في أعماقي الذكريات ويأخذني الحنين إليك..
لأنك ذات يوم كنت كل شي ..
وأغلى شي ..
وأجمل شي ...
وأقسى شي ..
وأروع شي .. يأخذني الحنين إليك.
فالمشاعر التي تجيش في النفوس..
أقوى من كل ما حولها من عصف الريح ..
أو لسع البرد .
أخذت الذكريات ترسمني على أوراق شجرة قد رحل عنها الفرح .
وثبت على أهدابي ..
وأخذت ارتحل وأترحل .
عندما استوقفتني لحظات ...
وما أمرها من لحظات ,.
عندما قررت أن اكتب أقصوصتي عنك ,
عن زمن مفقود من خبايا الماضي ولفحات الحنين ,
عن طريقان رسمهما القدر ,
طريقان.. بعيدان ..قريبان ..
أنت هناك ..وأنا هنا ..أقف فوق النقطة السوداء التي وضعها الفراق تحت قدمي ..
لاقف عليها في صحراء أيامي .
عندما تشتد بي رياح الحزن ابحث عن بقعة ارض تحتويني ,
بقعة ارض أتنفس الفرحة فوقها ,
بقعة ارض انزف الحزن عليها..
عندما أتذكرك.... يأخذني الحنين إليك .
تذكرت تلك اللحظات التي كنت فيها التقط أنفاسي بصعوبة ,
لحظة سادها الصمت ,
لحظة اختناقي بالكلمات ,
وعم فيها حديث العيون
تلك اللحظة التي خفنا أن نمزقها بالحديث واكتفينا بالنظرات العاتبة الحزينة ...والتأمل ..
فكم يومها تمنيت لو لم أولد
أو لو لم التقي بك .
فكان السؤال الذي دار في راسي !!
(رباه هل قدرا، نلتقي ثم نفترق دون أي سبب رباه ..؟ لم نلتقي كي نفترق ؟)
آآآآه...حانت لحظات الفراق ويتوجه كل منا إلي طريقه
وكل منا قد هام في عالم الحزن يجر أذيال اليأس خلفه
وشوق الحنين لا يفارقنا.
يا اعز الناس ..
اكتب إليك ..
لأنبئك قبل كل شي بأنك مازلت ,وستظل دائما اعز الناس .
اكتب إليك لأهمس لك كما همست دائما (احبـــــــــــك)
اهمس بها في همسات ممتعة في خروجها من شفتي ,
جميلة في وقعها الخافت على ادني ..
اهمس بها وأنا اعلم أنها ضائعة مع الريح العاصفة بشدة...
والطائر تبتعد وتقلع ..
والدور تتضاءل في الأفق ..
و القمم الثلجية تختلط بالسحب الأبيض ..
فا أتسلل هاربة من عالمك بلا أمل في عودة ولا رجاء في لقاء .
متكئة على حافة المقعد ...
شاردة الذهن زائغة البصر ...
لا أكاد أميز شي سوى رسم واحد ...
هو صورتك بملامحها الحزينة ونظراتها العاتبة .
ليتك تبتسم ...
ليتك تغفر رحيلي,
لو علمت كم احبك لابتسمت ....
وغفرت .
أما الآن ماذا املك في رحيلي اليائس .. ؟! سوى الدموع وبقايا الذكريات وطيف .
عجيب هدا العين التي لا تكف عن الدموع,
كل ذكرى كل همسة أحس بها كأنها يد تعتصر عيني وتسكب دمعي .
كنت تجد في دموعي عزائك وكنت أجد في تجفيفك دموعي خير عزاء .
في وقفتي اليائسة أراقب طيفك يفلت من يدي ليتركني وحيدة ...فتنساب ادمعي ...فا
افتقد يدك المترفقة ولا املك إلا أن اتركها تنساب .
لأتمل من مناجاتي فما عدت املك سوى المناجاة والدموع والتي كانت أول دقات نواقيس الفراق .
تلاشت المدينة في البعد والقمم الشاهقة قد طواها الصغر .
