خليجي 20
بقلم / نبيل حيدر
صحيفة الثورة
--------------
* انهالت الكتابات في صحف كثيرة حول الاستعدادات للحدث المرتقب خليجي 20، وبعيداً عن التناولات الخبرية تجد عجب العجاب فيما يكتب وينشر ويخلط بـ"بسباس" السياسة وبفلفل الأحداث الأمنية والبهارات الأخرى التي تصنع وجبات حارة جداً.
* جُلَّ الكتابات لايمكن وصفها بالخبرية ولا بالتحليلية ولا بالنقدية وحتى لايمكن القول أنها انطباعات وحالتها أشبه بحالة من يشاهد ثور يقع على الأرض فينضم بسكينته إلى سكاكين الآخرين الذين يتكاثرون عليه مع أنه لا يوجد ثور ولم تحصل حادثة وقوع على الأرض.
فيما يقرأ لا نجد تحقيقاً صحفياً أو كاتباً سن مقاله بناءً على معلومات مؤكدة وموثقة تؤكد أن النسخة الـ20 من الخليجي ستكون فاشلة ومعظم المكتوب يستند لحادثة ما أو ملاحقة أمنية لمجموعة ما أو لتصريح صدر نشر في صحيفة بإحدى الدول الخليجية لا يعبر ولم يعبر في وقته وحتى الآن عن جميع الدول المشاركة.
* حتى ما كتب عن وجود شكوك حول الإنفاق على الاستعداد سواء في كلف المنشآت الرياضية أو المنشآت الإيوائية واستغلال البعض لضخامة الحدث بممارسة شغفه بالفساد أو تحويل حلمه بالفساد إلى حقيقة بفضل مليارات التجهيزات.. حتى ذلك أيضاً لا يمتلك دليل إدانة حقيقي مع اعتقادي بوجود شيء منه ولكنه اعتقاداً لا أمتلك أدوات تسويقه وإذا أردت فعل ذلك فينبغي عليَّ أن أنزل إلى الميدان وأتحرى وأدقق وأتلصص حتى أصل إلى المعلومة الحقيقية.. وهذا ما كان ينبغي على كل من قدح وفرغ شحنات غضبه بسبب موقف معين في مقال أو كتابة تلعب على الوضع السياسي أو على الهاجس الأمني أو على استغلال الفرصة لبث سخط مناطقي أو وظيفي أو اشتغال على الاختلالات الموجودة في أطر التنظيم وعلى الحنق الموجود عند البعض جراء عدم توليته زمام الأمور.
* تلك الكتابات تتجاوز التنفيس وأقول التنفيس لأني مررت على عدم دقتها المهنية إلى الإقلاق والبلبلة ومحاولة خلق رأي عام في القوس الخليجي لدى الساسة والمسوسين مشوش وخائف وبأسلوب تصفية الحسابات الذي تتأثر به البلاد كلها وليس نخب حاكمة أو سياسية معنية.
* وبعض الكتابات - للأسف الشديد - يظهر مشوهاً تماماً لأنه يعتمد منهج أنه ما دامت البطولة ستقام في عدن فيجب أن يكون كل الكادر العامل على التهيئة عدني قح، وكنت أتمنى أن يكون الطلب بوجوب وجود كادر مؤهل مدرب له إمكانيات وعنده قدرات للتعامل مع الحدث وفعالياته وليكن الكادر من أي مدينة أو أي محافظة لكن أن يتم استغلال بعض الأخطاء للرد بأخطاء ممقوتة فهذا لايخدم ولا حتى يمكن أن يسبب تلاشي أو تخفيف احتقان نافخي الكثير.
* خلق الله في بلاد الله يتحدون في مواجهة متطلبات الأحداث ذات الطابع الوطني والمرتبط بالخارج ونحن نمشي خارج السرب بمحاربة الحدث بممارسة الشخبطة على لوحة الحدث والصياح بأسلوب "خذوهم بالصوت تغلبوهم" أو بالبرود والاكتفاء بالفرجة وانتظار صافرة الحكم النهائية أو صافرات أخرى أو بتعامل غير مسؤول وغير علمي مع قضايا الترتيبات والاستعدادات مثل زج أسماء في لجان دون إشعار أصحابها أو أخذ موافقتهم على العمل في هذه اللجان وكذلك عدم تفعيل اللجان حتى الآن وكأنها خلايا نائمة.
* نفعل ذلك أو نروج لمن يقول أنه سيقف ويجلس عند مداخل عدن وأبين ليعبر عن قضيته السياسية للوافدين من الخليج مع أن الوافدين ليسوا سياسيين ولن يجتمعوا في قمة بيئة أو قمة غذاء.. وكذلك دون التحقيق مَنْ هل فعلاً سيتحقق لمن يقولون أنهم يعتزمون الاحتشاد هدفهم أم لا وهل طريقتهم ستخدمهم أم لا وكيف ستخدمهم وماذا سيوصلون للعالم ولم يتمكنوا من إيصاله مع أن الفضائيات تتناول أخبارهم الصغيرة والكبيرة.
إنه شغل "العيار الذي لا يصيب يدوش" وللأسف يخرج مسؤول في اتحاد الكرة على قناة فضائية ليقابل ذلك الضجيج بالاستجداء ويطلب حضور الوفود الخليجية دعماً ومساندة لليمن وكأن الإشاعات صحيحة والمطلوب حضور الأشقاء وتقديمهم المساعدة لمواجهة الأخطار المتربصة بالبطولة..!!!
أخلص إلى أننا لم نصل بعد إلى مرحلة التعامل الواعي مع الأحداث والقضايا ذات الهرم الوطني.. نخلط بين المشاعر وبين الحقائق وبين الرغبات وبين الاتهام والإدانة وبين الشخصي والعام وناتج الخليط نبصقه بكل وقاحة ونعتقدها جُرأة على وصلة الأرض هذه من المعمورة.