المثال الوطني..!!
-----------------


تأكيد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بين حين وآخر بأن الوطن اليمني محصن بإرادة أبناء شعبه ومؤسساته وكل الشرفاء والمخلصين من أبنائه، ليس مجرد مصطلح نظري يتم إطلاقه لإظهار أن اليمن قوي وقادر على مجابهة أي تحديات، بل أن هذا التأكيد يستمد صحته ومصداقيته من وقائع ثابتة وشواهد راسخة لا تحتمل أي قدر من التشكيك، فقد برهن اليمنيون في كل المراحل أن التحديات مهما كان حجمها لا تزيدهم إلاَّ صلابةً واقتداراً وتلاحماً وتماسكاً وعزيمة وإصراراً على تجاوز ما يعترض طريقهم من المصاعب والتحديات.
ومن هذه الحصانة الوطنية استطاع اليمن إنجاز العديد من التحولات في مختلف الميادين والمجالات كما تمكن من بناء مؤسسات الدولة الحديثة، ومن ذلك مؤسسة القوات المسلحة والأمن، التي أضحت اليوم على قدر عال من الثبات والتأهيل واليقظة والجاهزية، ما يمكنها من أداء واجباتها الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار، والذود عن حياض الوطن، والدفاع عن سيادته والحفاظ على الشرعية الدستورية ومكاسب الثورة والوحدة والديمقراطية دون تلكؤ أو تردد.
وستظل هذه المؤسسة مصدر فخر واعتزاز كل اليمنيين الذين يرون فيها اليوم الأنموذج والمثال والقدوة في تجسيد قيم الوطنية والولاء للوطن والتضحية والإيثار من أجل هذا الوطن.
ومما لاشك فيه أن مثل هذه الدلالات والمعاني النبيلة قد وفرت لهذه المؤسسة مناعة إضافية، جعلتها على درجة من الوعي والفهم والاستيعاب لكل المرامي الخسيسة، والنوايا الحاقدة على هذا الوطن، التي يجد أصحابها في انضباط هذه المؤسسة الوطنية حائط الصدِّ والصخرة المنيعة التي تتحطم عليها كل الدسائس والأراجيف والدعايات المضللة.
وبقدر اعتزازنا بدور هذه المؤسسة وما تقدمه من تضحيات من أجل وطنها وشعبها، فإننا نكبر في منتسبيها وجميع أفرادها تلك المواقف التي سطروها، أكان ذلك على صعيد تأديتهم لواجباتهم أو في غيرها من الميادين ليثبتوا بحق أنهم أوفى الأوفياء لهذا الوطن وأعز الرجال في تمثل القيم الوطنية الحقة.
وبكل تأكيد فإننا أحوج ما نكون إلى الاقتداء بصناديد هذه المؤسسة الذين ترفعوا عن كل المفاهيم الصغيرة والقاصرة، وكانوا أكبر من تلك النتوءات السقيمة والعليلة التي ما تزال معشعشة في عقول بعض المرضى الذين لم يتحرروا من ثقافة الماضي ومساوئها وظلوا يحملون هذه الثقافة البالية التي تجاوزها الزمن ودفنها شعبنا بقيام ثورته المباركة "26سبتمبر/14أكتوبر" ومنجزها الوحدوي العظيم الذي أخرج الوطن من براثن التجزئة والتشطير والصراعات والحروب والاقتتال إلى فضاء الوحدة والديمقراطية والرخاء والنماء والمحبة والوئام وما أحوج أولئك المرضى الغارقون في الماضي إلى استيعاب حقيقة الواقع الجديد، وإدراك أن يمن الـ22 من مايو صار ينظر إلى المستقبل، ولم يعد معنياً بالالتفات للوراء إلاّ لأخذ العبرة والعظة، وأن هذا اليمن الجديد أمامه العديد من المسؤوليات التي تعد أهم بكثير من استنزاف الوقت والجهد والفرص والطاقات، في الرد على تلك العقول الجامدة، القابعة في أبراجها العاجية، وزواياها المظلمة، معزولة عن الناس وعن كل معطيات الواقع وتحولاته، حيث وأنَّ من العبث الانشغال بمثل هؤلاء الذين تكلسوا وفاتهم أن الزمن قد تغير، وأنهم وحدهم الذين بقوا خارج دورة الزمن، لكونهم من ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: «وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ».
والحق أن المثال الوطني الذي يقدمه أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية، الذين يجمعهم هدف واحد وغاية واحدة، هو خدمة الوطن وإعلاء شأنه والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته وعزته وكرامته، لهو أبلغ دليل على أن ما أنجزناه من تحولات كبيرة وشامخة لم يتوقف على العمران للمشاريع التنموية والاقتصادية والخدمية ولكنه امتد بشكل أوسع ليشمل بناء الإنسان، وذلك وإن كان من أعقد عمليات التنمية وأكثرها صعوبة، فإنه كان من الصعب النجاح في عملية التنمية الشاملة دون بناء الإنسان الذي يشكل محور التنمية وهو ما نجني ثماره اليوم من خلال جيل تخرج من أرقى الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية، جيل يعول عليه أن يرسم لليمن أقصر الطرق لامتلاك ناصية المستقبل.
وبالفعل فإنه لا حصانة للوطن إلا بحصانة أبنائه واعتزازهم بهويتهم الوطنية .
---------------
صحيفة الثورة