شاهدت
الحياة كورطةٌ وقعنا فيها ونحاول الخروج حتى الموت..
ولد الطفل باكياً..
كان يظن أنه كلما كبر قلت الدموع، وزادت قدرته على الحياة..
رأى الشباب فكان حلمه أن يصبح شاباً..
وذات يوم اكتشف أنه قد أصبح شاباً ولم يجد بعد ما يريد...
تلك الابتسامات والقُبل التي كانت على جبينه لم تعد..
أصبح عليه أن يتلقى صدمات الحياة ويكتشف إرث الشيطان منذ مطلع البشرية..
ظل يجول باحثاً عن غايةٍ لحنان يملأ قلبه.
عن إذنٍ تصغي إليه..
عن بسمةٍ لطالما حلم بها...
واستمرت الرحلة حتى بدأت مخاوف رحيل الشباب.....
وشاهدت...
الشباب نصفاً يريد أن يكتملْ...
وشاهدت
السنين وهي تآكل أيام العمر ولا تنفق إلا أرقاما..
ويحها.. كم حطمت أحلامي..
وكم تدخلت في ملامحي..
رسمت على عينيّ قصة حزنٍ عميق...
عبرت بي بوجوه ليتني لم أشهدها..
بنفوس ليت لقاءي لم يكتب بها..
ويحها...
وشاهدت
الأصدقاء وهم كالفراغ حينما احتجت إليهم..
كم فرحت يوماً بهم..
كم أفرح قلبي لقاؤهم..
آواه.. كم دوراً بنيت لصاحبٍ..
فرأيته لا شيءٍ يوماً..
وشاهدت
الأحبة وهم يذبحون فؤادي على عتبات المساء..
عاشوا على قلبي ملوكا
ووهبتهم ما ليس يوهبْ..
مروا كما مرت جراحٌ..
وعشت بعدهم رماداً..
والحروف من الرماد..
وشاهدت
قلبي..
كلما قطف القلب مع حبه وردةُ ناولوه الجراح..
وبرغمهم لازال قلبي نابضاً يروي الحياة..
...
( الإكليل..
27/3/2012)
Bookmarks