Results 1 to 3 of 3

Thread: هذا الاسلام قد فديناه بأرواحنا

  1. #1

    اسامة's Avatar
    Join Date
    Jul 2006
    Posts
    72
    Rep Power
    219

    هذا الاسلام قد فديناه بأرواحنا

    لطالما قالها قياديون من " حماس" في لقاءات معهم، ولطالما التقطناها من بين سطور الكلام، فنحن نعتقد أن لنا باعاً أو ذراعْ، أو حِساً جميلا مرهفاً في وزن العبارات التي تعشقها النفس وينتعش عليها الجسد وتشرئب لها الروح، وملكة وخبرة كبيرة في شراء التحف خصوصا إذا كان الشراء مباشرة من صانع تلك التحف إذا كانت التحف عليها لمسات من التاريخ القديم الممزوج بدماء الرعيل الاول من أمة لا إلآه إلا الله، جيل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وتابعيهم بإحسان، الذين على أجسادهم عبر الاسلام الينا وخطا بأرجله الى كل ديار، وعلى أكتافهم قامت له دولة، ومن عرقهم ودمائهم صار له بنيان.

    فما أعظمها هذه العبارة..وما أعظم الارواح التي تندرج تحت لوائها الأخاذ..وما أعظم الحاملون لها بصدق فيسوقونها في كل نادٍ ويهتفون بها في كل جمع ويطلقون لها العنان في كل ميدان.

    قليلون هم الصادقون حقا هذه الايام، مع أن الصدق مطلوب.. ومع أننا بأمس الحاجة اليه..( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )التوبة119، وقليل هو الصدق المصاحب للاقوال والاعمال معا إذا ما جاء دور التضحيات، ووضعت الانفس على مفارق من الطرق التي تحول ربما بين المرء والوظيفة أو بينه وبين متطلبات الحياة المادية، أو ربما بينه وبين ماله بعضه كان أو كله، أو حتى بينه وبين الروح التي تربطه بهذه الحياة.

    حقا يحتاج الاسلام منا أن نفديه بأرواحنا، وأن نجعل له من أجسادنا أرصفة يعبر عليها، ومن دماءنا نسقيه حتى يرتوي، وكل هذا لن يتأتى إلا إذا كنا صادقين مع أنفسنا ومع الله سبحانه وتعالى ومع أهلنا والناس أجمعين، والصدق صدق القول والعمل، فالقول قول الحق الذي لا يخشى في الله فيه لومة لائم والعمل بذل الوسع والطاقة والله سبحانه يحب الصادقين، ومع الصادقين، وهو أعلم بالصادقين.

    ( إنما المؤمنون الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون )الحجرات15.

    إن انتصار" حماس" على واقع معادي للاسلام أشد العداء، وهو له بالمرصاد إذ حتى في بلاده، هو أعظم انتصار حققته جماعة في أيامنا هذه خصوصا بعد الفشل الذي بائت به للأسف جماعة الانقاذ في الجزائر بعد أن كادت تصل الى السلطة، وتعطيل تطبيقه في كل من السودان وافغانستان كدول سعت الى تطبيقه أو عملت على تطبيقه.

    صحيح أن الصراع في فلسطين يحمل مظمون "جوهري"، فهو جوهر الصراع العربي الاسلامي الصهيوني، وهو جوهر الصراع ومحوره في العالم كله، لإن أصل الصراع في الواقع ديني بحت ولو ترآى للبعض بعض التسميات مثل صراع المصالح والنفوذ الاقتصادي والسيطرة التجارية الخاضعة للقوة الدولية على قدر تسلحها ونفوذها العسكري. ففلسطين هي قضية الاسلام والمسلمين وليست قضية الفلسطينيين فحسب، ولذلك فإن الروح الاسلامية هي فقط التي تتفاعل مع القضية على أساس أنها مسألة مصيرية غير خاضعة للتنازلات والتفاوضات، أما باقي الجهات كالسلطة مثلا وبعض الدول العربية مثل الاردن ومصر قد خضعت الى إبرام اتفاقيات ومعاهدات سلام مع المحتل معترفة بوجوده ومعلنة بذلك للعالم كله بإعطائه الشرعية التامة بإغتصابه لارض فلسطين والتي " لا شرعية لاحد في ذلك " ففلسطين أرض وقف إسلامية لا يملك أحد أن يتفاوض عليها أو يتنازل عن جزء بسيط لا يتجزأ من أجزائها أو ترابها المقدس.

