الرئيس اليمني رفض تسليمي لواشنطن وكشف زيف الدعاوى الأميركية
الوطن ــ صنعاء ــ جبر صبر
الشيخ عبد المجيد الزنداني أحد أهم الشخصيات الإسلامية والدعوية‚ ليس في اليمن فقط‚ وإنما على مستوى العالمَيْن العربي والإسلامي‚ ومنذ عدة سنوات والولايات المتحدة الأميركية تحاول توريطَ الشيخ في تمويل الإرهاب‚ وبالتالي طالبت بشكلٍ غير منطقي بالقبض على الشيخ‚ ومصادرة أمواله‚ والاحتجاج على اصطحاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح له في القمةِ الإسلاميةِ بمكة المكرمة‚ وهو ما اعتبره الزنداني استخفافًا باستقلال اليمن‚ واعتداءً على سيادة البلاد‚
ولعل هذا الأمر فتحَ العديد من الملفات المتعلقة بالتدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للدول‚ وهل هناك جدوى من إجراء حوارٍ واسعٍ مع الولاياتِ المتحدة‚ كما فتح ملف الأوضاع السياسية في اليمن‚ هذه القضايا وغيرها طرحناها على فضيلةِ الشيخ الزنداني- رئيس شورى التجمع اليمني للإصلاح ورئيس جامعة الإيمانِ وأحد أهم الشخصياتِ الإسلامية المهتمة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم- في حوار خاص مع فضيلتة بمكتبه بصنعاء:
وقد بدأنا معه الحوار بقضيةِ الساعة‚ وهي تعرضه لحادثتين منفصلتين‚ وهل يعد ذلك استهدافًا شخصيًّا له؟ وما موقف الحكومة اليمنية منهما؟
وكانت إجابته بأنه يرى في الحادثتين استهدافًا شخصيًّا له‚ مؤكدًا أنَّ الحكومةَ اليمنيةَ شكَّلت لجنةً للتحقيقِ بعد أن أُبلغ الرئيس اليمني بالحادثتين‚
منذ ايام التقيتَ بالرئيس علي عبد الله صالح وبالسفير الأميركي ونائبه بصنعاء‚‚ فما الذي دار في اللقاء؟!
ــ الشيخ الزنداني : اللقاء تمحور حول موضوعين: الأول أن الأخ الرئيس بلَغَه أن السفيرَ الأميركيَّ بصنعاء ينشر في الأوساط المختلفةِ أن الحكومةَ الأميركيةَ لم تقدِّم طلبًا باعتقالي‚ وإلى جانب ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض للخارجية الأميركيةِ أميركا لم تطلب اعتقالي شخصيًّا‚ فشعر الأخ الرئيس بأن هذا تكذيبٌ للحكومة الأميركية وتشويهٌ على مستوى الرأي العام المحلي والعالمي‚ فأراد أن يحسم هذا الموقف بطلب السفير الأميركي وطلبي ويُسمعنا التصاريح التي جاءت من المسؤولة المختصة في شؤون الإرهاب في الشرقِ الأوسطِ بأميركا وهي تطلب اعتقالي وتدَّعي مبررة ادعاءاتٍ باطلة وكاذبة‚ وتقول إنَّ هناك معلوماتٍ إضافيةً لديهم‚ وإن هذه المعلومات تُفيد بأنَّ الزنداني يخطط للهجوم على مصالح أميركية في المنطقة‚ وبناءً على ذلك نطلب منكم اعتقاله وإيداعه السجن‚‚وهو كلام كله كذب‚ من أوله إلى آخره افتراءاتٌ وأكاذيبُ‚ إلا أن الأميركيين قد عوَّدونا على ذلك‚ لأنهم لا يحترمون الصدقَ ولا المنطقَ ولا يحترمون حقوق الإنسان‚ فأراد الأخ الرئيس أن يُوقظهم‚ وأن يبلغ السفير ويبلغ الحكومة الأميركية بأنَّ هذا الكذبَ مفضوحٌ‚ وقد قام الرئيس بإسماع السفير التسجيل (الاتصال)‚ وقال له الآن إيش رأيك: فقال: لا أستطيع أن أُبدي رأيي إلا إذا اتصلتُ بحكومتي!!
