Results 1 to 3 of 3

Thread: المسار المتعرج للتغيير في الوطن العربي

  1. #1


    Join Date
    Apr 2011
    العمر
    39
    Posts
    35
    Rep Power
    160

    المسار المتعرج للتغيير في الوطن العربي

    يقول الكاتب السعودي نجيب الخنيزي:...إن ثورتي تونس ومصر اتسمتا بالطابع السلمي والمدني المتحضر، ونجحتا في تحقيق الكثير من المهام والاستحقاقات الوطنية/الديمقراطية بأقل قدر من الخسائر البشرية والمادية، مقارنة بثورات تاريخية كبرى أثرت عميقا في داخل بلدانها وامتدت تأثيراتها إلى الخارج، كالثورة الأمريكية (1776 ) والثورة الفرنسية (1789 ) وثورة أكتوبر البلشفية في روسيا (1917 ) والثورة الصينية (1949 ) أو الثورة الإيرانية (1979) وغيرها وبغض النظر عن المآل التاريخي لكل منها. صحيح أنه حدثت ثورات عديدة ذات طابع شعبي وسلمي في العالم في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، كما حصل في كوريا الجنوبية والفلبين وإندونيسيا والدول الاشتراكية السابقة، غير أن تأثيراتها وتداعياتها لم تطال في العمق المحيط الإقليمي المباشر، بخلاف الثورات العربية في منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بأهمية استراتيجية استثنائية (الموقع الجغرافي والنفط) على صعيد العالم وخصوصا لدى دول المركز وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. من الطبيعي انه لا يزال هناك العديد من الاستهدافات والتطلعات العالقة التي لم تتحقق وتنجز حتى الآن في تونس ومصر من وجهة نظر الشعب، وخصوصا من قبل قواه الشبابية الثائرة، والذي لم تتبدد مخاوفه بعد من إمكانية إجهاض الثورة أو اختطافها من قبل بقايا النظام السابق، أو المتسلقين الجدد في ربع الساعة الأخيرة من عمر النظام. لكن في كل الأحوال فإن ثورتي تونس ومصر وما أعقبهما من حراك وثورات وانتفاضات شعبية باتت تشهدها جل البلدان العربية في هذه اللحظة التاريخية المفصلية، دحضت مقولة إن المنطقة العربية هي بمثابة الربع الخالي في العالم، من حيث عدم قابليتها للتغير، ولغرس بذور الحرية والديموقراطية والعدالة فيها، بزعم «خصوصيتها الثقافية والدينية والاجتماعية». وفي ضوء مسيرة الحراك الشعبي العربي العام يتبين بأن النظام العربي الذي صدم بثورتي تونس ومصر، ثم بحجم وسعة التحركات والهبات الشعبية العربية، بات يسعى جاهدا لتطويقها واحتوائها. النهج المعتدل نسبيا الذي اتسمت به بعض الأنظمة الملكية مثل المغرب والأردن ويمكن أن نضيف إليها دولة غير ملكية هي الجزائر جعلتها تواجه الاستحقاقات والمطالب الداخلية المتصاعدة برؤية ومنظور بعيد المدى للحفاظ على استمرار استقرارها، مما جعلها تختار بشكل عام أسلوب ونهج الحوار والحلول الوسط،بين النظام من جهة، وحركة الشارع والمعارضة، وفي مقدمتهم الشباب ومطالبهم من جهة أخرى، وبما في ذلك التعهد بتنفيذ العديد من الوعود والإجراءات الإصلاحية الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المتباينة من حيث العمق والسعة. هذا لا يلغي باعتراف العديد من المسؤولين فيها وقوع أعمال عنف وتعديات من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لها بحق المواطنين في الماضي والحاضر، والتي هي وفقا لتصريحاتهم محل تحقيق ومتابعة. غير أن لهذه القاعدة بعض الاستثناءات المعروفة كما هو الحال في البحرين والى حد ما في عمان حيث سقط نتيجة العنف الكثير من القتلى والجرحى ناهيك عن مئات المعتقلين. الصورة مغايرة ومعاكسة تماما في ظل الأنظمة الديكتاتورية العسكرية/الأمنية الفاقعة في العالم العربي والتي تشكلت إثر انقلابات عسكرية، إذ يتبين بأن آفاق التغيير فيها ليس سهلا، ودونه خرط القتاد، حيث سالت وستسيل دماء كثيرة من أبناء الشعب الأعزل، الذي كل ذنبه أنه تجرأ ليأخذ حقه كبقية شعوب العالم في الحياة الحرة الكريمة والعادلة، وهو ما نلحظه بشكله المفجع والدامي في ليبيا، حيث المجازر اليومية التي ترتكبها القوات والكتائب الأمنية الموالية للقذافي، ناهيك عن مرتزقته والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين والمهجرين المدنيين الليبيين، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين الأجانب، كما تتصاعد وتيرة الاستخدام المفرط للقوة وممارسة القمع الدموي والاعتقالات الواسعة في دول أخرى مثل اليمن وسوريا. لقد أيقنت غالبية الشعوب العربية بحكم تجربتها ومعاناتها المريرة على مدى عقود من نشوء الدولة العربية الوطنية «الحديثة» ووصولها الى طريق مسدود، إثر فشلها الذريع في بناء وترسيخ تنمية متوازنة بأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية، وحيث جرى تهميش أي دور مستقل للشعب والإنسان الذي هو أداة وهدف ومغزى أي تنمية إنسانية حقيقية ومستدامة. الأمر الذي رشح عنه طغيان الاستبداد السياسي، والاحتقان الاجتماعي، والريع الاقتصادي، والخواء الفكري، والتكلس الثقافي، وما نجم عنه من استفحال التمايزات الطبقية والاجتماعية الحادة، وتفاقم الفساد والبطالة والفقر والغلاء وترد الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.ومع غياب وتغييب الحريات العامة للشعب ومؤسساته المدنية المستقلة، وضمور وغياب فكرة المواطن وحقيقة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، أخذت تطفح على السطح مختلف الولاءات والانتماءات (الدينية والمذهبية والقبلية والمناطقية) التقليدية، وتصدرت القوى والمجاميع الدينية المتشددة والتكفيرية، والتي بلغت ذروتها في عمليات الإرهاب المنفلت الموجه ضد الدولة والمجتمع بكل مكوناته، ناهيك عن تفجر الحروب والصراعات الأهلية والطائفية والعرقية، كما حدث ويحدث في السودان، الصومال، لبنان، العراق، واليمن. بما يشي بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ. لقد عرت وكشفت ثورات الشعوب العربية، تهافت خطاب بعض الأنظمة العربية وفقا (لنظرية المؤامرة) والذي عملت على مدى عقود لتسويقه داخليا وخارجيا على حد سواء، وبما في ذلك التلويح بخيار خطر التقسيم أو تفشي الإرهاب وهيمنة الأصولية المتطرفة، ناهيك عن فزاعة طرح تنظيم القاعدة كخطر محدق (كشفت الهبات الجماهيرية في بعض دول العالم العربي الأخيرة مدى ضآلة وضعف نفوذها الشعبي على الأرض).وذلك كبديل لاستمرار تسلط وهيمنة النخب الحاكمة ، وديمومة احتكارها لمكونات القوة والسلطة والثروة. لقد أثبتت الشعوب العربية إن التباينات والاختلافات بين الهويات الفرعية، يمكن احتواءها ضمن خيمة الوطن والمجتمع الواحد ، ومصالحه الوطنية العليا المشتركة ، وبان السياسات الفاشلة للنظم والنخب الحاكمة ، و القوى المتنفذة المستفيدة ومصالحها الأنانية و الفئوية الخاصة ، هو العامل الرئيس في تظهيرها و تسعيرها. وبغض النظر عن نتائجها الكارثية على وحدة ومستقبل بلدانها. أ.هـ
    ويمكن أن نضيف لهاتين الثورتين(التونسية والمصرية)_الثورة اليمنية السلمية_التي تعتبر من أعظم الثورات في العالم،حيث نلاحظ شعب ثائر ومسلح يعتمد وينتهج مبدأ السلمية في ثورته(بتصرف)..
    شكرآ أخي القارئ لمرورك على هذا الموضوع،،،،،