    لذلك فإن نجاح المنظمة الاسلامية في فلسطين كقضية هي الام، وكصراع هو المحور في العالم يحمل طابعا أخر يختلف عن نجاحه في أي بلد عربي أو مسلم أخر، وذلك لإن حل قضية فلسطين أو تحريرها والذي لن يكون إلا بالاسلام إنما يعني عودة الدولة الاسلامية الممثلة بالخلافة الى حيز الوجود وبسط نفوذ الاسلام من جديد والذي يحاربه الغرب ويعمل على إفشاله وتغييبه بشتى الطرق والوسائل وإن كانت اجرامية أو وحشية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعني تدمير دولة الكيان الصهيوني وانتهاء وجودها كما لو كانت من قبل غير موجودة، ( فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )الاسراء7.

    لقد إفتدت "حماس" الاسلام بالارواح والدماء فاستحقوا النصر، وبقي هذا الفوز نموذجا لنا ليذكرنا دوما أننا حتى ننتصر على أنفسنا وعلى حكامنا وعلى الطوابير المتخامسه من أبناء جلدتنا وما أكثرهم قاتلهم الله في أيامنا(وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وعلى كل عدوا يقف لنا بالمرصاد فلا بد لنا أن نفدي هذا الاسلام بأرواحنا ودماءنا، أما إذا كنا نظن أن تغيير واقعنا والانتصار على أنظمتنا العميلة سيأتي مقدما لنا على طبق من ذهب دون تضحيات ودون دماء زكية تراق هنا وهناك، "دماء طاهرة تراق في سبيل ربها إعلاء لكلمته" فإن أحلامنا أحلام يقظة وواقعنا خيال..أو وهما أقنعنا به أنفسنا مع الايام ، والسبب أننا حقا غير مستعدون لبذل التضحيات حتى صار واقعنا من واقع قوم موسى عليه السلام (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون )المائدة24.

    أو كبني إسرائيل عندما طلبوا من نبيهم أن يبعث اليهم بملك حتى يقاتلوا في سبيل الله ولما جاء الملك تولوا عن القتال ( الم ترى الى الملا من بني اسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لاتقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ) ونحن ننتظر من يأتي من خلف الجبل أو يطل علينا من بين التلال حتى يغير لنا حالنا ويحملنا ويطير بنا بجناحيه الى الجنان بعد أن يحل لنا كل مشاكلنا، والحل بأيدينا ونعلمه حق العلم ونعرفه حق المعرفة ولكنه بحاجة منا فقط الى تضحيات.