أما الموضوع الثاني الذي دار في اللقاء فهو أنَّ الأخَ الرئيس تكلَّم إلى السفير الأميركي وقال له إنكم تأخذون صورةً سيئةً عن الشيخ الزنداني‚ والشيخ الزنداني رجلٌ عاقلٌ ومعتدلٌ‚ والحكومة اليمنية تضمنه‚ وأنا شخصيًّا أضمنه‚ فقال السفير الأميركي: هناك طريقةٌ لرفع اسم الشيخ‚ فقلت له الطريقة- كما هو منشور من موقعِ مجلس الأمن- أن تتقدم حكومتي بطلبٍ بناءً على طلبكم ويُعرض هذا على مجلس الأمن‚ ويعرض على الحكومة التي طلبت إدراج اسمي‚ فإذا اتفقت هذه الجهات يُرفع اسمي‚
تأييد حماس
مَن تقصد أميركا بالجهات التي تموِّلها؟ وبماذا استدلوا على ذلك؟
ــ جرى نقاش مع السفير ولمست من المناقشة أنهم يقصدون حماس‚
وما دليلهم على ذلك؟
ــ لأنني في الحقيقة كنتُ أجمع الأموالَ لحماس‚ وأميركا تعتبر حماس منظمةً إرهابيةً‚ وبناءً على هذا أدخلوا اسمي في قائمة الممولين للإرهاب‚ وهو ما يخالف القوانين الدولية‚ لأنَّ القوانين الدولية تنص على أنَّ الإنسانَ إذا مارس عملاً غير مجرم في وطنه فلا يُعاقب عليه لا محليًّا ولا دوليًّا‚ وإلا فمثلاً في بلادنا من شَرِبَ الخمر يُجرَّم‚ لأن شرب الخمر حرام‚ ولكن سفراء الدول الغربية قد يشربون الخمر‚ فهل نأخذهم ونجرِّمهم وهم على دينهم؟ فالقوانين الدولية لا تُجرم فعلاً غير مجرم في وطن الذي ارتكب ذلك الفعل‚ فمعاونة حماس في بلادي ليست جريمةً‚ بل قال الرئيس للسفير الأميركي إننا جميعًا ندعم حماس وإنه بنفسه يدعمها والشعب اليمني كله يدعمها والدول العربية والشعوب الإسلاميه والدول تتبرع لها‚ وأضاف الرئيس أنَّ هذه هي الجريمة التي أُخذ بها الشيخ المؤيد وأصدر القضاء الأميركي حكمًا عليه بالسجن 75 عامًا وعلى زميله بالسجن 40 عامًا‚ وكانت جريمتهما الوحيدة هي دعم حماس‚
الحكومة لن ترضخ
هل تعتقدون أنَّ الحكومةَ اليمنيةَ قد ترضخ للضغوطِ الأميركية المطالبة بتسليمكم؟ وفيما إذا حدث ذلك ماذا سيكون موقفكم؟
ــ الحكومة اليمنية لم ترضخ للمطالبِ الأميركية‚ لأنَّ لنا دستورًا يحمي المواطن اليمني‚ ونحن دولة مستقلة ولسنا ولايةً أميركيةً‚ فهم طلبوا الحجر على أموالي‚ وهم معترفون أنهم طلبوا الحجر على أموالي ولكنهم لم يُنفِّذوا‚ لماذا لم ينفذوا؟ لأنَّ عندنا قضاءً وهناك دولة ولو حدث ما تطالب به أميركا‚ فإنني سأقاضي الحكومة أمام القضاء‚ لماذا تعتقلوني؟ ولماذا تصادرون أموالي؟ فإن قالوا: جاءنا من أميركا‚ فأقول: هل أي طلب يأتيكم من أيةِ دولة تنفذونه؟! ولذلك الحكومة عندنا منذ عام ونصف وهي تقول لأميركا: إذا كان عندكم أية أدلة على الشيخ الزنداني قدِّموها لنا‚ والحكومة اليمنية موقفها إلى الآن والحمد لله موقفٌ جيد‚ وترفض هذا‚ وعندما طلبوا إلقاء القبض عليَّ‚ قال الأخ الرئيس: لسنا قسم شرطة كي نُلقي القبض عليه‚
العلاقة بالرئيس
ذكرت كلمة الرئيس أكثر من مرة‚‚ فما مدى العلاقة التي تربطكم بالرئيس علي عبد الله صالح‚ وهل هي من الحميمة بمكان حتى تنشر صحف يمنية رسمية أنه رغم تلقيه لضغوطٍ أميركيةٍ قوية لتسليمكم إلا أنه يرفض ذلك؟