والظلمة تسللت من حولي ,كل شي بداء من حولي يتبدد حتى طيفك الحزين .وأخذت أنصت إلى محركات الطائر فنظرت عبر النافدة محملقة في الفراغ الكبير ..عندها كست أنفاسي الزجاج بطبقة من الزجاج حجبت عني الفضاء الواسع وبلا إرادة ..مددت يد وكتبت على الزجاج (احــــــــــــــــــبك)ومن حيث لا ادري أيضا انسابت الدموع ..غزيرة دافئة .
أتذكر يا حبيبي وقفتك وراء زجاج النافدة ...وأنت تطل على الشارع وأشجار الحديقة في زحام الشتاء يتوجها بحلة بيضاء ,وأنفاسك تكسو الزجاج , وأصبعك تمتد كما تمتد إصبعي لتكتب في كل مرة (احبـــــك حتى الموت).أنا احبك الآن حتى ( ما بعد الموت ).
إني بحاجة إلى تصور بسمتك ,ولكن كيف ؟!.. وقد رحلت بعيدا عنك ,وأنت تنفلت من حياتي ومن أماني وأحلامي ...في طريق وضعه القدر لنا .
حرمت من مشاعرك ... اجل لم يعد هناك خوف عليك من انهياري لقد بت بمناجاة مني وصار حبي لك لي محرابي ,
حبك لي!!!!
أحب أن ارددها وتكرارها ,أحب أن أحس بأنها لا تزال حقيقة كائنة ...لا وهما ولا أحلاما .
لقد كان حبك لي عزائي من كل خذلان ..ويائس..ويعز علي ان افقده وانا في اشد الحاجة الى العزاء .
يمكنني أن احتمل البعد ..والتشرد والحزن وكل أنواع الشقاء مادمت أحس بأنك سعيد .
فهدا هو تعزيتي لنفسي في فقدانك.
ها أنا أتمسك ببقية من تجلد وبقية من حزم وإيمان .
لابد أن ينصفني الزمن ,فراقنا لحن النار المقدسة التي تصهر روحينا فينا ... لنلتقي لقاء أعلى من كل شي وأكمل من كل الملموسات ألا وهو ... لقاء الوجدان والروح ..في كل ثانية من عمرينا ..انك لاشك تؤمن كما أؤمن بأن رب لقاء بدون التلاقي أقوى واشد أثرا .
وربما بعد كل ما اكتب ... أجدني في النهاية ضائعة محزونة بائسة ومع ذلك أحب أن اكتب إليك... وان اقرءاها إليك .
و بي الآن نفس الرغبة في مناجاتك وفي أن أحدثك عن قصتي معك كيف رأيتك أول مرة .. وكيف أحببتك ..وكيف ...وكيف..مما تعرف ولا تعرف نوع من الهذيان أو الجنون .
إن كانت كتاباتي لك هديانا..أفلا يحتمل هذياني إذا عرفت أنا في ترديده تنفيسا عن كربتي ؟؟؟
ولا أظن أن في هدياني سأضر احد ..أو ا أسى إلى أحدا .. فلماذا احرم نعمة الهذيان وانأ في حالة أقسى من أي محموما يهدي .
عندما أحصي سنوات عمري واكتشف انك اصدق شي فيها وانك أجمل سنواتي وان العمر الذي كان معك لن يتكرر.
عندما أبدا حكاية جديدة وأحاول عابثة أن أنساك أستشعرك تتضخم بي عند كل بداية عندها أتذكرك .
عندما أحولك إلى حكاية خرافية و أسردك على قلبي قبل النوم ف اسمع بكاء قلبي واستفساراته المتلهفة عنك فيا خذني الحنين إليك ... عندما يختفي هذا الكون كله ويغيب كل أهل الأرض عن الأرض ولا يتبقى سوى طيفك وزمن مفقود .
سيدي ...
لماذا يأخذني الحنين إليك .. إليك أنت فقط .
آسفة على الإطالة ، وتبقلوا تحياتي .
Bookmarks