    نحن فقط بحاجة الى القدوة لنقتدي، وقدوتنا خير من ضحى في هذا الدرب رسول الله صلى الله علي وسلم الذي كان يقول ( لقد أذيت في الله وما يؤذى أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة، وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئ يواريه ابط بلال ) وهو خير أسوة وخير من يقتدى به ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) ولنأخذ من تاريخنا الحافل على سبيل المثال شخصية من الشخصيات التي رباهم محمد صلى الله عليه وسلم وتخرجوا على يديه من مدرسته. "مصعب بن عمير" ذلك الشاب اليافع الذي كان منعما يأكل أجاود الطعام ويلبس محاسن الثياب فلما أدركه الاسلام ترك كل شيء من أجله، واكتفى بأن يكون داعيا الى الله في عرصات المدينة حتى أدخل الله سبحانه به الاسلام الى كل بيت من بيوتاتها. وفي مجال القتال قطعت يده اليمنى رضي الله عنه في" أُحد" فحمل الراية في يسراه حتى قطعت فحملها بين عضديه "وإبن قمئه" الملعون يضربه بالسيف حتى قتله رضي الله عنه وأرضاه، وعندما وضع في اللحد لم يجدوا له إلا ثوبا واحدا إذا غطوا به رأسه بانت قدماه وإذا غطوا به قدماه بان رأسه وهو إبن النعمة والترف والرفاهية، فهيهات هيهات، حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغطوا رأسه بالثوب ويضعوا شيئا من نبات الإذخر على قدميه. هؤلاء قدموا للاسلام وضحوا فسما الاسلام وسموا معه حتى صاروا منارات شامخه لدرجة أنه إذا ذكر أحدهم ذُكر الاسلام.، لانهم بإختصار استوعبوا حجم الامانة الملقاة على عاتقهم فادوها باخلاص، وقاموا لها حق قيام، وامتثلوا لحملها أحسن امتثال.



    إن الناظر والمتبصر في عجلة التاريخ يرى أن التغيير للاصلح لا يتأتى بدون ثورات يكون ثمنها دماء غالية وأرواح سامية بذلت رخيصة في سبيل الله في سبيل هذا التغيير، إذ أن للتغيير سنن جعلها الله سبحانه وتعالى حتى يميز الخبيث من الطيب فالطيب يرفعه ويضع الخبيث وحتى يختبر الانفس ويبتلي ما في الصدور ويمحص ما في القلوب وحتى يعلم المؤمنين ويختار شهداءه ( وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين )ال عمران140، إننا لا ندعوا الى تطرف وحمل السلاح في وجه حكوماتنا ولكنا ندعوا الى الصدع بالأمر، وقول الحق والمنافحة عنه فالساكت عن الحق شيطان أخرس و ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فلا بد من مفاصلة بين الحق والباطل حتى يُزهق الباطل، وترتفع راية الحق خفاقة .



    إن للاسلام رجال يُتسموَنَ به، وإن للحق منارات عُرفت من خلال أفواه الرجال وأفعالهم، وإن للرجال منابر إذا صُعدت كان لها صدىً مدويا إهتزت له الانام، فأين الرجال...أين نحن من ذلك اليوم الذي اقتحم به "عقبة بن نافع" المحيط الاطلسي بقوائم فرسه قائلا: "والله لو أعلم أن وراءك أرضا لغزوتها في سبيل الله" ثم قال وهو ينظر نحو السماء "يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدا في سبيلك". لا شك أن المسافة بعيدة، والسفر طويل، ولكن بلوغ الغايات يبدأ مع أول خطوة نخطوها، فهل يبلغ أحد أن يقول مثل هذه الاقوال بدون تضحيات، وهل يبلغ أحد أن يصل الى تلك البحار بعد إجتياز القفار بدون تضحيات، وهل يبلغ أحد أن يفتح الله على يديه الفتوحات من دون تضحيات.



    إن دين الله غالي وليس من شيء أغلى من الارواح يفتدى بها، والجراح والحرمان والتشرد والسجون كلها أثار للتضحية تجسد حجم هذا الفداء وتؤكد بلوغ الغايات، وإصابة الاهداف على حسب مقدار تلك التضحيات، فشخصية مثل شخصية "يحيى عياش" عاش مشردا عن أهله ومختفيا من بيت الى بيت ومن مكان الى أخر في ظل بحث واستطلاع متواصل لقوى الاحتلال، ولكنه قدم للاسلام بتضحياته جيلا من الدروع البشرية لا تهزم، وأدمى جبهة العدوا مرارا عديدة وما زالت طلائعه تدمي للعدوا مقلا وجباه. لا بل لندع التأمل يأخذنا بفكره الى شيخ شهداء هذا العصر "أحمد ياسين" رحمة الله عليهم أجميعن، رجل مقعد الجسد لا يقوى على حراك ولكنه قدم للاسلام ما تعجز عن تقديمه الملايين فلقد أسس "حركة" شلت قوى العدوا وكبدته الكثير من المخاسر البشرية والمالية والمعنوية وأجبرته على التراجع والاندحار، فما أعظم هذه الارواح، إنها خالدة بما قدمت من تضحيات وبما أفضت اليه عند مليكها.

