كانت الساعة الواحدة ظهرا حين ذهبت إلى محطة الباصات لأذهب إلى الجامعة جلست على المقعد لوقت ما انتظر لغاية مايمتلي الباص، لفت انتباهي انه كل الرجال الماشين في الشارع في تلك الساعة الحارة من الظهر يحملون أكياس وردية صغيرة في البداية نظرت متعجبة و لم اعر الأمر اهتماما
المهم الباص أخيرا أتحرك و كالمعتاد في كل مكان له وقفة الى إن وصل الى الجولة في خور مكسر مايسميه أصحاب عدن جولة الجمهورية ( جولة البط) هنـــاك المنظر كان ملفت للانتباه بشكل غير طبيعي كل ذكر بكل عمر من العشرين و ما فوق حاملين كيس وردي سواء كان الذكر هذا في كرفته و بدله و حقيبة الى الذكر بملابس ممزقة تدل على مستوى المعيشة المتدني تسألت أبش فيــــــه هذا الكيس؟ هـــــل هذا تقليد يمني جديد؟ بعض من هؤلاء الرجال طلع الباص و قدرت أشوق الكيس عن قرب
في داخله تواجد أعجب شئ ورق خضـــراء ! كل واحد يمضغ هذه الورق الخضراء في عز الظهر الورقة المدمرة في بلادنا ورقة
القــــــــــــــــــــــات
ألا تري يا أخي أنها مدمرة لك و لعائلتك و لمجتمعك؟
ما الجدوى من مضغه؟ حين سألت بعض الأشخاص قال لي خالي انه بدون القات ماكان الإنسان قدر يعمل صداقات و أصحاب فكل الصحوبية تتمحور في مقيل القات
قلت له مافي قات ما فيش أصحاب؟ رد بنعم
شكرا لا نريد أصحاب هادمين كان ردي
ابن خالتي الآخر الذي لا يمضغ القات إطلاقا سألته لماذا؟ قــــال أفضل قضاء الوقت مع العائلة بعد يوم عمل مرهق اعلم أولادي و أعرف ماذا تعلموا في المدرسة و كيف هي أحوالهم و حين نشعر بالملل نخرج للنزهة في عطلة نهاية الأسبوع
مش كل ابن و بنت يتمنون أن يقضي والدهم وقت في المنزل و يتعرف على أبنائه بدل من أن يكون شخص يحضر المال الى المنزل و الى هنا تنتهي المعرفة؟
ألا ترى يا أخي المدرس إن القات مضيعة للوقت؟
فبدل من أن تحضر الدروس لطلابك و تجتهد لتزرع المعرفة في قلوبهم و تنظر في دفاترهم لتبحث عن نقاط ضعفهم أنت تقضي وقتك في مضغ هذه الورقة المقيتة؟
مـــاذا تفعل لمجتمعنا؟ أنت تهدم التعليم و المستوى الدراسي للطلاب دون قصد ربما لكن هذا ماتفعله
و أنت يا أخي الطبيب بعد ست سنين في الجامعة تعلمت السيئ و الجيد لجسمك ألا تعلم إن القات ضار بالصحة؟
كيف تكون قدوة لمريضك و أنت تضر نفسك؟
و أنت يا أخي الموظف سواء كنت موظف حكومي أو تاجر أو مهندس، ألا ترى أنك تصرف النقود التي تتعب لجنيها منذ الصباح تذهب الى العمل و تعمل ساعات متواصلة حتى الظهر و تعود الى المنزل في ذلك الجو الحار و بعدها ماذا تفعل؟ تصرف النقود التي جنيتها بعد تعب و إرهاق لتشتري هذه الورقة المقيتة؟
مــــــــــاذا تفعلون؟ لعائلاتكم؟ لأبنائكم؟ لمجتمعكم؟
و بعدها تتساءلون لما لازلنا نحارب في هذه الأوضاع المزرية في بلادنا؟ لما مازلنا نعاني التخلف و قلة التقدم و دوما خطوة إلى الأمام و عشرات الى الخلف؟
و فقه أخي العزيز اعد النظر في أولوياتك و توقف عن تدمير نفسك و من حولك
و شكـــــــرا
Bookmarks