ــ الأخ الرئيس تزاملت معه سنة كاملة في مجلسِ الرئاسة‚ واشتركنا في أعمالٍ كثيرة في ذلك الوقتِ منها تعديل الدستور والوقوف أمام الانفصال‚ وعرفني عن قربٍ وعرفته عن قرب‚ فهو لا يحمل لي إلا تقديرًا شخصيًّا‚ وليس بيننا عداءٌ كما هو موجود بين بعض السياسيين في بعضِ الدول‚
الحوارِ مع الأميركان
منذ فترة أعلنتم عن استعدادكم للحوارِ مع الأميركان‚ فما نتائجه؟ ومع مَن؟ وماذا ستحاورون؟
ــ أقصدُ بالحوارِ مع الغرب أن تكون هناك محاوراتٌ لكي يعرفوا ما عندنا ونعرف ما عندهم‚ فكثير من الأشياء التي يفهمها الناس بالخطأ سنعرج عليها‚ والله أمرنا بذلك في القرآن الكريم بقوله «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» الحجرات: من الآية 13‚ وهناك كثير من الأشياء ستوضَّح بالتعارف والحوار‚
لا علاقة لي بأميركا
وفيما يتعلق بالولاياتِ المتحدة‚ هل هناك علاقة ما بينكم وبينها بالسلبِ أو الإيجاب؟
ــ لا تربطنا بها شيء‚ إلا أنها دولة معتدية على أمتي وبلادي وديني وعلى أراضينا‚ اعتداءً بعد اعتداء‚
قتال المعتدي
البعض برَّر موقف أميركا منكم بأنكم أصدرتم فتوى تدعو إلى حرب الأميركان وقتالهم؟
ــ أنا لم أُفتِ فتوى بهذا النص‚ ولكني أقول إنَّ المسلم الذي يُعتدَى عليه يجب أن يُقاتِلَ عن بلاده وعرضه سواء كانت أميركا أو غير أميركا‚ وأيما دولة من دولِ المسلمين تُستعمَّر أو تُحتَّل كما هو الحال في العراقِ وأفغانستان فواجبُ المسلمين أن يُدافعوا عن أنفسهم‚ وجهاد الدفاع هذا ليس حقًّا شرعيًّا فقط‚ بل هو حكم تتكلم به جميعُ الأعراف الدولية والقوانين الدولية‚ وقوانين الأمم المتحدة تقول «إنَّ أيةَ دولة تُحتل فمن حق أبنائها أن يُدافعوا عن وطنهم»‚
تعريف الإرهاب
بحجة الإرهاب‚‚ تتدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول والأفراد فهل توصلتم إلى تعريفٍ محددٍ لهذا المصطلح الغامض؟
ــ أرى أن تعريف هذا المصطلح ينطبق عليه القول العربي «المعنى في بطن الشاعر»‚ ولذلك فإنَّ معنى الإرهاب في بطنِ أميركا‚ هي تريد أن تؤلِّب الناس معها وتجمعَهم معها وتحشدهم معها وتقول: حاربوا الإرهاب وقاوموا الإرهاب دون أن توضِّح ما هو هذا الإرهاب‚ ولذلك فقد أصبح من الناحية السلوكية والعملية وواقعيًّا الإرهاب هو ما قرَّرت أميركا أنه إرهابٌ‚ وغير الإرهابي هو ما لم تضع أميركا اسمه في قائمة الإرهاب‚ وأعتقدُ أنه من الجورِ والتسلط أن تقول أميركا لأي دولةٍ من دولِ العالم من حكمت عليه بكذا فاحكموا عليه كما قلت‚ دون دليلٍ أو برهانٍ أو تهمة‚
وبعيدًا عن التعريفِ الأميركي فإنَّ الإرهابَ يُعرف بأنه: استعمال السلاح في غيرِ موضعه الشرعي أو القانوني‚ ولكني وجدت تعريفًا أجمل وأشمل‚ عرَّفه المجمع الفقهي لعلماء المسلمين التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي‚ فوجدت أنهم وضعوا تعريفًا شاملاً‚ وأدعوا إلى إشاعةِ هذا التعريف ونشره‚
ديمقراطية خصوصي
أميركا دائمًا تُطالب الناس بالديمقراطية‚ فما رأيكم في الديمقراطية الأميركية؟
ــ الديمقراطية التي رأيناها هي التي تسير في ركابِ أميركا‚ أما ما كان محققًا بانتخاباتٍ نزيهةٍ بشهادات الدنيا كلها‚ ونتيجته لا تُرضي أميركا فهذا غير مُعتَرف به‚ كما حدث بعد فوز حماس التي وصلت بالطريقة السلمية وعن طريق صناديق الاقتراع واعترافٌ من قِبَل حركةِ فتح‚ فلماذا هذه النظرة المزدوجة؟
نصيحتي لحماس
من موقعك ومكانتك البارزة في العالمِ الإسلامي كيف تنظر لفوز حركة حماس؟
ــ فوز حركة حماس يحمل معنى كبيرًا وهو أكبر من حركةِ حماس‚ لأنَّ الشعبَ الفلسطيني هو الذي قدَّم حماس‚ ومعنى ذلك أنَّ الأفكار التي تردِّدها حماس والمبادئُ التي تحملها حماس أصبح الشعب الفلسطيني يحملها ويتبنَّاها‚ وهذا نجاحٌ كبيرٌ للطليعةِ الإسلاميةِ في الشعبِ الفلسطيني‚ وأيضًا يدل ذلك على أن هذا الشعب المجاهد هو الشعب الذي يقف في طليعةِ الأمة العربية والإسلاميه‚ فالشعب الصابر المحتسب المعتدَى عليه‚ الذي يتعرَّض كل يومٍ للعدوان‚ بمعنى أنه وصل إلى وضعٍ لا مخرجَ له إلا الإسلام‚ ولا حلَّ له إلا الإسلام‚
وأما نصيحتي لحماس نسأل الله أن يُوفِّقهم‚ وأنصحهم أن يُكثروا التشاورَ فيما بينهم وأن يُدرسوا كل خطوة‚ وأنا أظن فيما نرى ونلمس أنهم يظهرون لنا بصورةٍ أتمَّ مما يقترح عليهم المجتمع الدولي‚ فهم أدرى بذلك‚ ولذلك نرى أمامهم معوقات واضحة وجليه نسأل الله أن يُعينهم‚ ونذكِّرهم بأمر الله للرسول صلى الله عليه وسلم «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الَمُؤْمِنِينَ» الشعراء: 215‚ ولا بد عليهم أن يخفضوا جناحهم لشعبهم الفلسطيني‚‚ الشعب الذي اختارهم‚ يسهرون على خدمته‚ وأن يشاوروه في أمرهم كما قال تعالى «وَشَاوِرْهًمْ فِي الأَمْرِ» آل عمران: من الآية 159‚ وأوصيهم بأن يكون لهم مكتبٌ شرعيٌّ من كبارِ علماء المسلمين القادرين على الاجتهاد وأن يكونوا قريبين منهم‚ حتى يجدوا الحلولَ الشرعيةَ في المعضلاتِ اليوميةِ المواجهةِ لهم‚
الرسوم المسيئة
في الفترة الأخيرة نشرت صحفٌ دنماركية ونيرويجية رسومًا كاريكاتيرية مسيئةً للرسولِ- صلى الله عليه وسلم-‚ ما تعليقكم على ذلك؟ وهل مبرر إعادة نشرها لتزويد الناس بالمعرفةِ والاستنكارِ والإيضاح جائز؟
ــ أي رسمٍ المقصود منه عرض ما فيه وإعادة نشره هو إعادة عرض ما فيه‚ فإن كان الذي فيه إساءة فهو إساءة‚ وإن كان الذي فيه إشادة فهو إشادة‚ وبناءً على ذلك رُسمت الصور المشوهة للرسول- صلى الله عليه وسلم- ساخرةً منه مستهزءةً به‚ فإنَّ إعادةَ عرضها هو إعادة عرض الاستهزاء والسخرية‚ ومَن يعتذر بالجهل فإنَّ الطفلَ يعلم أن الاستهزاءَ والسخريةَ عيبٌ‚ ولا يطرأ على مثلِ هذا الجهل وبخاصة وقد استنكر المسلمون أعظم استنكار‚ فأين الجهل في ذلك؟
وأضربُ لك مثلاً وهو لو أنَّ شخصًا صوَّر صورةً مشينةً‚ ثم جاءت صحيفة ونشرت هذه الصورةَ المشينةَ فغضب وكره أن تُوصف عنه هذه الصورة المشينة‚ ثم جاءت صحفٌ أخرى تتظاهر بأنها تدافع عنه‚ فتقول: انظروا إلى تلك الصحيفةِ كيف أساءت لقد صوَّرته بهذا الشكل‚ ألا يُعتبر إعادة نشر صورته هذه إعادة للإساءة؟ ألا يحزن صاحب تلك الصورة؟ وبالتالي فإننا نغضب لإعادةِ الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم‚
هذا الحوار نشر يوم الجمعه تاريخ 31/3/2006 م العدد 3862
لكل من شكك في موقف الرئيس اليمني
المؤيد الله يفرج كربه ما كان ليقبض عليه لولا الخائن الذي باعه
وما اكثر الخونه اليوم ثم يبرر اصحاب الانفصال ذلك بان الحكومه
هي السبب
وعجبي
Bookmarks