وجهت لنا دعوة كريمه من الأخ عضو شباب اليمن (صديق الأفق) مع تحفظي على هذه التسمية إلا انه يبقى لكل شخص حرية تسمية نفسه في ملتقى شباب اليمن
وفي الصباح الباكر ليوم أمس انطلقنا من صنعاء إلى محافظة عمران تحديدا مدينة خمر
بدأنا الرحلة وكان الجو غائم جميل مع زخات مطر خفيفه مما زاد الرحلة مرحا ,, كان مضيفنا اشبه ما يكون بالمرشد السياحي الذي يصف لنا كل شي عن تلك القرى التي مررنا بها ذات اليمين وذات الشمال ..
الذي لفت انتباهي هو تلك المنازل التي منحوته في الجبال فلا ترى الا فتحة في الجبل اشبه ما تكون بالكهوف واحيانا تكون مرتجة بباب من الحديد او الخشب القوي جدا .. هذه المرة الاولى التي أرى فيها بيوت كهذه .. والعجيب في ذلك ان كل جبل فيه مئات المنازل ,, واعتقد ان هذا الشي لا يوجد الا في اليمن .. نعم ورد في القران الكريم عن ذلك في ان الامم في السابق كانت تتخذ من الجبال بيوت فارهه لكنني لم اكن اعرف انه ذلك لا يزال الى الان وفي وقتنا هذا .. لا اخفيكم ان ذلك الامر كان سبب في اندهاشي ثم ايضا في اعجابي الشديد بتلك المنازل وكنت اتمنى ان ادخل احدها .. لما شاد صديقنا تلك الرغبة لدي في ذلك اصر على ان يدخلنا احد تلك المنازل ولكنه لما اقترب وكان الامر بالنسبة له عادي ان يستأذن احد السكان في الدخول لكن الاستحياء سيطر علي كل السيطرة وتصارع مع فضولي ورغبتي في دخول المنزل فغلب الاول الاخر وتراجعت وطلبت منه التراجع وبقي على اصراره الا انني طلبت منه تأجيل ذلك الى وقت اخر ورجعنا ,, وهكذا ومن وجهة نظري ان لكل شيء رائع و جميل ثمن وقد يكون الثمن باهض للحصول عليه ..
انطلقنا ولما وصلنا الى قرية اخرى قال صديقنا ومرشدنا هذه قرية اليهود ما ان سمع العضو مجنون نت اليهود الا ونهض كالجني اريد ان ارء اليهود واتحدث معهم .. سألناه لماذا قال اريد دعوتهم الى ملتقى شباب اليمن لنتحاور معهم .. ولما عارضناه قال اليسوا يمنيين قلنا بلى قال اليس شباب اليمن لكل الشباب اليمني قلنا بلى قال اذا يحق لهم ان يشاركوا معنا ..
اعتبرناها وجهة نظر لا تتعارض مع الدين
بعد ذلك وصلنا الى خمر
ماذا حصل عندما وصلنا واول ما وصلنا وقبل ان تقف سيارتنا بثواني
لا اعتقد انكم تتخيلون ماذا حصل
انها رصاصة ابليس الاثمه تقابلنا اينما ذهبنا في ربوع وطننا الحبيب لتعكر علينا صفونا وراحتنا ..
احد المواطنين في السوق يطلقها على مواطن اخر بعد شجار في السوق والله اعلم انه على قات
كان الامر بالنسبة للجميع عادي بل واكثر من عادي
كان هناك امر ملفت جدا على الاقل بالنسبة لي انا .. اتدرون ما هو
نعم انه غياب الشرطه وتخلفها عن الحضور .. لانه وفي كل مكان بالعالم وحين حدوث جنحة او جريمة او جناية عادة ما يتبادر الى الاذهان الاتصال بالشرطه وابلاغها للحضور لكن اعتقد انني كنت ناسي اني في اليمن .. لا حضور للشرطة ولم يكن لحضورها داع لان القبائل هناك تحكم نفسها بنفسها وقد قاموا بحل الامور فور وقوعها ..
مضينا نتجول في خمر لتقع عيناي على تلك الدار الجميلة الرائعة القديمة المبنية بالحجر وابوابها الخشبية القديمة التي اعتبرتها رحلة عبر الزمن وروع الى الخلف لقراءة تاريخ وحقبة زمنية قديمة ,, نعم قراءتها ولكن على الواقع وليس على صفحات كتاب .. انها دار اسعد الكامل نتجول فيها وندخل بابها بكل حرية ونفتح ابوابها دون استئذان ..
صدق من قال لو دامت لغيرك ما وصلت اليك .
ان في التأمل في تلك الديار عبرة وعضة لمن كان له قلب ولمن كان له ذرة من عقل ..
في هذه اللحظه رأيت الاخ مجنون نت وهو يطرق الباب ثم بعد ذلك ينادي بصوت عالي يا اسعد الكامل واخذ يتحدث مع نفسه بضع دقائق ,, ضحكت وقلت لكل من اسمه نصيب وقد اسميت نفسك مجنون .
بعدها عاد لي مجنون نت وقال كنت اتحدث الى سعد الكامل وقلت له نحن شباب اليمن جئنا لزيارتك قال من شباب اليمن لا اعرفهم قلت له نحن شبا باليمن وشرحت له عن ملتقى شبا ب اليمن قال واين انتم الى الان لم يسأل عني احد ولم تذكروني حتى بكلمة في ملتقاكم قال فاعتذرت لاسعد الكامل ووعدته باننا سوف نخبر كل الشباب بحديثك الي هذا ..
عدنا الى منزل صديقنا حان وقت الغداء ولما وصلنا الدار فتح لنا الباب رجل عليه وقار ذي لحية بيضاء يشع من وجهه النور ولا نزكية على الله .. كان يرحب بنا قمنا بالسلام عليه وهو يكرر ترحيبه بنا وندخل الدار ويقابلنا الجميع بحفاوة وترحيب وكرم عربي اصيل يدل على انتماء هذا الشعب العظيم الى اسلافة واجداده العرب الذين تميزوا على سائر الامم بكرمهم واصالتهم وعاداتهم الحميدة .
وقدموا لنا سفرة من الطعام مشكلة من كل ما لذ وطاب رغم اتفاقنا مع مضيفنا ان نذهب معه شريطة ان يكون على الحاصل والموجود دون تكلف الا انه نكث وعده .. لكنه نكث حميد فقد كنا جائعين
الذي لفت انتباهي وكان حديثي مع القوم هو ان كل ما على المائدة من طعام واواني كان يمني ولم يكن بها أي شيء مستورد وهذا من نعم الله علينا في اليمن التي تستوجب الشكر لله بالقول والعمل .. اللهم دم علينا نعمك واحفظها من الزوال ...
بعد ان تناولنا الغداء طلبوا منا الذهاب الى المنزل الاخر الذي لم يكن بعيدا وادخلونا ديوان يزيد طوله على العشرين مترا كما هو العادة في كل منزل في اليمن ان يكون ديوانا معد للضيوف وللمقيل وهي اشبه من تكون بالمنتديات للنقاش والحوار ان احسنا ادارتها ووجهنا الحديث فيها في الوجهة الصحيحة والسليمة كانت ثمارها جزيلة وعظيمة تعود بالنفع الكبير ..
لما دخلنا الديوان توجهنا للصلاة جمعا وقصرا الا ان مجنون نت تخلف عن الصلاة ولما سأله والد صديفنا عن ذلك قال انا مسافر
حاولنا ان نجد له عذار وقلت له انه يصليها جميعا اخر النهار .. لكنه لم يكن عذرا مقبولا ..
قام صديقنا ومضيفنا في مقام المحامي ليأتي بعذر لمجنون نت يخرجه من هذا المأزق فقال في براءة متناهية انء يابه هو شوعي ما يصليش هههههههههههه
ضحكنا جميعا قال مجنون نت انته تبا تخرجني ورطتني الله يأخذك ... وانتهاء الحديث هنا.
طلبت من والدنا الشيخ الجليل ان يدعو لنا جميعا بالهداية والصلاح فدعاء لنا والحمدلله قام مجنوننا وصلى وكانت من ثمرات رحلتنا المباركة ان شاء الله .
بعدها رجعنا والجو غائم كما ذهبنا وزخات المطر مصاحبة لنا حتى وصلنا الى منزلنا في صنعاء والى رحلة قادمة لشباب اليمن باذن الله .. ونستودعكم الله ولا تنسونا من صالح دعائكم .. فحق الاخ على اخوه ان يدعو له بظهر الغيب ودمتم في رعاية الله وحفظة يا شباب اليمن ..
تحياتي
Bookmarks