    ( إن الذين أمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله )البقرة218 .



    يطوي الثرى أجساداً لكنها "حية" بين أظهرنا تعيش، أصواتها تعلوا على أصواتنا في كل مناسباتنا الحزينة وفي كل اجتماعاتنا العقيمة وفي كل لقاءاتنا المسلوبة من الود الاخوي الاسلامي ووحدة الهدف والهم المشترك البعيد عن الاهواء الشخصية والطموحات الدنيوية، ذكراها أفضل من مشاهدة ملايين الاحياء..لانها كانت "صادقة"..كانت تعيش بيننا بأرواحها وليست بأجسادها.. فلذلك كانت سامية، كانت تعيش للإسلام فصارت خالدة، فلا خلود لمن لا يعيش للاسلام ولا ذكر جميل ولا حياة لميت، فكل من لا يعيش للاسلام فهو ميت وإن عاش وعاش وعمر.

    الاسلام ينتظر منا التضحيات حتى يُسند ظهره وتقوم له قوائم، الاسلام يعيب علينا تقصيرنا في حقه وإهدار حاكميته وتغييب قوانينه وتشريعاته ، والاسلام يعاتبنا في شرف الانتساب اليه وعدم الامتثال لمدرسته والانقياد اليه كليا وليس جزئيا، فمدرسة هي مدرسة "الطاعة" والطاعة هي "طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم".

    ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم )محمد33.



    فلا ولن يُقيم الدين في أرض العرب
    من يسير مع الأمور كما تسيرْ

    ولا ولن للمجد الأبي سناً
    يكون من كان في قضيته صغيرْ

    كل الرجال مبادئٌ منذ الأزل
    وصانع المجد بمبدئه كبيرْ

    أما ذكورة نحن والبط فيها سواء
    فهي أيضاً في اليهود وفي الحميرْ

  2. #2

    فانتر's Avatar
    Join Date
    Apr 2006
    Posts
    1,911
    Rep Power
    438
    والله اخوي ما ادري اشكرك ولا امدحك على العموم كلمات من القلب الى القلب صدقني في وسط كلامك خطر في بالي صلاح الدين الأيوبي وكيف كان اليهود يعملون له الف حساب الله يرحم ايامة.. وصدقني يا صاحبي ما راح ينصلح حال الأمة الا اذا رجع كل واحد فينا لدينة وبدا يصلح في نفسة واهلة وبعدين الواحد يفكر في إصلاح الأمة.

    تسلم اخوي على الكلمات الرنانة والأسلوب الممتع الراقي.

  3. #3

    اسير الدمعة's Avatar
    Join Date
    Aug 2006
    Posts
    52
    Rep Power
    218
    نسال الله ان ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان

    جزاك الله خيرا اخي اسامه

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. سيف الاسلام القذافي: ما يحدث في ليبيا هو نفسه ما حدث في لبنان مع تنظيم فتح الاسلام
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 27-02-2011, 04:21 AM
  2. مة الاسلام \
    By علي البارد in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 0
    Last Post: 09-06-2010, 12:58 PM
  3. شهر رجب في الاسلام
    By محسن منصور in forum ملتقى حياتنا الدينية
    Replies: 1
    Last Post: 27-07-2006, 06:21 PM
  4. اول من نصر الاسلام امرائه
    By الطبيب البهلولي in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 2
    Last Post: 14-11-2003, 07:52 AM
  5. الاسلام الي اين
    By salah alnhme in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 3
    Last Post: 16-10-2003, 03:22 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •