هذا العرس البهيج !
-----------------
العرس البهيج الذي يعيشه الوطن عموماً ومدينة عدن خصوصاً والمتمثل باحتضان فعاليات خليجي 20 التي تهيأت أمامها كل سبل النجاح والتميز حيث اكتست عدن العروس الجميلة بأحلى وأزهى زيناتها وحللها البهية وزهت شوارعها وحواريها التي لا تنام بابتهاجات متواصلة عبرت عنها تلك الجموع الحاشدة من سكانها الذين ارتسمت على وجوههم واعتملت في نفس كل منهم فرحة غامرة لا حدود لها وهم يشاهدون من جهة الوطن وقد نجح في التحدي الذي خاضه باقتدار وأخرص كل الأصوات النشاز الناعقة بالخراب* ومن جهة أخرى يتملك كل منهم كما هو شأن إخوانهم في بقية مناطق الوطن الغالي شعور طاغ بالاعتزاز والفخر وهم يرون عدن الرائعة، وقد تحقق لها كل تلك الإنجازات الشامخة في ظل الوحدة المباركة أو في إطار التحضيرات لخليجي 20 الذي احتضنت فعاليته مع محافظة أبين سواء على صعيد مشاريع البنية التحتية من طرقات وكهرباء ومياه واتصالات وصحة وتعليم ومنشآت سياحية وفندقية وعمرانية وثقافية وغير ذلك من المنشآت والمرافق الرياضية المزودة بأحدث التجهيزات المتطورة وهو ما عوضها عن سنوات القحط والحرمان التي عاشتها في ظل التشطير البغيض والتسلط الشمولي والذي لم تجن فيه عدن كما بقية المحافظات الجنوبية والشرقية سوى الحرمان والكوارث والمآسي كنتاج لصراع الرفاق المتكرر بين كل حقبة زمنية وأخرى وهو الصراع الذي كانت تحركة الأيديولوجيات المستوردة وأطماع الاستئثار بكراسي السلطة حيث ظل كل منهم يتربص بالآخر ويتآمر عليه ليلتهمه قبل أن يلتهم هو وكانت المحصلة لكل ذلك كارثية ومؤلمة -أشلاء ودماء ودمار- فقد افتقد أبناء شعبنا في هذه المحافظات قبل أن يشرق فجر الوحدة الوضاء لطعم الفرح والحرية والشعور بالأمن والأمان حيث ظلوا يتجرعون كؤوس الحرمان وغياب التنمية التي تنهض بحياتهم وتحسن أحوالهم وكان نصيب عدن من كل ذلك وافراً ربما لكونها مركز الصراع وساحة حروب الرفاق وتجاربهم.
وقد منحت الوحدة المباركة لهؤلاء من صناع المآسي والكوارث والمتنكرين لنضال الشعب وتضحياته التي قدمها من أجل منجز الوحدة التاريخي فرصة كبرى لإعادة التفكير في نهجهم والاستفادة من دروس الماضي وعبره والانخراط في الواقع اليمني الجديد الذي تشكل بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الـ22 من مايو 90م مقترنة بالديمقراطية والحرية والتطلع الإيجابي والمتفائل نحو الغد الأفضل* ولكنهم للأسف ظلوا في غيهم يعمهون.. يتربصون بالوطن ووحدته وبتطلعات الشعب وأمانيه ويحيكون له المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ويمدون أيديهم حتى إلى الشيطان من أجل الحصول على ما يساند أهدافهم التآمرية ضد الوطن ووحدته غير مستوعبين أو مستفيدين من ذلك الحصاد المر لنتائج مؤامراتهم وما أفرزته الأحداث والمخططات التي حاكوها بأيديهم والتي تصدى لها الشعب وأحبطها وأجبرهم على الفرار براً وبحراً خارج حدود الوطن غير مأسوف عليهم يجرون وراءهم عار الهزيمة والخيانة لوطنهم ومبادئ ثورته وتضحيات شهدائه الأبرار تلاحقهم غضبة الشعب ولعنة التاريخ كما هو حال كل خائن.
واليوم وهم يشاهدون وقائع ذلك العرس البهيج الذي يعيشه شعبنا الأصيل في عدن وغيرها من مدن وطننا اليمني والمتمثل في خليجي 20 تزداد في نفوسهم المريضة الأحقاد والضغائن والخيبة واليأس بعد أن تعاظم فشلهم وسقطت كل رهاناتهم الخاسرة وخابت كل مساعيهم ومحاولاتهم لعرقلة احتضان اليمن لهذا الحدث الرياضي الكبير الذي عملوا على تعكير صفوه واحاطته بكل الشكوك والشائعات الكاذبة والدعايات المضللة والأعمال التخريبية لتخيب مقاصدهم الشريرة بحرمان المواطنين في محافظتي عدن وأبين من الحصول على أي خير أو منفعة ترتبط بهذه الفعالية الرياضية الهامة متحالفين في ذلك مع شياطين الإرهاب في تنظيم القاعدة حتى لا ينفضح حالهم وزيف دعاويهم وأباطيلهم المضللة وحتى لا تكون تلك المنجزات الشامخة والتحولات الإيجابية العميقة التي تحققت في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية شواهد حيَّة تعريهم وتدلل على فشلهم وبؤس ما فعلوا ومحاكمة حقيقية لذلك العهد الشمولي الذي تسلطوا فيه على رقاب المواطنين في هذه المحافظات ولم ينالوا منهم سوى العذاب والشقاء والحرمان، ولكن الله خيب آمالهم وأثبت شعبنا اقتداره على مجابهة التحديات والانتصار لنفسه.
ولكم كنا نتمنى ولكي تكتمل الأفراح أن يبادر الأخوة في قيادة أحزاب اللقاء المشترك الذين احتضن بعضهم عناصر من أولئك المرتدين عن الوحدة والخارجين على الدستور والقانون أن يبادروا إلى الاستجابة لنداء الواجب الوطني ومشاركة الشعب أفراحه وابتهاجات عرسه في حفل الافتتاح الذي جرى يوم أمس الأول في استاد الـ22 من مايو بعدن وأن يتفاعلوا مع بقية أبناء الشعب وفعالياته السياسية والثقافية والاجتماعية وشرائحه المختلفة لإنجاح هذا الحدث الرياضي الكبير ذو المدلولات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية العميقة التي لا تغيب عن البال والمتصلة بذلك النسيج الواحد الذي يربط اليمن بأشقائه في الجزيرة والخليج.
ولكن قيادة المشترك - للأسف - اختارت كعادتها طريق العناد والمكابرة وأصرت على المزيد من عزل نفسها عن الشعب ومشاركته أفراح هذه اللحظة التاريخية البهيجة التي التقى عندها الجميع باعتبارها حدثاًَ سعيداً يهم الوطن كله ولا يمكن أن يكون محل خلاف* وما كان لهم أن يخسروا شيئاً أن فعلوا ذلك ولكن من المؤكد أن الشعب لن ينسى لهم هذا الموقف المؤذي لمشاعره الوطنية الجياشة وسيجد الفرصة المناسبة للرد عليهم بمزيد من النفور منهم بعد أن تكشفت حقيقتهم أمامه وأنهم الذين لم يضعوا له في قائمة تفكيرهم أي اعتبار أو حسبان !.
-----------
كلمة الثورة