يقتلون القتيل ....؟

بقلم / عبده محمد الجندي
------------------------------
لا أعرف لماذا تعتقد أحزاب المشترك بأنها قادرة على احتراف لعبة قتل القتيل والسير بجنازته، تذرف دموع التماسيح الكاذبة وتقديمها للناس مرتدية جلباب الواعظين والمرشدين الذين يقولون عكس مايعملون .. ويعملون عكس مايقولون؟
رغم أنهم سبب رئيسي لكل ما يحدث في اليمن من المشكلات والمعاناة والقتل والتدمير وتعطيل التنمية وإقلاق الأمن والاستقرار والفساد؟
إلا أنهم يأبون إلا التذمر ويلقون المسؤولية جزافاً على فخامة الأخ رئيس الجمهورية وأبنائه فقط، دون غيرهم من القيادات الحكومية والقيادات الحزبية.. لأن التجربة المريرة للإخوان المسلمين الذين يقودون أحزاب اللقاء المشترك وحلفاءهم علمتهم أن لا أمل للاستيلاء على السلطة بشرعية انتخابية أو بشرعية ثورية انقلابية، طالما بقي فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية ورئيساً للمؤتمر.
ومعنى ذلك أن مصلحة الإخوان المسلمين الذين آلت إليهم قيادة أحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم، تستوجب حشد أقصى مالديهم من الجهود وتعبئة كل ما لديهم من الطاقات والإمكانيات وتسخير كل ما لديهم من التحالفات والعلاقات الداخلية والخارجية لإسقاط نظام الرئيس صالح وإجباره على الرحيل من موقعه دون قيد ولا شرط ولا حوار ولانقاش، مهما كانت شرعيته الدستورية وقوته الملايينية الشعبية المطالبة باستمرار حتى تنتهي فترته الزمنية.
أعود فأقول إن الاعتصامات قد استوجبت الحماية بانشقاقات عسكرية متمردة على الشرعية الدستورية، بالإضافة إلى الدور الحيوي الذي تقوم به القنوات الفضائية المسخرة 100 % لتضخيم الاعتصامات والمعارضة وتهميش الاعتصامات والمسيرات المؤيدة للشرعية في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بتغيير مواقفه الدعية إلى حل الخلافات بالأساليب الحوارية الديمقراطية.
بل وتجاوزت ذلك إلى تجيير الاعتصامات الملايينية المؤيدة لمبادرة رئيس الجمهورية لصالح أحزاب المعارضة.. سواء بالصورة أو بالتعليق على الصورة الذي يصف المعارضين بالملايين ومئات الآلاف، ويصف المؤيدين بالآلاف وعشرات الآلاف بصورة لا تتفق مع أبسط مبادىء الحيادية والمهنية الإعلامية الموجبة للاعتداد والتوازن الذي توجبه المصداقية والموضوعية.
أخلص من ذلك إلى القول إنهم يقتلون القتيل ويتقدمون جنازته وأنه لاغرابة أن تتعمد هذه الأحزاب المعارضة اتهام رئيس الجمهورية وأبنائه وأعوانه وأجهزته الأمنية بأنهم المسئولون عما حدث من أعمال قتل في ساحة التغيير وفي مصنع 7 أكتوبر، رغم معرفة الرأي العام أنه لاعلاقة لهم بما حدث من أعمال قتل سابقة ولاحقة، تقع مسؤوليتها على كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية المحركة للاعتصامات والاعتصامات المضادة وللمسيرات والمسيرات المضادة التي أوجدت هذا النوع من الاختلالات الأمنية على نحو استفادت منه القوى الإرهابية التي لا تؤمن بالعملية الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية الحزبية والتداول السلمي للسلطة.