  2. #2

    الأمـيـرة's Avatar
    Join Date
    Mar 2011
    Location
    الإمــ دبي ـآرات <3
    العمر
    29
    Posts
    4,095
    Rep Power
    258

    رد: المسار المتعرج للتغيير في الوطن العربي

    الله ينصر الثائرين بكل مكااآآن..
    تسلم أخي وليد عل الموضوع...

    تحيآآتي:أميرة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    عادل دويسر's Avatar
    Join Date
    Dec 2006
    Location
    عش حمامة!
    Posts
    2,949
    Rep Power
    297

    رد: المسار المتعرج للتغيير في الوطن العربي

    شكرا أخ / وليد على الموضوع
    ولكننا لم نكن نعرف مسارا صحيحا يحذوه العرب
    إلا بما يتناس مع رغبات الغرب فيما يكون ضره اكبر من نفعه
    Last edited by عادل دويسر; 11-04-2011 at 10:03 PM.

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. Replies: 0
    Last Post: 17-04-2011, 09:10 AM
  2. الاسد: لا يمكن الحديث عن المسار السوري دون المسار الفلسطيني في عملية السلام
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 06-07-2010, 02:40 AM
  3. الوطن العربي......!!!!
    By بدوي اليماني in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 2
    Last Post: 11-02-2010, 06:20 PM
  4. أبطال التزحلق المتعرج المتوازي يلتقون في موسكو
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 24-11-2009, 12:30 AM
  5. Replies: 7
    Last Post: 10-08-2005, 07:49 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •